امسسني ... فأحيا
لم ينفث الله أنفاسه في طينة تشبهني، لقد مسني ... فحييت
هناك طريقة سهلة لقتل رضيع حديث الولادة بدون أن تتورط في جريمة يعاقب عليها القانون: أن تكف عن لمسه، الرضع اللذين لا يلمسون ويحتضنون "يموتون"، قد يتعرضوا للأمراض ولتأخر النمو وقد يموتون هكذا ببساطة دون أعراض مروعة، لا أتخيل طريقة أبشع للموت
(1)
عجيبة تلك الحاسة الجلدية
لا تكف عن ادهاشك، لو تأملتها بانتباه
اختلاف أحاسيس اللمس بين أنحاء الجسد، اختلاف الاحساس بالضغط والحرارة، شيء مذهل
وكيف استعمل الانسان تلك الحاسة في نقل ما تعجز عنه الحواس الأخرى
أتعرف ذلك الاتصال الذي يحدث فور أن أمسك؟
جزء من روحي يفتح لك نافذة لتختلس نظرة
أحدثك بلغة ليس لها ترجمة إلا هذا، ما تحسه الآن وأنا أمسَك
مستقبلات عصبية مرعبة في تعقيدها تعمل كلها لنقل هذا الاحساس إليك، ترسل لدماغك تلك الاشارات التي تطمئنك من ضغطتي على كتفك، وتهدئني من ربتتك على ظهري، وترسل لك تقديري وقد ضغطت على يدك
سأضع رأسك على صدري وأتركك تبكي ولن أتكلم، لن أطلب منك أن تكفي عن البكاء، سأمنحك ما تمنحني إياه: مكان آمن تبكي فيه، ولا شيء، لا شيء على الإطلاق موجود في هذا اللحظة سوى ما تحسه الآن
"اطمئن لست وحدك"، جملة تبادلها وجودينا بالتلامس
(2)
طقوس اللمس الاجتماعي لدى البشر مثيرة للانتباه
علم في حد ذاته:
ابتكر الانسان المصافحة، ووببعض التدقيق تستطيع أن تعرف فارق احساس المصافحة من شخص لآخر، بعض الوقت وستعرف من يصافحك دون حتى أن تراه: ما بين اليد الضاغطة واليد الحنونة واليد المفتوحة، واليد التي تمسك حتى المعصم، وستعرف بتأكيد معنى من يمسك كفك بكلتا يديه ليقول لك: "سعدت أن رأيتك"
ملامسة الأنف للأنف في مجتمعات
ملامسة الخد للخد
تقبيل الكتف كما في بعض المجتمعات العربية
تقبيل اليد من الرجال للنساء – وهي عادة شبه منتهية تقريباً – بالرغم من إنها لم تكن عادة سيئة في رأيي – تقبيل الكف ينقل احساساً جميلاً، وكان هناك تقبيل يد الأكبر سناً، وتكاد هذه العادة تنتفي أيضاً، وإن كانت باقية في المجتمعات المسيحية مع القسوس ورجال الدين، ومع بعض الشيوخ في المجتمعات الإسلامية في أحيان قليلة، باللهجة الصعيدية يقولون: "حب على يده"، يعجبني الربط بين تقبيل اليد والحب وإن كنت أكره الانحناء، في الطبقات الثقافية التي كان الرجال فيها يقبلون أيدي النساء للتحية كان الرجل يحني رأسه فحسب بينما ترفع المرأة كفها وقد انثنت أصابعها قليلاً
احساس الشفتين على باطن الكف يختلف كثيراً عن ظهر الكف، اللمسة الاجتماعية التي كانت مقبولة أثناء سريان تلك العادة هي الشفتين على ظهر الكف، باطن الكف؟ أعتقد أن هذا كان يترك للعلاقات الأكثر حميمية
(3)
طقوس لمس الأطفال أكثر تلوناً
نربت على وجوهم
نربت على ظهورهم
نربت على رؤوسهم
نداعب شفتيهم بأصابعنا – وهو ما أعتقد أن الأطفال يكرهونه
كلما كبرت سناً كلما قل تلامس البشر معك، كأنك لسبب ما تصبح أقل احتياجاً للمس، مع أننا في الأغلب نصبح أكثر احتياجاً له
(4)
أيوجد ما يضاهي اللمس؟
أبداً
هل يمكنك أن تصفه؟
وصفه يشبه وصف الألوان لمن ولد أعمى
مازال العلماء في حيرة إن كانت مستقبلات اللمس هي نفسها من مستقبلات الألم، بمعنى أن المثير إن زاد عن حد معين انقلب إلى ألم، سهل تخيلها بتخيل الفارق بين الربتة والصفعة: فارق في قوة المنبه أو المثير بالرغم من تشابه الأصل وحتى يتفق العلماء فنكتفي بأننا نحب الربت ونتألم من الصفع وأن كلاهما تستطيع نفس اليد أن تفعله
(5)
نتعرف ونحن صغار على الاطمئنان للمس والاحتضان والتقبيل وغيره من ألوان اللمس، وفجأة نكتشف تلك الكهرباء التي تسرى من لمسة الجنس الآخر في بعض الأحيان، وكأن الفوضى التي تسري في الانسان في سن المراهقة غير كافية، نكتشف أيضاً أن ظاهر أجسادنا يحمل لنا مشاعراً لم نعمل لها حساباً، وأننا حين نحب لن تصرخ قلوبنا فحسب بل ستصرخ أجسادنا وأن لمسة من يد المحبوب ستحمل لنا مشاعراً ما كنا نتخيل وجودها، تستطيع أن تستحضر النشوة الجنسية بالاستنماء، أما لمسة الانسان فلا يوجد ما يشابهها، ولا يشعرك بها إلا: لمسة الانسان، يعرف كل محبوبان خريطة لمس جسد الآخر، وتلك الألوان المدهشة من الاحساس التي تتأتى من مواضع لا علاقة لها بما نظنه جنسياً، اللمس وهو يتحول إلى نشوة تحت يد الحبيب، ويعود لموضعه الطبيعي في ظروف الحياة العادية، بل إن احساس اللمس نفسه يختلف لو كان الشخص مثاراً جنسياً عن حالة الهدوء العادية، وبالرغم من أن الأعضاء التناسلية تدعي دائماً إنها أكثر احساساً باللمس، فهي أكثر احساساً في حالة الاثارة، بينما قد يكون مسها مصدر ضيق في الأحوال الأخرى
(6)
