الخميس، نوفمبر ٢٤، ٢٠٠٥

فرجت يا ولاد ...عندهم دم وزيادة

على باب بنك الدم بالهلال الأحمر علقت لوحات ملونة تزينها عبارات من نوع: "شكراً، دمك أنقذ حياتي" و"الدم الآمن مسؤوليتنا جميعاً" إلى آخر هذا الهراء الذي اتضح إنه لا يعني لأحد شيئاً

يسألني رجل في الصالة الخالية: "عايزة مين حضرتك؟"
أخبره إنني أتيت للتبرع، فيطلب مني الانتظار
يأتيني أحد العاملين ويطرق على باب غرفة الادماء ويوارب الباب قليلاً فألاحظ أن أحداً ما يقوم بمسح الغرفة، يقول الرجل لمن بالداخل: "فيه واحدة عايزة تتبرع" فاسمع صوت عاملة النظافة من الداخل: "لأ، ما ينفعش دلوقتي، تيجي بعد يومين"، أتجاهل الأمر تماماً وأظن أنني أخطأت السمع وأنهم بالتأكيد يتحدثون في أمر آخر
يقول العامل أن الغرفة بها ماء على الأرض وعاملة النظافة تمسحها لذلك فهو لا يستطيع سحب دم اليوم، أسأله عن علاقة الماء على الأرض بسحب الدم وعن الغرفة التي ستستغرق يوماً بكامله ليتم مسحها، يقول لي إنه لا يرضى أن أتبرع بالدم بينما الأرض غارقة بالماء، فأرد بأنني لا أهتم، وأرجوه أن يسحب الدم الآن، فيذهب.

تأتيني ممرضة، لتخبرني أنهم لن يستطيعوا سحب الدم لأن الغرفة يتم مسحها وتنظيفها، أخبرها للمرة الثانية أنني لا أهتم، فتقول: "الأودة ريحتها وحشة"، فأقول: "يا ستي وانت زعلانة ليه، بأقولك أنا موافقة اسحبي الدم وخلصيني"
فتصرح تصريحها الهام: "إحنا قالبين الأودة كلها وقافلينها وبتتنضف وتتمسح عشان وزير الصحة جاي كمان يومين، فمش هناخد تبرعات (عشان ما يشتغلوش فيها ويوسخوها غالباً) لحد بعد بكرة"
(ذهول) أقول: "نعم؟ انتوا معطلين التبرع بالدم يومين كمان (ومين عارف متعطل من قد إيه قبلها) عشان وزير الصحة جاي؟"
لا تعليق منها
"لا مؤاخذة طز في وزير الصحة، ولما ييجي يا ريت تقوليله يا حضرة وزير الصحة: طز فيك"
تقول: "طيب تعالي بالليل وأنا هآخد منك دم" (شوف إزاي، ما أنا كوسة بقى عاشن بأروح هناك كثير)
أخبرها أنني أسكن بعيداً وأنني بالتأكيد لن أعود بالليل ولا في الغد ولا بعد الغد وأسألها بالغل المناسب:
"قوليلي بقى، في رقبة مين كيس الدم إللي ضاع ده وحد كان محتاجه ويمكن حياته تتوقف عليه؟ (على الأقل كما تقول اللوحات المعلقة على الحائط – هأو)
تسألني باستغراب: "مين ده إللي محتاج دم؟ إحنا الحمد لله عندنا دم يكفي وزيادة"
هنا كانت المسألة قد انقلبت من الهزل إلى الكوميديا الغامقة، أصرخ فيها:
"مصر إللي بتحتاج ثلاثة مليون كيس دم في السنة، بتجمع منهم مليون لما يبقى ربنا راضي عننا، بقى فيها دم يكفي وزيادة؟ أنت بتتضحكي على مين؟" (يخبرني أفريكانو في اليوم التالي أنهم لا يقبلون حجز أي مريض في قصر العيني حتى يتبرع أحد له بالدم)
أنصرف، وتنادي عليَ قائلة: "تعالي بعد بكرة وهناخد منك دم"، أرد عليها دون أن أنظر: "ربك يسهل"
(ليست هذه هي الحادثة الأولى من نوعها في الهلال الأحمر، فقد سبق ورفضوا تبرعي بالدم، ذهبت لأتبرع لاحدى قريباتي التي أخبرها الطبيب بعد الجراحة إنها ستحتاج كيس دم لاصابتها بالأنيميا، ولأننا نفس الفصيلة ذهبت لأعطيهم كيس دم، وبعد أخذ وعطاء بين مسؤول المعمل والممرضة أخبرني أن قريبتي لا تحتاج لدم، وبالرغم من تأكيدي له أن الطبيب مر عليها وأنا أزورها وأخبرها أنها ستحتاج لكيس دم، فقد صمم أنها لا تحتاج، فقلت له حسناً، مادمت قد جئت لأتبرع على أي حال فاسحب الدم ، ولو احتاجته كان بها، ولو لم تحتاجه فبالتأكيد ستعطونه لأحد ما ولن تلقونه في القمامة، فرد علي: "لا، تيجي بكرة بقى" - وبالمناسبة احتاجت قريبتي في اليوم التالي كيس دم طبعاً كما قال الطبيب)


