السبت، ديسمبر ١٠، ٢٠٠٥

كل سنة وانت طيب أيها الانسان

العاشر من ديسمبر: اليوم العالمي لحقوق الانسان
فكل سنة وانت طيب وحقوقك بخير أيها الانسان
(1)
يقال أن المخاطر الصحية التي يتعرض لها الطفل في العشر سنتيمرات الأولى من قناة الولادة تفوق المخاطر الصحية التي يتعرض لها في الأربعين عاماً الأولى من حياته
يولد الانسان رغماً عن ارادته، يولد من أجل استمرار نوع لا يعرف أصلاً إن كان استمراره يهمه أم لا
عبثية ولادتنا جميعاً، تفترض الطبيعة لسبب ما إننا سنحب الحياة ونسعى بكل السبل للحفاظ عليها، وبالرغم من أن المرحوم فرويد نظَر بأن مجموعة "الغرائز الجنسية" أي الغرائز المتعلقة بالحفاظ على الحياة تتصارع فينا مع مجموعة "غرائز الفناء"، فمازلنا ننظر بالأكثر على أن التعلق بالحياة هو الأساس

(2)

انحشرت بين عظام حوض أمي حتى انزاحت احدى عظام رأسي فوق الأخرى، أكاد أحس بدماغي ينضغط في الداخل، ولم يكن هذا هو أسوأ ما حدث، فقد كان هذا بداية الألم فحسب، بدأت أشعر بتغير بألم عرفت فيما بعد أنه تغير درجات الحرارة، وبالرغم من محاولتهم العديدة لفهمي عجزت عن أن أوصل لهم ما أريد، مساحة واسعة جداً، مخيفة، ثم شعرت بهذا الألم الجديد، عرفت فيما بعد أيضاً أن اسمه الجوع وعلاجه أن يلقمني أحد ثدى أمي، وعرفت أيضاً إنها ستكون آخر مرحلة في حياتي يأتي فيها الطعام مجاناً، كل طعام بعده له ثمن ولكنني – ويا للهول – عرفت أيضاً أن ثدي أمي هذا ليس جزءاً مني، وإنها على عكسي أنا تستطيع أن تأخذه وتذهب به بعيداً ولا أراه مرة أخرى، ساعتها عرفت معنى الخوف وعدم الأمان ... كان هذا أول الفزع
قال علم النفس أنني بقيت الثلاثة أشهر الأولى من عمري أحلم بالعودة للرحم، وأرى جدران رحم أمي في أحلامي، ثم بعد ثلاثة أشهر بدأت أفيق من الصدمة وهنا بدأت الابتسام قليلاً، بالرغم من إنني بقيت مدة طويلة أعاني فكرة فصل العالم وباقي البشر عن نفسي، وكلما اكتشفت أن شيء أحبه وأحتاجه ليس في الحقيقة جزءاً مني، إنما بعيد وقد يختفي في أي لحظة زاد فزعي
(3)

قبل سن الثماني سنوات يعجز الطفل عن فهم معنى "الأبدية" أو "المطلق" أو انتهاء الأشياء إلى غير رجعة وهذا سبب من أسباب عدم فهم الأطفال قبل سن الثماني سنوات (وهو متوسط السن بالطبع) معنى موت شخص بإنه نهاية حياته وإنه لن يعود، ويعد هذا من مخاطر استعمال الأطفال للعنف، لأنهم لا يدركون أن الموت – أو أي شيء آخر – هو أمر لا رجعة فيها
(4)