حين نولد لا ندرك الحدود بين أجسادنا وأجساد الآخرين، وبعد أن ندرك أن أجساد الآخرين ليست امتداداً لنا ونكتفي فقط بأن نكون مركز الكون نبدأ في تكوين "فقاعاتنا"، نحمي هذا الجسد من اللمس غير المرغوب فيه والإيذاء والتعدي بالابتعاد عن الآخرين بمسافة، وتختلف مسافاتنا باختلاف شخصياتنا والمواقف التي نكون فيها: المسافة التي يتركها كل شخص بينه وبين من يحدثه مسافة مميزة له وعادة لا تتغير، ولو اقترب الشخص أو ابتعد أكثر من اللازم يحاول الآخر اصلاح الوضع: يحاول كل منهما ابقاء المسافة التي يرتاح إليها، أما من نعرفهم ونحبهم فتختلف مسافاتنا معهم: ما بين الاقتراب والالتصاق، بل وحسب موضوع الحديث: صديقتي "م" حين يبدأ وجهها في اظهار تعبير معين أعرف أن ما يتحتم أن أفعله الآن هو أن أسحب رأسها إلى كتفي، ولا نجلس إلا متلاصقتين
أنزعج جداً من الازدحام ومن اقتحام الغرباء لفقاعتي الواسعة، ولكن ما يحيرني هو انحسار حجم فقاعتي بسرعة شديدة فور أن تصافحني وتخبرني عن اسمك، ولكن قبل ذلك: ابتعد عن فقاعتي!! لهذا السبب أكره عربة السيدات في مترو الأنفاق: فالسيدات يعتقدن إنه لمجرد إننا من نفس الجنس فهذا مسوغ أن نتلاصق فوق بعضنا بشكل مخيف ولا يحق لأحد الاعتراض، أفضل المسافات التي تبقى – في معظم الأحيان – في الأماكن التي يتواجد فيها الجنسان، وإن كانت مشكلة التحرش باقية
(7)
أنت تمسني هو أن تقتحمني، أن تجبرني على أن أعترف أنك موجود، أن تنتهك وجودي لو فعلت ذلك دون اذن مني: من أفظع الأشياء أن يمسك شخص لا تريده أن يمسك: جسدك قلعتك، الضرب ليس مؤلماً فحسب، إنه انتهاك لحقك في ألا يُمس جسدك إلا كما تريد، من أكثر الأشياء إيلاماً في خبرة التعذيب أن يستعمل التلامس للإيذاء بانتهاك الجسد، تلك اليد التي تصفعك تؤلمك مرتين: مرة بالضغطة القوية ومرة كيد بشري آخر تقتحم "حرمة" جسدك
أؤمن بحرم الجسد بمعنى "خصوصيته" ولا أؤمن على الإطلاق "بحرمانيته" بمعنى ربطه بالخطيئة
(8)
في مظاهرة قريبة بدأ تدافع بين الأمن والمتظارين وكان صاحب الأشجار بجانبي، أنا أفزع من التدافع عموماً بعض الشيء ولكني لا أظهر ذلك أبداً، كنت قريبة من موضع التدافع وظهري للمتدافعين، وبينما اتجه المتدافعون نحوي وضع صاحب الأشجار ذراعه حولي وسحبني بعيداً عنهم، شعرت بأمان كامل، هناك صديق بجانبك، ذراعه حول كتفك ويمكنك أن تأمن للحظة، تأثرت بالموقف - إلى حد أن تذكرت كل أحبائي وآخر مرة مسستهم لأشعرهم بالأمان فحسب، مررت في طريق العودة على أحب صديقاتي "م" وقلت لها: "نحن لا نحتضن بعضنا بما يكفي" واحتضنتها مدة طويلة، حكيت لها الحكاية فاندهشت بعض الوقت، ثم وضَعَتْ رأسي أنا على حجرها وأخذت تربت عليها: وجود يد على الرأس مطمئن جداً بالرغم من عدم شعبيته، ليس عجيباً أن القسوس والشيوخ يصلون للناس وقد وضعوا أيديهم على الرؤوس. ا
هناك طريقة سهلة لقتل رضيع حديث الولادة بدون أن تتورط في جريمة يعاقب عليها القانون: أن تكف عن لمسه، الرضع اللذين لا يلمسون ويحتضنون "يموتون"، قد يتعرضوا للأمراض ولتأخر النمو وقد يموتون هكذا ببساطة دون أعراض مروعة، لا أتخيل طريقة أبشع للموت
(1)
عجيبة تلك الحاسة الجلدية
لا تكف عن ادهاشك، لو تأملتها بانتباه
اختلاف أحاسيس اللمس بين أنحاء الجسد، اختلاف الاحساس بالضغط والحرارة، شيء مذهل
وكيف استعمل الانسان تلك الحاسة في نقل ما تعجز عنه الحواس الأخرى
أتعرف ذلك الاتصال الذي يحدث فور أن أمسك؟
جزء من روحي يفتح لك نافذة لتختلس نظرة
أحدثك بلغة ليس لها ترجمة إلا هذا، ما تحسه الآن وأنا أمسَك
مستقبلات عصبية مرعبة في تعقيدها تعمل كلها لنقل هذا الاحساس إليك، ترسل لدماغك تلك الاشارات التي تطمئنك من ضغطتي على كتفك، وتهدئني من ربتتك على ظهري، وترسل لك تقديري وقد ضغطت على يدك
سأضع رأسك على صدري وأتركك تبكي ولن أتكلم، لن أطلب منك أن تكفي عن البكاء، سأمنحك ما تمنحني إياه: مكان آمن تبكي فيه، ولا شيء، لا شيء على الإطلاق موجود في هذا اللحظة سوى ما تحسه الآن
"اطمئن لست وحدك"، جملة تبادلها وجودينا بالتلامس
(2)
طقوس اللمس الاجتماعي لدى البشر مثيرة للانتباه
علم في حد ذاته:
ابتكر الانسان المصافحة، ووببعض التدقيق تستطيع أن تعرف فارق احساس المصافحة من شخص لآخر، بعض الوقت وستعرف من يصافحك دون حتى أن تراه: ما بين اليد الضاغطة واليد الحنونة واليد المفتوحة، واليد التي تمسك حتى المعصم، وستعرف بتأكيد معنى من يمسك كفك بكلتا يديه ليقول لك: "سعدت أن رأيتك"
ملامسة الأنف للأنف في مجتمعات
ملامسة الخد للخد
تقبيل الكتف كما في بعض المجتمعات العربية
تقبيل اليد من الرجال للنساء – وهي عادة شبه منتهية تقريباً – بالرغم من إنها لم تكن عادة سيئة في رأيي – تقبيل الكف ينقل احساساً جميلاً، وكان هناك تقبيل يد الأكبر سناً، وتكاد هذه العادة تنتفي أيضاً، وإن كانت باقية في المجتمعات المسيحية مع القسوس ورجال الدين، ومع بعض الشيوخ في المجتمعات الإسلامية في أحيان قليلة، باللهجة الصعيدية يقولون: "حب على يده"، يعجبني الربط بين تقبيل اليد والحب وإن كنت أكره الانحناء، في الطبقات الثقافية التي كان الرجال فيها يقبلون أيدي النساء للتحية كان الرجل يحني رأسه فحسب بينما ترفع المرأة كفها وقد انثنت أصابعها قليلاً
