السبت، أغسطس ٢٧، ٢٠٠٥

سمك لبن تمرهندي

بدأ الحديث عما اعتقدت – بسذاجة – إنه حديث عن "تصور المرأة عن نفسها وتصور الرجل عن المرأة" منذ حوالي عشرة أيام وتشعب الحوار كما ذكر راء في تدخله "البعد الطبيعي" حتى شمل الموضوع الدنيا والدين ووصلنا لبحث تعريف كلمة صعبة مثل حرية الانسان، وقد كُِتبت في الموضوع ما يزيد عن سبع تديونات نالت عدد مهول من التعليقات لا أعتقد أن ناله مسبقاً موضوع آخر وبالطبع كان لكتاب التدوينات الأصلية النصيب الأكبر في التعليق، فأعتقد أنني أنا مثلاً كتبت ما مجموعه يقرب من عشرين أو ثلاثين صفحة، أنا لم أعدهم حقيقة وده تقدير جُزافي
قلت أشياءاً في التدوينة الأصلية، وقلت أكثر منها في التعليقات، ووصلت التعليقات فعلاً لبحث اصطلاحات قضى فلاسفة أعمارهم يبحثون عن معانيها مثل "حرية الانسان"
فاعذروني إن كان من حقي أن أتعجب قليلاً
فبعد كل ما جري قرأت هذا الصباح تدوينة لبنت عادية جداً مكتوبة برشاقة أسلوبها الذي تعرفنا عليه منذ أن دخلت عالم التدوين، وهي رشاقة نادرة حيث يتحدث معظمنا بأسلوب بعيد عن الكتابة الأدبية في كثير من الأحيان فننسى التجميل والتحسين وأن القارئ من حقه أن يقدم له ما يقال على طبق من فضة – بل من ذهب
ولكن من بين جملها الرشيقة "رشقتني" بما لم أعمل له حساباً
قالت لي بنت عادية جداً: "تتحدثين سيدتي عن حرية الجسد"
فنظرت إلى هذه الجملة وتفكرت ... ماذا تقتضى الحكمة أن أفعل؟
فقد أوضحت ما أتحدث عنه عشرات المرات، وقلت وعدت وزدت
وفي نفس الوقت أعتقد أن حرية الجسد موضوع مهم يستحق أن يفرد له تدوينة – بل تدوينات – نتحدث عنه فيها، فلماذا لا نتحدث عنه أيضاً؟
ثم تراجعت، فبعد أن أتحدث عن حرية الجسد وأعيد وأزيد وأصدع دماغ الناس كلها ونجد عشر تدوينات أخرى قد خرجت للنور، سأجد بالتأكيد من يعلق:
"عزيزتي سقراط، أنا متخصص في المسرح الحديث ولم يعجبني حقيقة ما قلتيه عنه وأنا معترض عليه عشان كذا وكذا"
فأزعل وأقول تاني دانا بأتكلم عن حرية الجسد وقلت بس إن المسرح الحديث بيشجع على تحرك الانسان بحرية على المسرح والتعبير بجسده
وبعدين أجد موضوع المسرح الحديث ده يستحق الكتابة فيه، فأكتب وأكتب عن المسرح الحديث ونتناقش ونتكلم وبعد عشرة أيام سأجد تعليقاً يقول
يا سقراط لا يصح أن تقولي أن الطعمية أم سمسم أحلى من تلك التي من غير سمسم لأن الطعمية أم سمسم كذا وكذا والطعمية أم من غير سمسم كذا وكذا
ويكون جزءاً من شعري قد اتنحل من شده
ولكن أكمل المناقشة في مسألة الطعمية أم سمسم
وبعد ما يكفي من التوضيح والحلفان إن الموضوع عن الطعمية
سأجد من يقول لي: تناقشين سيدتي الشاي بلبن ... فلماذا لم تأخذي في اعتبارك أنواع الشاي المختلفة التي يمكن أن تخلط باللبن: أسود أحمر أخضر، لقد اختلفت معك يا سيدتي في مسألة الشاي بلبن، ثم أنك لم تأخذي في الاعتبار من لديهم حساسية من اللاكتوز وهم كُثرُ لأن معدة الانسان تتوقف عن انتاج اللاكتيز الهاضم للاكتوز الذي يمتلئ به الشاي بلبن بعد سن ثلاثة سنوات
فأسأل أنا بسذاجة عن علاقة ذلك بالطعمية أم سمسم؟
فيعلق أحد زملائي المدونين:
الشاي بلبن من أهم مقومات الفطار
فأقول:
يا جماعة بنتكلم عن الطعمية
ويدخل علاء أو ألف ليزعقا فينا:- أمسحوا السخام، مش قلنا ميت مرة كافحوا السخام فنمسح السخام ونحاول الحديث عن الطعمية
وبعد الآف من الكلمات وعشرات الصفحات ومئات التعليقات سيأتينا تعليقاً بريئاً يقول:
إنتوا ليه متحاملين كدة على البيض بالبسطرمة؟
لذلك فقد آثرت الاعتذار عن التعليق على أي ما يتعلق بالحجاب أو غطاء الرأس أوأي نوع من اللبس أو الخلع، أو حتى في موضوع المرأة كله أو البيض بالبسطرمة في هذا الصدد لفترة قد تطول أو تقصر، كما أعتذر عن الرد على أي تعليق جديد يرد في هذا الشأن سواء على مدونتي أو على أي مدونة أخرى. فقد قلت ما لدي حتى الآن في هذا الشأن وردي على أي تعليق جديد مسبقاً: انظر أعلاه
مع التأكيد على إن "صورة الانسان عن نفسه" موضوع مختلف كلية عن "حرية الجسد" وبشكل شخصي فوجئت إنني كنت أتناقش في: "حرية الجسد"، وتسجيل الاعجاب ثانية برشاقة أسلوب بنت عادية جداً مقارنة بغلاظة أسلوب سقراط: فيه بنات كلها رقة وبنات خناشير :))

<
eXTReMe Tracker
Office Depot Coupon Codes
Office Depot Coupon Codes