حين ماتت جدتي لم أفهم، وحين ماتت قطتي لم أفهم، فهمت إنهم غير موجودين وتألمت وافتقدهم، ولكن لاحظت إنني بعد عيد ميلادي الثامن بدأت أدرك إنني أنا نفسي سأموت، بالتأكيد سأموت، تصاعد هذا الادراك حتى سن المراهقة حيث أدركت أن هذه هي معادلتي: ولدت رغماً عن ارادتي – بالتأكيد سأموت – بين الولادة مرغماً والموت مرغماً هناك حياة تبدو هامة جداً لأنني أنزع جزء الموت من المعادلة بحكم كيماويات دماغي التي تحاول أن يستمر نوعي، فتوهمني بالوجود الأبدي وتضع الجزء الخاص بحتمية الموت في الخلفية البعيدة، يتصاعد فقط في مناسبات وفاة أعزاء أو غرباء صغار السن أو حادثة مؤثرة (فنحن لسبب ما نعتقد أن موت الشيوخ طبيعي وموت الصغار غير طبيعي: هراء) ، ولكن في النهاية كل ما سأفعله هنا على هذه الأرض هو منتهى العبث فأنا سأموت وكل من أحبهم سيموتون ولو كرست حياتي كلها لأجل "هدف نبيل" ما فأقنعت نفسي بها فهذا الهدف وأصحابه والأرض ومن عليها إلى فناء .... ما هذا العبث؟
(5)

الأزمة الوجودية: أن تتساءل عن سبب لوجودك أو هدف، وتتدخل في مأزق مع وجودك العبثي جداً، ينخرط بعض الناس في المتعة حتى النخاع متمسكين بالاحساسيس القليلة الأكيدة: ما أحس به الآن وحالاً: لذة الطعام، لذة الجنس، لذة النشوة بالمخدر، لذة الاستماع للموسيقى، لذة الرقص، أياً كان ما يحرك تلك المورفينات الساكنة بين خلايا أدمغتناً، وينتهي البعض للاكتئاب، ويحاول البعض الوصول لما يسمى "الروح" في محاولة للوصول لشيء أبعد من مجرد الوجود المادي الذي يدرك أي انسان تعدى الثامنة أن نهايته مؤكدة وقريبة ومطروحة كل يوم: في حادثة، بمرض غامض أو معروف، لسبب مجهول، لسبب عبثي مثل سقوط قطعة من الرخام فوق رأسه لم يثبتها جيداً عامل مات منذ ثلاثة أعوام
(6)
لكي لا نفكر كثيراً، حيث اتضح أن التفكير سيؤدي إلى "الأزمة الوجودية" والتي قد تؤدى بمن تبقوا على الأرض بعد الحروب والمرض والموت جوعاً إلى الانتحار بدلاً من انتظار الموت وعلى وجوههم نظرة بلاهة بعد احتمال آلام الحياة المتعددة، حرصت الحياة على ابقاءنا في احتياج مستمر يدفعنا للعمل كالثيران المربوطة في السواقي، فلا نجد أي وقت أو طاقة للتساؤل عن جدوى هذا الوجود العبثي، ربما تأمل الحياة في أن نستمر في الولادة والتكاثر حتى يظهر نوع أكثر جدوى من هذا النوع البشري المخزي. وعليه فنحن نعمل طوال الوقت ونضع اهتمام كبير بكسب الرزق و"لقمة العيش" و"فرشة النوم" والجدران التي تحيط بنا لنحمي أنفسنا من تقلبات الطقس ومن اعتداءات زملاءنا في الانسانية ونتمكن من إيواء من نمارس الجنس معه دون اختلاس الفضوليين النظر، ليس هناك أية عبقرية في العمل لكسب الرزق، كل البشر يعملون لكسب الرزق، معظم الرجال وعدد لا بأس به من النساء، تستبدل النساء العمل بتفريخ الأطفال وتربيتهم ويتم تعظيم هذا الدور وهو في الحقيقة لا يتجاوز "الولادة للموت"، وتنتهي حياتها كفرد لتربي جيل جديد تنتهي حياته كأفراد ويربي جيل جديد وهكذا: كالكرسي الهزاز، يتحرك بك للأمام وللخلف ولكنه بالتأكيد لن يصل بك إلى أي مكان، نوهم أنفسنا أن حياتنا وما نفعله له قيمة، بينما القاعدة المنطقية تقول: أنا فاني – أوهم نفسي بالأهمية بانجاز أشياء – هي أيضاً فانية: المجموع: صفر، ليس صفراً حقيقة لأن الصفر هو قيمة ما، المجموع: لا شيء
(7)

