انفلات
إنها ليست قُوتَهُم إنه ضْعفََكَ، فكرةٌ تُهاجِم مباغتة وتُزيحَها من الرأس ثمرة الكيوي الراقدة بين الأصابع ليحل محلها تساؤل مصيري: ما هي أفضل طريقة لتقشير الكيوي؟ إذا لم تولد في عائلة تسمح لها قدراتها الشرائية بالكيوي واشتريت ثمرة واحدة لصنع دجاج هاواي الذي تحبه مرة بالمنزل، فكيف تحل مشكلة تقشير تلك الثمرة التي لا تعرف عن تقشيرها شيئاً؟ في المطاعم تأتيك على طبق مقشرة ... ثم تأتي مقاومة قضم ثمرة الكيوي بعد أن خرج معظمها في القشرة، هي ثمرة واحدة تكفي بالكاد طبق الدجاج، لا تنجح المقاومة، اكتشاف كبير أن هذا لم يكن بسبب الجوع ... إنما بسبب العطش الشديد، كيف يمكن أن تنسى أن تشرب، وألا تدرك أنك عطشان حتى تأتي مصادفة تقشير ثمرة كيوي كان من الممكن ألا تحدث أبداً؟؟ بسرعة بسرعة تُلقَََى الثمرة على النار، وبعد انتهاء الحيرة والاغراء تعود: إنها ليست قُوتَهم إنه ضَعفَكَ، كيف يكون ضعفاً؟ هذا هو الرد على الاكتئاب الضاغط، والتحرر من حبال الأمل سعياً للحظة الحرية تلك التي نترك فيها الحبال الخشنة التي تجرج الأيدي ،في لحظة السقوط الحر تلك من الأعالي نشعر بحرية، تسترخي العضلات التي تشنجت للتشبث بحبال الأمل، يتحرر الجسد الذي قيد حركته في محاولة للثبات ويتحرك الهواء بينما تقوم أقوى قوى الأرض – الجاذبية – بعملها.
لا يعود الضغط من الخارج فحسب بل من الدق المستمر في داخل الرأس، ذكرى لأول خبرة مع الأسبرين في الطفولة، في الحادية عشرة وأول اختبار – في الذاكرة على الأقل – للصداع، شكوى من ألم فظيع بالرأس شجع الأم على منح أٌقراص الأسبرين التي تخاف منها على معدة الأولاد، نصف ساعة ويبدأ هذا الألم المروع في الزوال كأنه السحر، كيف كانت الحياة من الممكن أن تستمر دون اختراع الأسبرين؟ تساؤل يبدأ في الصباح التالي عن العظيم مخترع الأسبرين، كيف نحفظ في المدرسة مخترع المطبعة مخترع المصباح الكهربائي ومكتشف الجاذبية ولا ندرس مكتشف الأسبرين؟ ببطء ينزل الصداع زحفاً إلى مؤخرة الرأس ثم الرقبة، إدراك خبراتي أن الأسبرين لم يعد مجدياً، على الأقل تلكم الحبتين اليتيمتين، الموضوع يحتاج لتدخل حاسم مثل تلك الأقراص التي تسبب الغثيان وأحياناً القيء. ومن بين الطرقات الضاغطة تعود: إنها ليست قُوْتَهم إنه ضَعْفَكَ. ثم يبدأ الإدراك أن النوم سيتعصي ولن تفلح كل الألعاب اليومية ... ليس الليلة. كيف نعرف أن المقالة انتهت؟ كيف نعرف أننا يجب أن نتوقف هنا ولا نكمل؟ نقوش على قميص جميل هدية لمحبوب يعجز عن تمييز الخطوط والألوان لضعف شديد في البصر، فماذا كان كل هذا الوقت الذي قضيناه في اختيار النقوش ومقارنة الألوان؟ لتعجب الناس؟ هل الهدية له أم للناس؟ وتأمل الكلام يطرح المقولة الفرويدية القاسية: "ليست هناك مصادفات"، هل من الممكن أن يكون هذا حقيقي، لقد أُلقِيْ معظم ما قاله الرجل في تنكة الزبالة، ولكن ماذا لو كان هذا الجزء صحيحاً: "ليست هناك مصادفات"، سم قتل "الجيران" هائل، قضى عليها جميعاً. نقر ونقر وبحث عن نهاية للمكتوب، قبل انفلات الأيدي، أم لعل المكتوب هو انفلات الأيدي وسباحة في الهواء وتقلب لذيذ في رياح نصنعها نحن بسقوطنا الحر ولا ننتظر اذن الطبيعة ليمر الهواء الطلق على أجسامنا في ربتات عنيفة أو صفعات خفيفة، والشقلبات اللذيذة كتلك التي كنا نقوم بها في الرحم تعمينا عن حقيقة أن الولادة قد اقتربت والأم تصرخ وتستعد لتضغطنا بأقصى ما في الانسان من مقاومة للألم إلى قاع الهاوية.