احساس الشفتين على باطن الكف يختلف كثيراً عن ظهر الكف، اللمسة الاجتماعية التي كانت مقبولة أثناء سريان تلك العادة هي الشفتين على ظهر الكف، باطن الكف؟ أعتقد أن هذا كان يترك للعلاقات الأكثر حميمية
(3)
طقوس لمس الأطفال أكثر تلوناً
نربت على وجوهم
نربت على ظهورهم
نربت على رؤوسهم
نداعب شفتيهم بأصابعنا – وهو ما أعتقد أن الأطفال يكرهونه
كلما كبرت سناً كلما قل تلامس البشر معك، كأنك لسبب ما تصبح أقل احتياجاً للمس، مع أننا في الأغلب نصبح أكثر احتياجاً له
(4)
أيوجد ما يضاهي اللمس؟
أبداً
هل يمكنك أن تصفه؟
وصفه يشبه وصف الألوان لمن ولد أعمى
مازال العلماء في حيرة إن كانت مستقبلات اللمس هي نفسها من مستقبلات الألم، بمعنى أن المثير إن زاد عن حد معين انقلب إلى ألم، سهل تخيلها بتخيل الفارق بين الربتة والصفعة: فارق في قوة المنبه أو المثير بالرغم من تشابه الأصل وحتى يتفق العلماء فنكتفي بأننا نحب الربت ونتألم من الصفع وأن كلاهما تستطيع نفس اليد أن تفعله
(5)
نتعرف ونحن صغار على الاطمئنان للمس والاحتضان والتقبيل وغيره من ألوان اللمس، وفجأة نكتشف تلك الكهرباء التي تسرى من لمسة الجنس الآخر في بعض الأحيان، وكأن الفوضى التي تسري في الانسان في سن المراهقة غير كافية، نكتشف أيضاً أن ظاهر أجسادنا يحمل لنا مشاعراً لم نعمل لها حساباً، وأننا حين نحب لن تصرخ قلوبنا فحسب بل ستصرخ أجسادنا وأن لمسة من يد المحبوب ستحمل لنا مشاعراً ما كنا نتخيل وجودها، تستطيع أن تستحضر النشوة الجنسية بالاستنماء، أما لمسة الانسان فلا يوجد ما يشابهها، ولا يشعرك بها إلا: لمسة الانسان، يعرف كل محبوبان خريطة لمس جسد الآخر، وتلك الألوان المدهشة من الاحساس التي تتأتى من مواضع لا علاقة لها بما نظنه جنسياً، اللمس وهو يتحول إلى نشوة تحت يد الحبيب، ويعود لموضعه الطبيعي في ظروف الحياة العادية، بل إن احساس اللمس نفسه يختلف لو كان الشخص مثاراً جنسياً عن حالة الهدوء العادية، وبالرغم من أن الأعضاء التناسلية تدعي دائماً إنها أكثر احساساً باللمس، فهي أكثر احساساً في حالة الاثارة، بينما قد يكون مسها مصدر ضيق في الأحوال الأخرى
(6)
حين نولد لا ندرك الحدود بين أجسادنا وأجساد الآخرين، وبعد أن ندرك أن أجساد الآخرين ليست امتداداً لنا ونكتفي فقط بأن نكون مركز الكون نبدأ في تكوين "فقاعاتنا"، نحمي هذا الجسد من اللمس غير المرغوب فيه والإيذاء والتعدي بالابتعاد عن الآخرين بمسافة، وتختلف مسافاتنا باختلاف شخصياتنا والمواقف التي نكون فيها: المسافة التي يتركها كل شخص بينه وبين من يحدثه مسافة مميزة له وعادة لا تتغير، ولو اقترب الشخص أو ابتعد أكثر من اللازم يحاول الآخر اصلاح الوضع: يحاول كل منهما ابقاء المسافة التي يرتاح إليها، أما من نعرفهم ونحبهم فتختلف مسافاتنا معهم: ما بين الاقتراب والالتصاق، بل وحسب موضوع الحديث: صديقتي "م" حين يبدأ وجهها في اظهار تعبير معين أعرف أن ما يتحتم أن أفعله الآن هو أن أسحب رأسها إلى كتفي، ولا نجلس إلا متلاصقتين
أنزعج جداً من الازدحام ومن اقتحام الغرباء لفقاعتي الواسعة، ولكن ما يحيرني هو انحسار حجم فقاعتي بسرعة شديدة فور أن تصافحني وتخبرني عن اسمك، ولكن قبل ذلك: ابتعد عن فقاعتي!! لهذا السبب أكره عربة السيدات في مترو الأنفاق: فالسيدات يعتقدن إنه لمجرد إننا من نفس الجنس فهذا مسوغ أن نتلاصق فوق بعضنا بشكل مخيف ولا يحق لأحد الاعتراض، أفضل المسافات التي تبقى – في معظم الأحيان – في الأماكن التي يتواجد فيها الجنسان، وإن كانت مشكلة التحرش باقية
(7)
أنت تمسني هو أن تقتحمني، أن تجبرني على أن أعترف أنك موجود، أن تنتهك وجودي لو فعلت ذلك دون اذن مني: من أفظع الأشياء أن يمسك شخص لا تريده أن يمسك: جسدك قلعتك، الضرب ليس مؤلماً فحسب، إنه انتهاك لحقك في ألا يُمس جسدك إلا كما تريد، من أكثر الأشياء إيلاماً في خبرة التعذيب أن يستعمل التلامس للإيذاء بانتهاك الجسد، تلك اليد التي تصفعك تؤلمك مرتين: مرة بالضغطة القوية ومرة كيد بشري آخر تقتحم "حرمة" جسدك
أؤمن بحرم الجسد بمعنى "خصوصيته" ولا أؤمن على الإطلاق "بحرمانيته" بمعنى ربطه بالخطيئة
(8)
في مظاهرة قريبة بدأ تدافع بين الأمن والمتظارين وكان صاحب الأشجار بجانبي، أنا أفزع من التدافع عموماً بعض الشيء ولكني لا أظهر ذلك أبداً، كنت قريبة من موضع التدافع وظهري للمتدافعين، وبينما اتجه المتدافعون نحوي وضع صاحب الأشجار ذراعه حولي وسحبني بعيداً عنهم، شعرت بأمان كامل، هناك صديق بجانبك، ذراعه حول كتفك ويمكنك أن تأمن للحظة، تأثرت بالموقف - إلى حد أن تذكرت كل أحبائي وآخر مرة مسستهم لأشعرهم بالأمان فحسب، مررت في طريق العودة على أحب صديقاتي "م" وقلت لها: "نحن لا نحتضن بعضنا بما يكفي" واحتضنتها مدة طويلة، حكيت لها الحكاية فاندهشت بعض الوقت، ثم وضَعَتْ رأسي أنا على حجرها وأخذت تربت عليها: وجود يد على الرأس مطمئن جداً بالرغم من عدم شعبيته، ليس عجيباً أن القسوس والشيوخ يصلون للناس وقد وضعوا أيديهم على الرؤوس. ا