في اللحظات العادية يمنعني الخوف من الموت المجهول من الانتحار، فقد حصنت الحياة نفسها باخفاء كل ما يمكن اخفاؤه عن الموت، إلا الأشياء المفزعة مثل تثلج الجسد والتعفن، واعتمدت على خوف الانسان الغريزي من المجهول، وفي لحظات الشجاعة النادرة أشعر بروعة الانتهاء، إذ ربما أتحرر من كل الأثقال ومن كل تلك العبثية وأجد شيء ما له قيمة حقيقية، أو تفنى الحياة كلها وينتهي أيضاً هذا العبث المنظم بشكل مثير للاشمئزاز
(8)

عمل الكائن المسمى بالانسان بكل الطرق على القضاء على "انسانيته" أي صفاته التي تفصله عن بقية الحيوانات المنتمية لنفس فصيلته بكل قدراته، يكاد الانسان يكون نفس القرد بنفس صفاته: يسعى للطعام والمأوي والتزواج وتربية الأطفال، لا يفكر إلا كما تفكر القبيلة، يتمسك بالأدوار كما هي ولا يتساءل عن جدواها أو فحواها، لا يتردد في محو من يعترض طريقه، وأعلى قيم الطاعة والتبعية على قيم الفردية، ورث فكره بدلاً من أن يستعمل ذلك النصف في المائة من المواصفات الجينية التي تفصله عن بقية القردة العليا، ربما فعل الانسان ذلك للتخلص من جزء من ذلك الألم المستمر في البحث عن ذاته، فتحامي في باقي الفانيين وأعلى قيمهم
(9)

يتمسك الانسان الأنثى بعبقرية الانجاب والتربية بسبب أفضلية بيولوجية ليس للانسان الأنثى أي فضل فيها
يتمسك الانسان الذكر بعبقرية كسب الرزق وحماية الأسرة – الصغيرة أو المتسعة حسب نوع المجتمع
يعتبر كل منهما أن هذا دور يستحق أن تضيع الحياة من أجله، بينما الحياة تقهقه وهي الوحيدة التي تستمر وتبقى ونحن وأولادنا نذهب، نموت وعلى شفتينا ابتسامة أن أنجبنا وربينا وسعينا للرزق، الفناء يحافظ على نفسه من الفناء!!ا

(10)

لا أشعر بأي أمل في نجاة أو حياة، إلا بأن أشعر بذلك الاحساس الممتع: التفكير، أن أكون فرداً، أن أتعرف على تلك الذات التي يفترض إنها مختلفة: أكره كل ما هو مكرر، أكره كل المعطيات، أكره السير في الطوابير كالنمل، لا أريد أن أساق في ماكينة الحياة: أولد – ألد – أتباهى كالبلهاء بانجازي – أموت، كل ما أريده هو أن أموت وقد وصلت للحظة صدق واحدة رأيت فيها نفسي، رأيت فيها من أنا كذات مختلف
أتعجب من تعظيم القطيع لدور الانجاب وتربية الأطفال كأنه أعظم كرامة ينالها الانسان: كنت أباً، كنت أماً، في الأغلب يتضح أن القطيع يتحدث عن الدور: الخدمي الاقتصادي، ما الفائدة أن يربي جيل جيلاً يليه ولا أحد يفعل شيئاً حقيقة؟!ا ما قيمة "استمرار النوع" الذي نعتبره شديد الأهمية؟
(11)

يبقى "التفرد" صفة الأقلية وليس الأغلبية، وهؤلاء يضفون على العبثية شيء من المنطق، ليس من ثمة أمل أن يصير التفرد صفة المجموع، هؤلاء يبحثون عن فعل داخلي للنمو ولا يعتبرون أي فعل خارجي ذا قيمة حقيقية، يبقى بحثهم عن الذات هو جوهر تمسكهم بالبقاء حتى تحين ساعة الموت، تبقيهم عن السعي إليه حثيثاً
(12)

