الثلاثاء، يونيو ١٤، ٢٠٠٥

مشاهد

هذه مشاهد من وقفة الشموع الاحتجاجية أمام ضريح سعد اتركها للتأمل
المشهد الأول بطلته الدكتورة ليلى سويف، فبعد انتهاء المظاهرة وخروج الناس الذي حدث بنظام يدحض كل ادعاءات الأمن عن محدثي الشغب دخل نبيل العزبي مدير أمن القاهرة – مع التحفظ على كلمة أمن – يهشنا لنذهب من أمام الضريح، محاطاً كالعادة بعدد لا بأس به من اللواءات ولم أحصي بقية الرتب فإذا بالدكتورة ليلي الجميلة تقول له صارخة بمنتهي القوة: "انت داخل هنا ليه؟ انت اللي كنت واقف لما كانوا بيقلعوا الستات، أنا شفتك" واستمرت في نهره بنفس الحماسة حتى حين حاول الجميع تهدئتها، وحدث هذا أمام كاميرات التلفزيون والتف الشباب بعدها حوله هاتفين: "حاكموهم حاسبوهم" وقد حافظ الرجل على ابتسامته أمام الكاميرات قبل خروجه من المكان. ناس ذوق ذوق ذوق صراحة. عل هذه تكون كلمتنا كلنا كلما رأيناهم: "انت اللي كنت واقف لما كانوا بيقلعوا الستات"

المشهد الثاني لأيمن نور، فقد فوجئت أثناء وقوفي في المظاهرة بمن يدفعني من الخلف ولما نظرت ورائي وجدت شخصاً من "جوقة" أيمن نور يفسح له الطريق الذي كنت اعترضه بوقوفي، وبعدها أخذ نفس هذا الشخص في افساح الطريق بنفس الطريقة – دفع الواقفين بمنتهى قلة الأدب - منحرفاً في منطقة منه عن الخط المستقيم لكي يجنب أيمن نور الخطو في بعض المياه الموجودة في المكان. وقال له أيمن نور بابتسامة – بتزق الناس الحلوة ليه؟ أهذا ردك يا سيدي على واحد من فريقك يدفع الناس في مظاهرة هم الأساس فيها، وأثناء ما يفترض أنه جزء من دعايتك لنفسك للترشيح للرئاسة؟ فماذا ستفعل بنا لو انتخبناك؟ وبالمناسبة نفس الأمر حدث في مظاهرة الأربعاء الأسود أمام نقابة المحامين حيث دفعتني جوقة سامح عاشور، لتفسح له الطريق على سلالم النقابة، وقد نظر لي أيضاً بابتسامة حين قلت له من الغيظ: "اتفضل عدي عادي، هو احنا هنعضك؟" وأنا أتساءل لماذا يتواجد لكل مدير في مصر جوقة تفسح له الطريق؟ هل شتقوم القيامة مثلاً لو تصرف مثل أي شخص مهذب محترم وقال لمن أمامه: بعد اذنك؟ خاصة وإن هؤلاء ليسوا حراسة إنما مجرد جوقة نفاق؟ وللأسف تجد نسخة منهم حول كل مسئول أياً كان في مصر. وإن كان سامح عاشور لا يهمني، فأيمن نور كمرشح للرئاسة كما ينوي ونعقد عليه أمل ليكون البديل ولو كان فقط أفضل المعروض وليس لأنه معجزة مثلاً، فأنا أتساءل: هل نزل إلى مظاهرة وهو يتوقع ألا تخوض رجلاه في بعض الماء؟ واذا كان لا يريد الخوض في الماء في مظاهرة فكيف سيسير في شوارع القاهرة التي تمتاز تبادلياً بالحفر والماء؟ أم إنه ينوي السير على نهج رصف الشوارع التي يمر فيها؟ هل تنوي جوقته أن تدفعنا بعد ذلك كلما مر؟ وهل – فرضياً- سيسير على نهج أخينا ويغلق كل الشوارع ليمر سيادته دون أن يضطر لرؤية أي منا؟ أسئلة كثيرة لأن ما رأيته مقلق للأسف ولا ينم عن شخص ينوي التواجد في الشارع، وآسفة ليس من حق أحد أن يدفعني لا جوقة أيمن نور ولا جوقة سامح عاشور ولا أي جوقة، وجرب يا دكتور أيمن الخوض في الماء في الشارع، فهو مسل أحياناً.

المشهد الثالث لمحمد عبد القدوس الساعي دائماً للميكروفون والكاميرا، فقد وجدته في وقت ما من المظاهرة واقفاً تقريباً وحده أمام كاميرا من الكاميرات يهتف، وهذا بالاضافة لاصراره كل مظاهرة على الاذان في موعده ولكنه لم يفعلها في مظاهرة الشموع بالرغم من أن موعد صلاة العشاء حان، ألعله وجد أن الاذان لن يحظي بنفس الاهتمام في مظاهرة كبيرة العدد مثل تلك ولن ترصده الكاميرات؟ أم لعله أذن للصلاة ولكن أحداً لم ينتبه؟ أم لعله أدرك أن كلمة: "حي على الصلاة" تعني "أقبل على الصلاة" كما درسناها في كتب اللغة العربية ولا يصح أن تقال في مكان ويستمر الناس بعدها مكملين ما كانوا يفعلون؟ لعلها أي من هذا ولعل المانع خير

المشهد الجميل الأخير هو مشهد الأطفال حاملي الشموع، وأعتقد أنها المرة الأولى في مصر التي ينزل فيها أطفال لمظاهرة، أمل جميل ومفرح وسط جو الكآبة الذي نعيش فيه

أما الكلمة الأخير بمناسبة مظاهرة الشموع فهو لقناة الجزيرة التي لم تضع الخبر ولا حتى في شريط الأخبار وعرضت تغطية مختصرة في السادسة صباحاً – في الفجر يعني - سلميلنا على الرأي والرأي الآخر ومنبر من لا منبر له و الضمير الصحفي وكل الضمائر التي توزع في برامجكم يميناً ويساراً حين يتهمكم أحد بالهجوم على مصر وسلمي لنا أيضاً على تيسير علوني الذي تدعون أنه كل ما فعله هو السعي لتوصيل الحقيقة مهما كان الثمن، فقد عرفنا أن لكل شيء عندكم ثمن

<
eXTReMe Tracker
Office Depot Coupon Codes
Office Depot Coupon Codes