تذكرت أخي - الذي تتعلق روحي به - الذي جثمت عليه بجسدي كله يوم كدنا نتورط في معركة غير متكافئة كان بعضهم ينوي بدءهاً ظناً منهم أننا عاشقين فرا إلى الظلام لاختلاس ما يستحق الدفاع عن الشرف الرفيع، ترى هل شعر بما دفعني لوضع جسدي كله عليه لأحميه منهم؟ هل شعر بالأمان؟ وهو الأطول والأقوى والمدرب على الدفاع عن النفس ؟
دائماً ما تذكرني الأشياء بأشياء، عقد كامل من الأمان من لمسة لأخرى
(9)
أول حقنة أذكرها في حياتي كانت حقنة تطعيم في المدرسة، كانت راهبة عجوز تمسك بأذرعنا ليحقوننا، وضعت الراهبة يدها على كتفي فألقيت برأسي في حضنها ولم أشعر بالألم، لن أنسى ذلك الاحساس أبداً رغم مرور عشرين عاماً عليه، حتى يومنا هذا لا أخاف من الحقن أبداً، أتألم ألماً خفيفاً من الإبر السميكة مثل تلك الخاصة بالتبرع بالدم ولكنني أبداً لا أخاف، أعتقد أن جزء كبير من الألم من الممكن أن يذهب "باللمس" فحسب. من أسباب نقمتي على الأطباء إنهم يأبون على مرضاهم حتى ذلك اللمس الذي يستثير الأندورفينات – المسكنات – الطبيعية في أدمغتنا ويكتفون بوضع أياديهم الباردة على بطوننا وظهورنا وكثيراً ما يتركون المتألم وحيداً: لو رأيت شخصاً متألماً أمسك بيده، ولو سمحت ظروفه الجسدية احتضنه واربت على جزء من جسده: ثق أن هذا له فعل السحر
تحكي طبيبة عن تغير فكرها من جهة اللمس حين تمددت هي على سرير المرض، وفي محاولة مؤلمة فشلت عدة مرات لبذل سائل النخاع الشوكي تعرضت لألم مبرح، وفي خضم هذا الألم مد واحد من طلبة الامتياز يده وضغط على يدها: تقول إنه لو كان كل ما تفعله لمرضاها بعدها هو الضغط على أيديهم متى تألموا فستكون طبيبة حقيقية
(10)
ليس عجيباً أن يصنع التدليك المعجزات، نشأ فرع جديد للتدليك مخصص لحديثي الولادة لزيادة ذكاءهم وسرعة نموهم، وصفة التربية التي لا تخطئ أبداً: أشبع الطفل ضماً وتقبيلاً، لا شيء سيعوضه لو فات جسده الصغير وهو ينمو الكثير والكثير من اللمس: ولا كل لمس الدينا سيعوضه متى اشتد عود ذلك الجسد، أعتقد أن الأطفال الأكثر ثقة بأنفسهم هم هؤلاء الذين يحتضنون ويلمسون كثيراً، يحمل جلدنا أسراراً علينا أن ننحني أمامها احتراماً لتعقيد تلك الشبكة الواسعة وما ترسله من اشارات مذهلة
(11)
انحدر من عائلة صعيدية و في المجتمع الصعيدي في مصر – والذي تنحدر منه عائلتي يقبل الرجال الرجال والنساء النساء، التقبيل بين النساء والرجال غير وارد إلا في حالة الزواج أو قرابة الدرجة الأولى، وحتى في هذه الحالة فإن تقبيل الأب لابنته يحتاج لمناسبة خاصة، بينما تقبيل الأم للابن أكثر شيوعاً، تقبيل الأخ للأخت جائز في حالة السفر الطويل، لا أذكر المرة الأخيرة التي شاهدت أحداً من عائلتي من الذكور يقبل أخت أو العكس
الاحتضان غير وارد بالطبع لا بين الرجال والنساء ولا أقران الجنس الواحد إلا في ظروف خاصة جداً، والاحتضان يختلف تماماً عن التقبيل، التقبيل تلامس والاحتضان اختلاط كامل: ظاهر جسدي كله ملتصق بك، للحظة نصير واحداً
قررت منذ مدة طويلة لا أذكرها أن أختلف عن عائلتي: فصرت أحتضن أصدقائي وأقبلهم متى أردت أن أقول لهم إنني أحبهم، وأقبل أخي الذي أنا متعلقة به كثيراً، لا أستطيع أن أبقيه في حضني أكثر من لحظة، ولكنني أتمنى دائماً أن أحتضنه لمدة طويلة
(12)
هل فقدنا الكثير من التواصل باللمس بسبب اللغة؟ هل لو صمتنا بعض الوقت سنمس بعضنا البعض أكثر؟ هل نخاف أن نمس بعضنا البعض؟ هل نمس بعضنا لأسباب سلبية مثل التدافع في الازدحام والتصافح الروتيني أكثر مما نرسل للآخرين رسائل حب وأمان وود من خلال لمساتنا؟ كرهت كل قواعد اللمس الغبية: في بلادنا تتلامس النساء بالنساء والرجال بالرجال والعكس مريب وفي الغرب يتلامس الرجال والنساء والعكس مريب
أود أن أقول لك شيئاً: أعطني يدك أياً كنت
(13)
(9)
أول حقنة أذكرها في حياتي كانت حقنة تطعيم في المدرسة، كانت راهبة عجوز تمسك بأذرعنا ليحقوننا، وضعت الراهبة يدها على كتفي فألقيت برأسي في حضنها ولم أشعر بالألم، لن أنسى ذلك الاحساس أبداً رغم مرور عشرين عاماً عليه، حتى يومنا هذا لا أخاف من الحقن أبداً، أتألم ألماً خفيفاً من الإبر السميكة مثل تلك الخاصة بالتبرع بالدم ولكنني أبداً لا أخاف، أعتقد أن جزء كبير من الألم من الممكن أن يذهب "باللمس" فحسب. من أسباب نقمتي على الأطباء إنهم يأبون على مرضاهم حتى ذلك اللمس الذي يستثير الأندورفينات – المسكنات – الطبيعية في أدمغتنا ويكتفون بوضع أياديهم الباردة على بطوننا وظهورنا وكثيراً ما يتركون المتألم وحيداً: لو رأيت شخصاً متألماً أمسك بيده، ولو سمحت ظروفه الجسدية احتضنه واربت على جزء من جسده: ثق أن هذا له فعل السحر
تحكي طبيبة عن تغير فكرها من جهة اللمس حين تمددت هي على سرير المرض، وفي محاولة مؤلمة فشلت عدة مرات لبذل سائل النخاع الشوكي تعرضت لألم مبرح، وفي خضم هذا الألم مد واحد من طلبة الامتياز يده وضغط على يدها: تقول إنه لو كان كل ما تفعله لمرضاها بعدها هو الضغط على أيديهم متى تألموا فستكون طبيبة حقيقية