بسبب هذه الفكرة أنزعج من حبس الانسان الرجل والانسان المرأة في أدوار محددة: إذ يحد ذلك من قدرة بحث الانسان عن ذاته، مهما بدت الأدوار لامعة وبراقة، وليس من أي جدوى في هذه الحياة إلا البحث عن الذات، لحظة، لحظة واحدة أعرف فيها من أنا وأموت، صديقي الذي يبكي بلا خجل أعرف إنه قد قطع شوطاً كبيراً في الانتصار على الأدوار سابقة الاعداد، كلما قلت المعطيات كلما اقترب الانسان من المعرفة، الشجرة المحرمة التي استحقت كل العذاب، أبدأ الحياة بفكرة: لا شيء ثابت، لا شيء محدد، كل شيء يمر على العقل ولتتنحى جانباً أيها الأب، أيتها الأم، أيها القس، أيها الشيخ، أيها الزعيم، تنحوا جميعاً للفرد
(13)

لم تصل أي من الأديان "السماوية" إلى عبقرية الأديان الشرقية القديمة في تعميق فهم الانسان لنفسه، كانت الأديان السماوية تهدف لتعريف الانسان بالكائن: الله، بينما تهدف الأديان الشرقية لتعريف الانسان: بالذات – العالم، وبالأكثر كونهما على اتصال. اكتفى الانسان من الأديان السماوية بأوامر ونواهي تدعم عبثية حياته بدلاً من التعرف على الكائن: الله والامتداد فيه فصارت النتيجة النهائية مرة أخرى: لا شيء، صار هذا "الألله"، الأب الأرضي الذي يعيش في السماء، الملك، الزعيم، القس، الشيخ، أو أي صاحب سلطة أو سطوة
(14)

تقول الاحصائيات السيكولوجية أن الطفل الأكثر ذكاءاً هو الأكثر تعرضاً للمشاكل النفسية، والطفل الأكثر حساسية له نصيبه أيضاً: المعنى: كلما زاد ابتعادنا عمن يلينا في فصيلة القردة العليا اعتلت أدمغتنا التي يبدو إنها لم تتمكن بعد من التأقلم مع قدرتنا على التفكير، القاعدة: لو أردت انساناً سعيداً ربي من لا يفهم ولا يحس

(15)

أجري وراءها ولا أصل، أقف على رأسي وأتخذ أوضاعاً غريباً وأنظم تنفسي بشكل معين يقال أنه سيساعدني على اكتشاف ذاتي، أركز فكري في حقيقة أنني جزء من الكون ولست منفصلاً عنه، وهذا الاقتراب من الأرض يريح تلك المواد العضوية التي تسبح في دماغي، ساعتها أحس بأنني جزء من الكون ولا أعود أفكر في عبثية وجودي أمسك في الأرض بكلتا يديا ولا أعود موجودة، أتدرب على الفناء

27 Comments:

Blogger Alexandra said...

بما انك من اكتر الأنسانين الي قابلتهم في حياتي فكل سنة وانت طيبة

الاثنين, ديسمبر ١٢, ٢٠٠٥ ٣:٠٩:٠٠ ص  
Blogger Zeryab said...

هذا جمال مرعب..الكتابة التى كلما ازدادت تألقا...حكت حكايتنا المرعبة الحميلة

الاثنين, ديسمبر ١٢, ٢٠٠٥ ٦:٢١:٠٠ م  
Blogger African Doctor said...