أتوجه للدمرداش التي أكره التبرع فيها، أخبر الممرضة أنني أريد التبرع، فتقول: "تذكرة المريض وبطاقتك"، أعلمها أنني لا أتبرع لشخص بعينه، في المقعدين المجاورين امرأة في الخمسين وفتاة في أوائل العشرينات، جاءتا للتبرع للابنة والأخت التي ستجرى جراحة بعد حادثة سيارة، وتلك أصبحت القاعدة، من يحتاج للدم على أقربائه ومعارفه التبرع له – لأنه البنك ماعندهوش دم كفاية
أنسى أن أسأل الطبيب في المعمل إن كان "الدم الفاير" يصلح للتبرع، أم لا


7 Comments:

Anonymous غير معرف said...

فى الدمرداش اما ان تتبرعى لقريبك المتوقع ان يحتاج لكيس دم او اكثر. او (اكبر او فى الدنيا) تشترى الكيس الدم لو المريض قرايبة مش عوزين يتبرعوا.

أنا اسف جدا.

معنى ده ان ٥٠٠ مل دم من دمك بيتباعوا الان لمريض.

أنا مش عارف أقولك اية بس كان المفروض (طبعا دى معلومة طايرة فى قاعدة المعلومات الشفهية العبثية الى فى حياتنا فى مصر) انك تروحى مستشفى الأطفال أو الجراحة أو النساء أو الباطنة و تسألى ان كان فى مريض محتاج لتبرع بالدم. مثلا فى مستشفى الأطفال شوفى طفل من وحدة أمراض الدم و تتبرعيلة مباشرة باسمة، علشان تضمنى ان الكيس ده هيروح لمريض محتاج.

الخميس, نوفمبر ٢٤, ٢٠٠٥ ١١:٤٠:٠٠ ص  
Blogger Amanie F. Habashi said...

يا ترى الواحد ممكن يعلق على اللي بيحصل ده ويقول إيه...فيه فكرة معششة في نافوخ واحد صاحبي نعمل نسخة تانية من "بهية" ونخليها: مصر يامة يا غبية
ياأم طرحة وجلابية
الزمن شاب وأنتي خايبة
هو ماشي وأنت راجعة (مش واقفة حتى) على فكرة: طظ ألف مرة في وزير الصحة

الخميس, نوفمبر ٢٤, ٢٠٠٥ ١٢:٤١:٠٠ م  
Anonymous غير معرف said...

kanet f 7'etati arou7 atbara3 bel dam 2orayeb ALLAH yetamenek :)

الخميس, نوفمبر ٢٤, ٢٠٠٥ ٩:٣٦:٠٠ م  
Blogger African Doctor said...

في القصر العيني لا يحجزون المريض إلا إذا تبرع أحد ذويه بالدم. يستطيع أن يحصل بعد ذلك على كمية الدم التي يحتجها (نظرياً) لا أعلم مدى سوء هذا النظام و إن كنت تبرعت مرة لسيدة قدمت من أسوان وحدها و كادت أن تتعطل عن جراحة مهمة بسبب عدم وجود من يتبرع لها بالدم

الجمعة, نوفمبر ٢٥, ٢٠٠٥ ١٢:٥٢:٠٠ ص  
Blogger سؤراطة said...

مصطفى: أنا مش بأفكر في بيعه إنما في توفره أصلاً، يعني أعتقد إن إحنا واصلين لدرجة إنه الدم حتى لو بيتباع مش مكفي
بس أنا فكرتي في عدم التبرع لحد بعينه هو إن كيس الدم (حتى لو اتباع) هيروح لشخص مالهوش حد يتبرعله

على العموم أنا لأسباب كتيرة، منها ده، بأكره التبرع في الدمرداش

السبت, نوفمبر ٢٦, ٢٠٠٥ ٩:٠٤:٠٠ م  
Blogger FROGGY said...

maybe i'm late for replying and u already donated blood but just in case another time u would like or anybody else, there is a charity group called resala (they began at faculty of engineering, cairo univ) and they organize a day every month for donating blood in several places and also they have a data base with names of people that r willing to donate and if they need a specific type they call someone from database. my dof3a started this database in our ethic courses. if u need any info just let me know

الخميس, ديسمبر ٠١, ٢٠٠٥ ٦:٤٢:٠٠ م  
Blogger سؤراطة said...

of course froggy, please send me the details, my e-mail is on the blog
thank you in advance

الخميس, ديسمبر ٠١, ٢٠٠٥ ٨:٠٨:٠٠ م  

إرسال تعليق

<< Home

<
eXTReMe Tracker
Office Depot Coupon Codes
Office Depot Coupon Codes