(10)
ليس عجيباً أن يصنع التدليك المعجزات، نشأ فرع جديد للتدليك مخصص لحديثي الولادة لزيادة ذكاءهم وسرعة نموهم، وصفة التربية التي لا تخطئ أبداً: أشبع الطفل ضماً وتقبيلاً، لا شيء سيعوضه لو فات جسده الصغير وهو ينمو الكثير والكثير من اللمس: ولا كل لمس الدينا سيعوضه متى اشتد عود ذلك الجسد، أعتقد أن الأطفال الأكثر ثقة بأنفسهم هم هؤلاء الذين يحتضنون ويلمسون كثيراً، يحمل جلدنا أسراراً علينا أن ننحني أمامها احتراماً لتعقيد تلك الشبكة الواسعة وما ترسله من اشارات مذهلة
(11)
انحدر من عائلة صعيدية و في المجتمع الصعيدي في مصر – والذي تنحدر منه عائلتي يقبل الرجال الرجال والنساء النساء، التقبيل بين النساء والرجال غير وارد إلا في حالة الزواج أو قرابة الدرجة الأولى، وحتى في هذه الحالة فإن تقبيل الأب لابنته يحتاج لمناسبة خاصة، بينما تقبيل الأم للابن أكثر شيوعاً، تقبيل الأخ للأخت جائز في حالة السفر الطويل، لا أذكر المرة الأخيرة التي شاهدت أحداً من عائلتي من الذكور يقبل أخت أو العكس
الاحتضان غير وارد بالطبع لا بين الرجال والنساء ولا أقران الجنس الواحد إلا في ظروف خاصة جداً، والاحتضان يختلف تماماً عن التقبيل، التقبيل تلامس والاحتضان اختلاط كامل: ظاهر جسدي كله ملتصق بك، للحظة نصير واحداً
قررت منذ مدة طويلة لا أذكرها أن أختلف عن عائلتي: فصرت أحتضن أصدقائي وأقبلهم متى أردت أن أقول لهم إنني أحبهم، وأقبل أخي الذي أنا متعلقة به كثيراً، لا أستطيع أن أبقيه في حضني أكثر من لحظة، ولكنني أتمنى دائماً أن أحتضنه لمدة طويلة
(12)
هل فقدنا الكثير من التواصل باللمس بسبب اللغة؟ هل لو صمتنا بعض الوقت سنمس بعضنا البعض أكثر؟ هل نخاف أن نمس بعضنا البعض؟ هل نمس بعضنا لأسباب سلبية مثل التدافع في الازدحام والتصافح الروتيني أكثر مما نرسل للآخرين رسائل حب وأمان وود من خلال لمساتنا؟ كرهت كل قواعد اللمس الغبية: في بلادنا تتلامس النساء بالنساء والرجال بالرجال والعكس مريب وفي الغرب يتلامس الرجال والنساء والعكس مريب
أود أن أقول لك شيئاً: أعطني يدك أياً كنت
(13)
حين ذهبنا لأحمد عبدالله الشهير بأبي إسلام لم أكن أتوقع أن يصافحني، وفي الحقيقة اندهشت وسعدت بمصافحة الابن اسلام الحميمة: فهو من أصحاب أفضل أنواع المصافحة: تلك التي تمسك بيدك كلها وتضغط عليها بين الكف والابهام ولكنني – بالرغم من توقعي المسبق – حزنت لأنني لم أصافح أباه، كنت سعيدة أن أفرج عنه، سعيدة فعلاً، الاطمئنان على معتقل بدون قضاء ولا محاكمة احساس رائع، كنت أقول لنفسي: "حسناً واحد من العشرين ألف معتقل بدون أحكام قضائية في مصر"، ربما سيأتي اليوم الذي أرى فيه آخر وآخر وآخر، كنت أود أن أصافحه، رفض أبو اسلام أن يمسني، بقى شعور معلق في الهواء لم أستطع بثه بأي شكل آخر برغم محاولتي بالتعبير اللفظي
(14)
يقال أن النساء يلامسون الآخرين أكثر من الرجال، لعل هذا جزء من التفوق الاجتماعي المكتسب للمرأة بسبب تركيزها على العلاقات الانسانية، من اللطيف أن يحاول الرجال تعلم تلك العادة من النساء، وبالرغم من نفوري الشديد من ملامسة الغرباء لي فإن التلامس مع من نحب ومع أصدقائنا ومع من نريد أن نرسل لهم دعمنا ومحبتنا لا يمكن تعويضه، المس أصدقاءك اليوم: قل لهم كم تحبهم وكم هم مهمون في حياتك
(15)
من نكد الدنيا أن ممارسة الجنس تقلل التلامس في بعض الأحيان، ويسرق الاحساس المهيمن الصادر من الأعضاء التناسلية – وليس الأعضاء الجنسية، فكل أعضاء الجسم قد تكون أعضاء جنسية في الوقت المناسب – يسرق ذلك الاحساس لذة التلامس، تشير كثير من الدراسات أن معظم الأزواج لا يتلامسون بعد فترة من بدئهم في ممارسة الجنس، خسارة، لطيفة النشوة الجنسية ولكنها لا تعوض أبداً الاحتضان، والربت على الظهر، والضغطة المشجعة على الكتف
(16)
طبقاً للـ
Reflexology
فكل أعضاءنا مرسومة بخرائط على أيدينا وأقدامنا، وتدليك تلك المواضع يدعمها ويشفيها، تلك الأعضاء الداخلية التي لا يمكننا الوصول إليها نظرياً إلى بالمشارط وسيلان الدم، تصور أن يمس أحد قلبك، يربت عليه، تصور أن تربت يد على تلك المنطقة المؤلمة، تصور يد حبيبة تصل إلى أعمق نقطة فيك: لن يكف اللمس عن ادهاشك وفتح عينيك على معجزات
لا أعرف القاعدة العلمية للـ
Reflexology
ولكن من لا يعرف أثر تدليك القدمين على جسده كله؟
(17)
حاسة رائعة، لا أتخيل حياتي بدونها، أليس ذلك العضو الذي يلف أجسادنا رائعاً؟ أي عضو آخر يا ترى يحمينا ويدعم أعضاءنا الداخلية ويسمح لنا أن نرسل ونستقبل كل أنواع الرسائل التي لا تحملها الكلمات؟ أي عبقرية تلك؟ كلنا نفزع لو تخيلنا فقد البصر أو السمع، ولا نفزع كثيراً لو فكرنا في فقدان حاسة اللمس، الحاسة التي خرجت بالمصابين بالصمم والبكم بالاضافة لفقد البصر من عوالمهم المعزولة، يتعلمون باللمس وتواصلون باللمس ويتحفظ على التعليم بتلك الطريقة بعض البلهاء الذين لا ينقص عالمنا المزيد منهم.