حيث اتضح أن التفكير سيؤدي إلى "الأزمة الوجودية" والتي قد تؤدى بمن تبقوا على الأرض بعد الحروب والمرض والموت جوعاً إلى الانتحار بدلاً من انتظار الموت

صراحة قاسية و ممتعة في آن
ترى ما الرابط بين اللذة و الألم، بين المتعة و الصراخ؟

قال النبي الإفريقي: الحق الحق أقول لكم إنكم لن تجدوا الراحة حتى تحطمون كل أساطير الآلهة، ما ظهر منها و ما يطن

رائع يا سقراط، سأعود مرة أخرى للتعليق

الثلاثاء, ديسمبر ١٣, ٢٠٠٥ ١٢:٠٤:٠٠ ص  
Anonymous غير معرف said...

انبهرت جدا عندما قرأت مرة عن المغامرات التي يقوم بها الوليد في قناة الميلاد! عن كم الحركات و الالتفافات التي يجب أن يقوم بها في توقيتات و مراحل معينة لكي يكمل الرحلة بسلام.
و كيف أن المولود الإنسان وحده يتعرض لهذه المخاطر.
كان الموضوع في مجلة العلوم.

#13 قوية جدا.

الثلاثاء, ديسمبر ١٣, ٢٠٠٥ ٢:٢٣:٠٠ م  
Blogger ماشى الطريق said...

أعتقد أن الكلام الجميل بتاعك ده كله
يقودنا إلى أهمية الهدف بالنسبة للإنسان
أن يكون الهدف روحانيا
لوجه الله ووجه الخير
ليس لأن الوصول لهذا الهدف سوف يحقق له مكاسب مادية
ولكن لأن الوصول لهذا الهدف يجعل الأنسان يموت وضميره مستريح

الثلاثاء, ديسمبر ١٣, ٢٠٠٥ ٣:٥٧:٠٠ م  
Blogger سؤراطة said...

ألكسندرا: وأنت طيبة يا جميلة
إنت فاهمة طبعاً إيه إللي أقصده لما بأقولك "يا جميلة" ا

وصحوبيتنا كمان طيبة، مش حقوق الانسان كانت هي السبب إللي خلانا نتقابل أصلاً من ييجي عقد وشوية؟

الثلاثاء, ديسمبر ١٣, ٢٠٠٥ ٤:٥٤:٠٠ م  
Blogger سؤراطة said...

زرياب:مش "الرعب" هو أول احساس بيعرفه البني آدم؟
البني آدم بيتولد عريان ومرعوب

الثلاثاء, ديسمبر ١٣, ٢٠٠٥ ٤:٥٨:٠٠ م  
Blogger سؤراطة said...

أفريكانو: النبي الأفريقي شخصياً هنا؟
العلاقة بين اللذة والألم والمتعة والصراخ؟ يااااه

دي قعدة طويلة جداً في القريب

الثلاثاء, ديسمبر ١٣, ٢٠٠٥ ٥:٠٢:٠٠ م  
Blogger سؤراطة said...

ألِف: تعرف إن أنا لسة بأندهش كل مرة أقرا عن الحركات إللي بيعملها الوليد دي؟ حاجة مذهلة، كل مرة بأبقى مش مصدقة

الأم عشان ليها صوت بتقدر تعبر عن ألم الولادة، الوليد المسكين بيتعرض لألم مرعب قبل حتى أن يكون له صوت

حتى وقت قريب كان العلم يعتقد أن الجنين وحديث الولادة لا يشعر بالألم حتى إنهم كانوا يجرون عمليات كبرى حتى السبعينات بدون تخدير لحديثي الولادة

حديثاً اكتشفنا أن الجنين يبدأ في الشعور بالألم بدءاً من الأسبوع العشرين

أتخيل ما يشعر به هذا الوليد وهو يُجذب ويدفع وينحشر ويتعرض لتغير الحرارة والاضاءة وتغير الدنيا كلها من حوله

الثلاثاء, ديسمبر ١٣, ٢٠٠٥ ٥:٠٩:٠٠ م  
Blogger سؤراطة said...

كتابة: هل فيه فايدة إن الواحد "يموت" وضميره مستريح؟

قد تؤدي الحياة "بضمير مستريح" إلى راحة الانسان نفسه

أما "الموت"؟ مش عارفة

الثلاثاء, ديسمبر ١٣, ٢٠٠٥ ٥:١٤:٠٠ م  
Blogger ملك said...