لا يعود الضغط من الخارج فحسب بل من الدق المستمر في داخل الرأس، ذكرى لأول خبرة مع الأسبرين في الطفولة، في الحادية عشرة وأول اختبار – في الذاكرة على الأقل – للصداع، شكوى من ألم فظيع بالرأس شجع الأم على منح أٌقراص الأسبرين التي تخاف منها على معدة الأولاد، نصف ساعة ويبدأ هذا الألم المروع في الزوال كأنه السحر، كيف كانت الحياة من الممكن أن تستمر دون اختراع الأسبرين؟ تساؤل يبدأ في الصباح التالي عن العظيم مخترع الأسبرين، كيف نحفظ في المدرسة مخترع المطبعة مخترع المصباح الكهربائي ومكتشف الجاذبية ولا ندرس مكتشف الأسبرين؟ ببطء ينزل الصداع زحفاً إلى مؤخرة الرأس ثم الرقبة، إدراك خبراتي أن الأسبرين لم يعد مجدياً، على الأقل تلكم الحبتين اليتيمتين، الموضوع يحتاج لتدخل حاسم مثل تلك الأقراص التي تسبب الغثيان وأحياناً القيء. ومن بين الطرقات الضاغطة تعود: إنها ليست قُوْتَهم إنه ضَعْفَكَ. ثم يبدأ الإدراك أن النوم سيتعصي ولن تفلح كل الألعاب اليومية ... ليس الليلة. كيف نعرف أن المقالة انتهت؟ كيف نعرف أننا يجب أن نتوقف هنا ولا نكمل؟ نقوش على قميص جميل هدية لمحبوب يعجز عن تمييز الخطوط والألوان لضعف شديد في البصر، فماذا كان كل هذا الوقت الذي قضيناه في اختيار النقوش ومقارنة الألوان؟ لتعجب الناس؟ هل الهدية له أم للناس؟ وتأمل الكلام يطرح المقولة الفرويدية القاسية: "ليست هناك مصادفات"، هل من الممكن أن يكون هذا حقيقي، لقد أُلقِيْ معظم ما قاله الرجل في تنكة الزبالة، ولكن ماذا لو كان هذا الجزء صحيحاً: "ليست هناك مصادفات"، سم قتل "الجيران" هائل، قضى عليها جميعاً. نقر ونقر وبحث عن نهاية للمكتوب، قبل انفلات الأيدي، أم لعل المكتوب هو انفلات الأيدي وسباحة في الهواء وتقلب لذيذ في رياح نصنعها نحن بسقوطنا الحر ولا ننتظر اذن الطبيعة ليمر الهواء الطلق على أجسامنا في ربتات عنيفة أو صفعات خفيفة، والشقلبات اللذيذة كتلك التي كنا نقوم بها في الرحم تعمينا عن حقيقة أن الولادة قد اقتربت والأم تصرخ وتستعد لتضغطنا بأقصى ما في الانسان من مقاومة للألم إلى قاع الهاوية.
<< Home