أي شيء يدعمك في لحظات الخوف أكثر من لمسة صديق؟
أي شيء يخترق اكتئابك أفضل من صدر محبوب تبكي عليه؟
كنت في سجن مظلم أخرجتني منه: لمسة انسان
لا أعرف القاعدة العلمية للـ
Reflexology
ولكن من لا يعرف أثر تدليك القدمين على جسده كله؟
(17)
حاسة رائعة، لا أتخيل حياتي بدونها، أليس ذلك العضو الذي يلف أجسادنا رائعاً؟ أي عضو آخر يا ترى يحمينا ويدعم أعضاءنا الداخلية ويسمح لنا أن نرسل ونستقبل كل أنواع الرسائل التي لا تحملها الكلمات؟ أي عبقرية تلك؟ كلنا نفزع لو تخيلنا فقد البصر أو السمع، ولا نفزع كثيراً لو فكرنا في فقدان حاسة اللمس، الحاسة التي خرجت بالمصابين بالصمم والبكم بالاضافة لفقد البصر من عوالمهم المعزولة، يتعلمون باللمس وتواصلون باللمس ويتحفظ على التعليم بتلك الطريقة بعض البلهاء الذين لا ينقص عالمنا المزيد منهم.
أي شيء يدعمك في لحظات الخوف أكثر من لمسة صديق؟
أي شيء يخترق اكتئابك أفضل من صدر محبوب تبكي عليه؟
كنت في سجن مظلم أخرجتني منه: لمسة انسان
41 Comments:
إيه ده؟ إبداع حقيقى ...من أجمل ما قرأت منذ وقت طويل ...سقراط أهنئكِ
أكثر من رائع لا أجد الكلمات بالفعل شعرت بكل كلمة كتبتيها وبكل مشهد وصفتيه وأتفق معكى وأؤيد بشدة كل كلامك وأنظر آسفة بالفعل لمجتمعنا الذى ينظر للمس والجسد عموما نظرة بالفعل ...... لا أعرف كيف أصفها وهذا شىء بالفعل يسبب لى لالستياء فى كثير من الأحيان لكن ما علينا وأيضا العنوان غاية الجمال فى التعبير "امسسنى فأحيا" أشكرك على روعة المشاركة
حلوة قوي يا سقراط
الموضوع ابتدى بتعليق و بعدين فرش شوية فقلت أنشره عندي أحسن ، متشكرين على تحريك دماعغي كعادتك.
http://www.manalaa.net/by_touch_only
فعلاً موضوع فريد من نوعه، أحد تلك الموضوعات التي قد لا يكتبها أحد أبداً...
وقد غطيتيه بموسوعيّة مبدعة.
بس لديّ ملاحظة واحدة:
"نداعب شفتيهم بأصابعنا – وهو ما أعتقد أن الأطفال يكرهونه"
كريم يعشق هذا، وعادةً ما يأكل صباعي!
ـ
جميلة جداً جداً جداً يا سقراط...تسلم إيدك :)
عميقة واكثر من رائعة
فكرتينى لما جدتى كانت بترقينى م العين و الحسد و أنا صغير
كانت تحط كف ايديها على راسى و هى بتقرا السور قصيرة و تعاويذ مش فاكرها .... اللى فاكره التيار الدافى اللى بيمشى فى جسمى كله من ايديها , لسه بحس بيه لدلوقتى
الموضوع " حساس " أوى اسماً على مسمى
أهنيكى على حواسك
فعلا, انا عموما باعتبر نفسى من أعداء اللمس التقليدى زى ماقلتي.. علشان كده بازهق من السلام باليد مع الاصدقاء و بأحاول أهرب منه على قد مقدر, شايف الموضوع أتحول لعاده ممله جدا مجرده تماما من المشاعر.. لكن لما فكرت فى الموضوع من فتره لقيت ان انا مثلا مبلمسش أبويا غير لما بالصدفه بنصلى الجمعه مع بعض كل كام شهر و أسلم عليه.. و أكتر واحد بيلمسنى من كل اللى أعرفهم هو الحلاق!!! فعلا الموضوع عايز تغيير جذري
شكرا سقراط على هذه اللفتة الفكرية الجميلة. منذ زمن لم أجلس على قهوة فيها كلام زبد، فكرتينا بقهاوي زمان أيام الفكر و الأدب مش قهاوي المثقفين الربع كم!
حين بدأت قراءة هذه التدوينة وجدتني أٌول في نفسي أننا في الواقع نعيش عصر الجسد و نشتكي ضمور الجانب الروحي في أيام المادة و الجسد. غير أنني فكرت فيما بعد فوجدت أن البعد الجسدي الطاغي هو البعد الحيواني بينما يغيب أبعاد أخرى من الحميمية و الانسانية السامية و هي ما جاء في مدونتك.
يبقى لي تعليق واحد على فقرة 14. اتفق معك في أن للنساء باع يفوق ما للرجال من اللمس لكن أعتقد أن مرجع ذلك هو كثير من القواعد و الأوليات الاجتماعية التي لا ترى في لمسات النساء ما قد تراه في لمسات الرجال الذين يجدون أنفسهم في مواضع الشبهة بسهولة، مثلا من المقبول أن تلمس النساء الأطفال بحرية أكثر من الرجال، من المقبول أيضا أن تتلامس النساء و هن صديقات بأشكال لا يمكن أن تتقبل من الرجال بدون اصدار أحكام بل قد يعقبها تنفيذ عقوبات.
مرة أخرى شكرا لأنك أعطيتني جزءا من حصة التفكر لهذا اليوم!
إيه الحلاوة دي يا سقراط!!!
وجبة فكرية إنسانية رائعة كالعادة
كما ذكرتي، اللمس هو التعبير الأول عن العاطفة لدى الطفل... بعض المشاكل النفسية لدى الكبار تنشأ ربما لعدم اللمس الكافي في الطفولة و يمكن حلّها ببرنامج لمس علاجي كما سمعت مؤخراً
طبعاً تعرفين معجزة اللمس في الجهاز العصبي حيث يقسم إلى نوعين كلٌّ منهما له طريق مختلف للمخ بحيث يصعب جداً أن تفقد هذه الحاسة
دائماً ما يبهرني هذا التمثيل اللمسي في الجسم البشري
موضوع جميل جدا لأني انا فعلا من من زمان مؤمن باهمية اللمس كأسلوب للتفاعل بين البشر يمكن من حوالي 5سنين وانا ابتديت اهتم باموضوع ده لما قريت عن الهرمونات الخاصة بالحب ومن اهمها هرمون oxytocin وده هرمون بيتم افرازه عن طريق اللمس والجميل في الهرمون ده انك كل مابتلمس حد بيزيد احتياجه للمس وبالوقت بيتعود على لمستك انت بالذات وبكده
بيزيد حبه ليك وديه شوية لنكات للموضوع ده
http://www.themarriagebed.com/pages/biology/female/female-oxytocin.shtml
http://www.oxytocin.org/oxy/love.html
http://www.timesonline.co.uk/article/0,,2087-1442539,00.html
ـ"معجزة اللمس في الجهاز العصبي حيث يقسم إلى نوعين كلٌّ منهما له طريق مختلف للمخ"
طب ما تنورونا يا دكاترة...