مش عارف بس اعتقد ان المعنى و المغزى و المتعة فى التجربة.
يعنى كل واحد بيعيش تجربة الحياة ده و بيمارسها بمجموعة عوامل معطاه له من الله. يعنى انا شخصياً بلاقى متعة فى مراقبة التجربة. كل شويه احاول اطًلع نفسى بر البرواز و اتفرج على التجربة من بعيد لحد ما الساقيه تيجى تسحبنى تانى.
أسلوبك ممتع و منظم بجد

الثلاثاء, ديسمبر ١٣, ٢٠٠٥ ٨:٥٤:٠٠ م  
Blogger أحمد said...

ليس العالم طيبا كما كتب في الكتب
و بصراحة هذا جزء من جمال الحياة

قبحها
----------
الصورة لما بتكون مشرقة اوى
مش بستريح له و بتثير شكوكى دايما

الثلاثاء, ديسمبر ١٣, ٢٠٠٥ ٩:١٠:٠٠ م  
Blogger ماشى الطريق said...

أكيد طبعا فيه فايدة إن الواحد يموت وضميره مستريح
على الأقل مش حيبقى ندمان على حاجات كان عايز يعملها ومعملهاش
أو حاجات عملها وفضل ندمان عليها

الأربعاء, ديسمبر ١٤, ٢٠٠٥ ٣:٢٨:٠٠ م  
Blogger Solo said...

و هتفيده بايه راحة الضمير يا كتابة ما دام مات
يمكن و هو عايش راحة الضمير و راحة البال نتيجة راحة الضمير يهونوا عليه حياته انما الموت اختفاء , عدم
الموت عدم موجود بالمعنى الحرفى
الحياة وجود بالمعنى الحرفى
عايزين نرتاح و احنا موجودين ومش واحنا فى حتة مانعرفهاش

الأربعاء, ديسمبر ١٤, ٢٠٠٥ ٤:٢٣:٠٠ م  
Blogger African Doctor said...

عودة مرة أخرى:
الأزمةالوجودية... حسناً هذه رفاهية المستريحين
هل سمعتِ عمرك عن بواب لديه أزمة وجودية؟ أو فراش ؟ ليس عند هؤلاء الناس الوقت للاكتئاب و لا لأزماتنا الوجودية
لماذا يا ترى؟
في اكتئابي الأخير فكرت في هذا الأمر طويلاً و لم اصل لإجابة
هل نحن مرفهون عن غيرنا لهذا نصاب بالاكتئاب؟ أم أن اكتئابنا هو بديل رفاهيتنا في ميزان الحياة؟
أم أن الأزمة الوجودية تنشأ نتيجة سجن الروح داخل جسد قاصر؟ و إلى اين تأخذنا ازماتنا الوجودية؟

الخميس, ديسمبر ١٥, ٢٠٠٥ ١٢:٤٧:٠٠ ص  
Blogger سؤراطة said...

أفريكانو: مش عارفة إذا كانت الأزمة لها علاقة بكون الانسان غير مضطر للعمل كثيراً ومرفه أم لا

أعتقد أن لها علاقة بادراك الانسان لما حوله والتعمق فيه في مقابل القبول به كما هو دون تفكير

وإن كان العمل - خاصة البدني - يشغل الانسان بالتأكيد ويذكره دائماً بالجسد والوجود المادي الملموس - على الأقل بالنسبة له

ولكن ألا تلاحظ أن هناك "مرفهين" لا تعتريهم أي أزمات؟ يعيشون وانتهى الأمر؟

ألا يعمل "دماغ الانسان" على عدد من المستويات؟ إذا بقيت في المستوى الأول قد لا تتعرض أبداً للأزمات سواء كنت مرفهاً أم محتاجاً للكد طوال الوقت

الخميس, ديسمبر ١٥, ٢٠٠٥ ٨:٢١:٠٠ م  
Blogger سؤراطة said...

أحمد فوزي: أرجوك لا تحقر من مجهودات من يحاولون

كل الجمعيات في كل المجالات منها صاحب الأغراض النفعية ومنها النزيه

للأسف هناك خطاب جعل كلمة "حقوق انسان" كلمة تحمل معاني الغش والتدليس

الخميس, ديسمبر ١٥, ٢٠٠٥ ٨:٢٦:٠٠ م  
Blogger سؤراطة said...

سولو: هو الموت: العدم ولا المجهول؟
يعني هو "غير معروف" وهناك احتمال أن يكون "وجود" من نوع آخر؟

أم هو "انتهاء" لشكل الحياة بالكامل

الخميس, ديسمبر ١٥, ٢٠٠٥ ٨:٢٩:٠٠ م  
Blogger Darsh-Safsata said...


من افكار المدرسة السفسطائية وانا طبعا من ابناءها :)
حيث انهم يؤمنون انه لا توجد حقيقة مطلقة، فقد اعتبروا ان السعادة الحقيقية في الحياة هي سعادة الفلاح البسيط، الذي لا يتعب ذهنه بمحاولة فلسفة الأشياء وتصبح حقائقة هي الخقائق الكاملة ببساطة لانه لا يفكر في غيرها
فهل هذا هو ما يعنيه افريكانو عن عدم وجود الازمات الوجودية لدى الجهلاء الذين نسميهم تأدبا بسطاء؟
ولكن اعتقد اننا ببساطة لا نملك رفاهية ان لا نفكر
فيجب ان نتحمل اقدارنا ونتعلم كيف نحيا معها

الخميس, ديسمبر ١٥, ٢٠٠٥ ٩:٤٧:٠٠ م  
Blogger Solo said...

انتهاء لشكل الحياة بالكامل أياً كان

الجمعة, ديسمبر ١٦, ٢٠٠٥ ٢:٣٣:٠٠ ص  
Blogger African Doctor said...

لم أقصد أن أعني أن هذه هي السعادة، فقط لاحظت أن الأزمة الوجودية تتناسب عكسياً مع معدل الفقر فإن زاد الفقر قلت الأزمة و العكس صحيح
سقراط ساقت امثلة عن أغنياء لا يعانون أزمة وجودية يسنما لم تنجح في ذكر أمثلة لفقراء يعانون منها
لا أقصد الفصل التام بين الفقراء و الأغنياء لكن في الوقت نفسه هي ملاحظة جديرة بالنقاش

الأحد, ديسمبر ١٨, ٢٠٠٥ ١٢:٤٦:٠٠ ص  
Blogger Darsh-Safsata said...


اعتقد ان هناك علاقة طردية بين المستوى المادي والمستوى الثقافي، على الأقل عند مقارنة المستويات الدنيا بما هو أعلى منها (وليس المتوسطة بالعليا) ;كما يمكن ان يكون هناك ايضا ارتباط بين المستوى الثقافي والأزمة الوجودية، وهنا تتحقق نظرية افريكانو

ولكنني اشك في موضوع اخر وهو أن التعبير عن الأزمة الوجودية يختلف من بيئة ثقافية لأخرى
ستندهش اذا عرفت مستويات الفساد الأخلاقي والأفكار الالحادية الموجودة لدى الطبقات الدنيا
بل وحتى مستويات كثيرة من الفلسفة
ولكن مع اختلاف اسلوب التعبير،
فمثلا قد نجد درجات من ادمان المخدرات والسرقة والعبثية ليست الا مجرد ترجمة مختلفة للأزمة الوجودية، وليس الجلوس في مطعم واطلاق النظريات اثناء تناول الطعام
اعتقد ان لدينا مشكلة حقيقية في التعرف على باقي ثقافات مجتمعنا

الأحد, ديسمبر ١٨, ٢٠٠٥ ٤:٣٤:٠٠ م  
Blogger الست نعامة said...