ـ
فعلاً ده أجمل بوست بلا منازع في الفترة الأخيرة..
اتكلمتِ ياسقراط على واحدة من أهم الحواس،وهي جزء من لغة الجسد المسئولة بنسبة 70% تقريبًا عن انجاح أي تواصل بشري..
كمان في البرمجة اللغوية العصبية،الحس(أو حاسة اللمس)واحدة من أهم تلات حواس ،بيحددوا النمط اللي بيميل ليه الشخص أكتر،فيساعده على فهم نفسه ،وفهم الناس كمان..
تدليك القدمين ليه علم لوحده،وبالتحديد (تدليك باطن القدم)،هو طب صيني الأصل بيعتمد على النهايات العصبية اللي في القدم ،والمواضع ليها علاقة بمنشأ العصب..أو مكان مجاور..
في علم تاني مش فاكرة اسمه برضو بيعتمد على الضغط برفق برضو في مواضع محددة من الجسم للاتصال بأماكن الألم داخل الجسم والتخفيف منه..وبيستخدم خرايط تشبه خرايط الطاقة كده..وعن تجربة بيجيب نتيجة
في كمان تدليك الرقبة والكتفين،لعلاج آلام الظهر،كان دكتور عظام اتكلم عليه،وفي مركز للعلاج بيه في مدينة نصر..وهو من العلوم اللي بدأنا نعرف بيها في ثورة الطب التكاملي (أو البديل)..
عمومًا..بجد تسلم ايدك
:)
Tab can we all make 7aflet Lams Gama3y? pardon me, My sick mind always beats me!
راء: اللمس في الجسم نوعان؛ اللمس الدقيق و اللمس غير الدقيق
fine touch and crude touch
ينتقل النوع الثاني مع باقي الإحساسات "الدنيا" الألم و الحرارة
يعبر للناحية الأخرى من خلال النخاع الشوكي (أسفل)
و يتمثل في المخ عكسياً (أي يشعر الفص الأيسر بالإحساس القادم الناحية اليمنى و العكس) بينما النوع الأول - الدقيق، فيسير في طريق أخرى وحده أو مع إحساسات أخرى "عليا" كالاتزان و إحساس المكان
يعبر للناحية الأخرى من خلال جذع المخ (أعلى)
و يتمثل في المخ على الناحيتين بتقسيم عشوائي
يجعل هذا فقدان اللمس نهائياً على ناحيتي الجسم من الصعب جداً بالنسبة للإنسان
مقالة من العمل الفاخر
هل جربت أن تلمس نفسك من قبل؟
لا أجد ما هو أكثر غرابة من أن تكتشف ملمسك الخاص!
أتحسس وجهي الأن
يبدو أننا على موعد مع الحواس!! رضوى دونت لنا رائحة. بالتأكيد ليس باستعراض كامل كما فعلت سقراط. الآن تراودني تدوينة عن العيون، حكم أخوكم حكيم عيون و يعزهم، ربما سأفعل لكني لست متيقنا لذا إذا راق لأحدكم الموضوع فليفعل
حاولت أعمل وصلة لتدوينة رضوى لكني لم أفلح حتى مع عمل طبع/لصق من على ورد، هل من مساعدة، مع الشكر
كلما كبرت سناً كلما قل تلامس البشر
معك، كأنك لسبب ما تصبح أقل احتياجاً للمس، مع أننا في الأغلب نصبح أكثر احتياجاً له
وأقبل أخي الذي أنا متعلقة به كثيراً، لا أستطيع أن أبقيه في حضني أكثر من لحظة، ولكنني أتمنى دائماً أن أحتضنه لمدة طويلة
**********
إنتِ إزاي جميلة كدة؟
عايزة قبل ما أشكركم على التعليقات الجميييييييييييلة
أرحب بسامح الشريك المخالف
يا أهلاً في التدوين
ويا ألف أهلاً في المدونة
والمكان المناسبة "للمخالفة" هو دايماً المدونات :)) ا
أشكرك على تعليقك الرقيق
ولك مني مصافحة ترحيب افتراضية
نورتنا
واحد من مصر وجولي: دايماً بتتدخلوا تشجعوني وما بأبقاش عارفة أقولكم إيه، مبسوطة إن الموضوع عجبكم
علاء: طبعاً يعني أنا مش مصدقة نفسي إن خبيرنا التكنولوجي كتبلي تدوينة مخصوص، أنا بقى إللي هأزغرط
راء: لأ أنا مش قصدي لما بنمسح على شفايفهم، أنا قصدي لما بنقعد نحرك شفتهم التحتانية بسرعة جداً، مش عارفة فهمت الحركة إللي أنا أقصدها ولا لأ، بس طبعاً الأطفال بيحبوا أي حاجة تلمسهم، وأكيد بيأكلوا أي حاجة تيجي عند بقهم
تعليقك بسطني قوي، إنتوا بصراحة غرقتوني كلام حلو بسبب التدوينة دي، حاجة خلت الواحد يدفا في السقعة دي - استمروا :))
حدوتة: مبسوطة إنه عجبك، إنت مختفية فين بقى يا أستاذة؟
درش: أنت بالذات مش عارفة أرد عليك :))ا
سولو: انت كمان بتحس بحكاية الراس دي؟
غريبة إنها مش منتشرة
أنا بأطمن جداً لو حد حط إيده على رأسي
المهم الرقية نفعت ولا لأ؟
بليلة: تصدق إني كنت بأفكر في حكاية الحلاق دي؟
وبأحس إن إحنا بنلمس أصحابنا أكتر ما بنلمس عائلاتنا بكتير قوي
أنا أول مرة أشوفك معدي عالقهوة، يا مرحب والمشاريب على حسابنا
حازم: حد جديد عالقهوة برضه
لو أعرف إن التدوينة دي هتخلي كل الناس تيجي تقعد عندنا كنت كتبتها من زمان
يا حازم أعتقد إن الرجالة بيتعرضوا لتمييز جامد من جهة مشاعرهم عموماً
يعني طفل برئ عنده أربع ولا خمس سنين وزعلان وبيعيط كرد فعل طبيعي: يقولوله "مافيش رجالة تعيط"
شيء في منتهى القسوة
واللمس طبعاً أنا معاك إنهم برضه بيتعرضوا لتمييز فيه، يعني الأمهات والآباء إللي بيلمسوا أولادهم كتير في سن المراهقة بيعملوا ده مع البنات أكتر من الولاد، وممكن يدلعوا البنت ويحضنوها أو يبوسوها كتير والولد بيعتبروا إنه كبر وما يعملوش ده معاه بنفس القدر