أنا عجبتني بقى نمرة 12، الأنسان الرجل والأنسان المرأة، نفسي نتعامل مع بعض كانسان مش رجل وامرأة. حد فاهم حاجة؟

الأحد, ديسمبر ١٨, ٢٠٠٥ ٤:٥٩:٠٠ م  
Anonymous غير معرف said...

كلام جميل ومنطقى


وعرض اكثر من رائع


شكرااااااااا


وفقنا الله لما فية الخير

مع خالص تحياتى

www.AFKaaaR.blogspot.com

تامر

الخميس, ديسمبر ٢٢, ٢٠٠٥ ٤:٢٣:٠٠ م  
Blogger سؤراطة said...

شوبير: حد جاب سيرة الملحدين؟
أنت بتعلق على تدوينة تانية وأنا مش واخدة بالي؟

الاثنين, ديسمبر ٢٦, ٢٠٠٥ ٢:٢١:٠٠ ص  
Blogger سؤراطة said...

زيتونة: المقولة إللي انت ذكرتيها من أجمل ما قاله القديس أغسطينوس: أنا بحبها جداً

بس أعتقد إنها كانت: بينما يتناقش اللاهوتيون في طبيعة الله- أو كلمة شبيهة - يتسلل البسطاء إلى ملكوت السموات

الاثنين, ديسمبر ٢٦, ٢٠٠٥ ٢:٢٥:٠٠ ص  
Blogger عمرو عزت said...

دائما ما أجيء متأخرا


الهدف من الشيء يكون دائما شيئا في خارجه أو متجاوزا له
وذلك باعتباره هدفا او غاية
و الا لكان الشيء غاية في ذاته

ربما نفهم من هذا لماذا تحدثت الرسالات السماوية عن الله المفارق و المنفصل و المتجاوز لعالمنا
و تحدثت عن الانسان الذي استخلفه الله - جعله ايضا مفارقا للعالم من حوله و متجاوزا له
و امره بان يتقرب ( يقترب ) منه

الأديان الشرقية وجهت بصرها للداخل و تقترتب منها النزعات الصوفية في الاديان السماوية
و لكن ما الهدف - في تلك الأولي - في النهاية يصطدم الانسان بالعبث و اللا هدف و اللاشيء
سوي لحظة وجود جميلة لا يستطيع البعض امساكها و يعانون من الاكتئاب و يحاولون الانتحار

اتجاه الفرد الي نفسه
ان يحيا حياة جميلة متفردة
يجرب هذا و ذاك و لا يمتثل للقطيع
جميل

و لكن العبث لا يزال يلف الرؤية

أفضل أن أواصل التساؤل و البحث معتقدا بشدة انه لا عبث

اعيدي كتابة تلك الجمل التي ذكرت فيها ان الحياة تفعل او الطبيعة تمنح
و لنبحث عن تلك الارادة و الغائية و الاتساق خلف ذلك الذي نلحظه جميلا و منظما و مهتما بنا و بوجودنا كل هذا الاعتناء

لا شيء اعتقد انه خطأ أكثر من العبث
- يبدو ذلط طبيعيا جدا , علي الأقل لغويا -
حتي أن عقولنا تنزع نحو البحث عن الغاية و الاتساق و النظام
التسليم بالعبث استسلام

و لكن في النهاية لا احب ان اسلم بسهولة
و لا أجمل من أن أسمع نجوي المتسائلين
هؤلاء الذين لا يريدون التسليم بسهولة كما لا يريدون الاستسلام للعبث
نجواهم في أقل تعبيراتها مقاومة للعبث و تململ من لا انسانيته

أخشي في نهاية حياتي الا اجد الا قول الجويني - المتكلم الشهير - في نهاية حياته
" أموت علي إيمان عجائز نيسابور "
أو كما قال

الثلاثاء, يناير ٢٤, ٢٠٠٦ ١:٥٢:٠٠ ص  

إرسال تعليق

<< Home

<
eXTReMe Tracker
Office Depot Coupon Codes
Office Depot Coupon Codes