المجتمع عبيط: فيها إيه يعني لما الأصدقاء الذكور يحضنوا بعض؟ تفتكر الأولاد بيعوضوا نقص الملامسة باللعب العنيف - إللي هو ملامسة برضه- لكن بشكل مقبول؟ يعني ولدين بيهزروا مع بعض بالإيدين في الشارع وواحد منهم واخد راس التاني تحت باطه بالقوة منظر مقبول جداً
أما لو كانوا حاضنين بعض فده لازمله مناسبة خاصة، زي إن هما يكونوا ما اتقابلوش بقالهم مدة، وما ينفعش يقعدوا حاضنين بعض كتير
فكرة برضه
زيتونة: عجبتني قوي فكرة إن الواحد ممكن يكذب في الكلام بس ما يقدرش يكذب في اللمس شديدة
فالكون 2000: موضوع الأوكسيتوسين ده - زي كل الهرمونات - موضوع مذهل جداً، يعني هذا الهرمون المجرم بيعمل كمية حاجات ماليهاش دعوة ببعض خالص
وكل شوية يكتشفوله شغلة جديدة، إلا بقى حكاية إنه طلع هرمون الحب ده، حاجة تجنن فعلاً
الكيميا دي حاجة تخليك تتواضع بجد
يعني بعد ما بتاخد قرار الحب جسمك بيشتغل لوحده ويعمل كود جديد لشخص معين - حاجة تهبل
أفريكانو: نورت المحكمة فعلاً
ميست: أشكرك جداً، رقتك لمستني
التدليك ده حاجة عظيمة جداً، علاج غير مكلف و بيمس الجسد والروح، وسهل تعلم قواعده البسيطة، وأحلى هدية تقدميها لنفسك إنك تروحي جلسة تدليك، السما بتتفتح
إينا فريد:أشكرك،ومرحباً على القهوة
وأنا بأكتب الموضوع اشتقت جداً لمن أحبهم
يمكن ده إللي نقلك الاحساس
مجاملة رقيقة جداً إنك قريتي الموضوع وهو طويل على الكمبيوتر بالرغم من إنك مش بتحبي ده
هأكتبلك شوية مواضيع قصيرة عشان ما تزعليش :)) ا
محمود عزت: متهيألي كلنا بنلمس نفسنا بس مش بتركيز
يعني عارف لما تلمس صوابعك لما تكون "اتكرمشت" بعد البحر أو حمام طويل؟ غريبة جداً مش كدة؟
نور: يا ربي!! أشكرك
يا جماعة إنتوا غرقتوني رقة
أما عن الواد أخويا فهو زي "الجيلي" ويجري من حضني بسرعة
بس هأمرنه حبة حبة :)) يعني تلاكيك وأنا راجعة من السفر وحاجات كدة
رابط موضوع رضوى الذي ذكره حازم موجود
هنا
إيه الروعة دى يا بنتى :)
كلامك خلانى أفكر كتير و طلعت دة
ساعات الواحد بينسى جمال حاجات كان بيستمتع بيها فى الأصل، و تيجى سقراط تفكره بيها :)
أشكرك :)
قرأتها مرتين وممكن أقرأها تاني.
شكرًا على التدوينة الجميلة ديه.
عارفة يا سقراط
انتي قلتي حاجة كده في التدوينة دي تحفة ..
أفادتني جداًَ
متشكرة بجد عليها
مع إنها مش الفكرة الرئيسية
رجلين النونو حلوة قوي
على فكرة
الله يجازيكى يا سقراط , خلتينى عايز أتلمس و مش لاقى حد يلمسنى :)ء
تدوينة فعلا جميلة
ليليت: طب ما تنوريني؟ حاجة إيه؟
وطبعاً رجلين النونو حاجة تهبل
الغجرية: الرفق بأنفسنا فضيلة، يدي على كتفك
و أين كنتُ عندما كتبتِ هذا؟
ألِف: أهلاً وسهلاً
علك كنت منشغلاً
أترى ما يفوتك حين تنسى زيارتنا؟ :)
تأخرت قليلا
و لكن لا يجب أن يفوتني أن
" أشد علي يدك "
أجمل ما قرات من فترة طويــــلة
مسني بقوة
عمرو عزت: متأخر أو بدري، دائماً الشد على اليد جميل
يا أهلاً
طائر الرخ الرياضي: لم أسمع من قبل ان الراهبات يتبركن بالأطفال، لماذا لا تحكي لنا عن ذلك أكثر؟
أمونة: وجه جديد، أهلاً
الله!
تسلم إيدك.
من زمان ما قريتش حاحجة ممتعة كده.
Socrates
أظن اتاسلوب الوحيد اللى ممكن اعقب بيه و اعبر عن مشاعرى تجاه كلامك بانى ابعت لك بوسه و حضن كبييير فى مجتمع اى مجتمع سوى لازم يفهم اهميه اللمسه من غير ما يقرنها دايما بالغرزيه القميئه او العنف
ياريت الناس تدرك بالذات الاباء و الامهات اهميه اللمسه الحنونه و الاشباع الحسى الصحى للاطفال لان ده اللى هايعيش معاهم طول حياتهم و يترك اثر كبير جدا فى شخصيتهم
Dr. Hanna thank you very much for bringing this beautiful refreshing piece to our attention. Keep reading an keep posting
!
تحياتى
!
قلبتى المواجع و الجراح المفتوحه من 25 سنه
نفسى اعلق بج اقول فيه
I need free hug
for God sake
(法新社a倫敦二B十WE四日電) 「情色二零零七」情情色電影趣產品大產自二十三日起在倫敦的肯辛A片下載頓奧a片林匹亞展覽館舉行,AV女優倫敦人擺脫對性的保守成人網站態度踴躍參觀,許多穿皮衣成人電影與塑膠緊身衣的好色之色情徒擠進這項世界規模最大的成人生活展,估計三天展期可吸引八萬多好奇民眾參觀。
活成人影片動計畫負責人米里根承諾:「要搞浪漫、誘惑a片人、玩虐待,你渴望的我們都有。」
他成人電影說:「時髦的設計成人影片與華麗女裝,從吊飾到束腹到真人大小的雕塑,是我們由今年展出的數千件產品精選出的一部分,參展產品還包括時尚服飾、貼身女用內在美、鞋子、珠寶、玩具色情影片、影片、藝術、圖情色電影書及遊戲,情色更不要說性愛輔具及馬成人網站術裝備。」
參觀民眾遊覽AV兩百五十多個攤位,有性感服裝、玩具及情色a片下載食品av,迎合各種品味情色。
大舞台上表演的是av女優美國野蠻搖滾歌手瑪莉蓮曼森的前妻─全世界頭牌脫衣舞孃黛塔范提思,這是她今年在英國唯一一場表演。
色情以一九四零年代風格演出的黛塔范提思表演性感的天堂鳥、旋轉木馬及羽扇等舞蹈。
參展攤位有的推廣情趣用品,有的公開展示人體A片藝術和人體雕塑,也有情色藝術家工會成員提供建議。
إرسال تعليق
<< Home