كنتُ أكتُب
كل
يوم صباحا يهاجمني العجز عن الكتابة.
كنت أكتب.
قال لي بعضهم
إنني أكتب "كويس".
كنت أكتب كل يوم.
كنت أقضي ساعات
طويلة أكتب. كتبت
عن السياسة والعالم وفلسفتي الخاصة، رأيي
ونكاتي وقصصي القصيرة ومواقف الحياة.
كتبت عن الشغف
وعن العشق، عن أجسادنا ومتاعب الرأس.
كتبت عن حلم
الثورة، ثم عن الثورة. كتبت
عن الموت وأروقة المستشفيات ورائحة الدم
والغاز. كتبت
عما أرفضه. كتبت
كثيرا.
عام
2010 واجهتني
ضربة ثقيلة، أصبحت بعدها عاجزة عن الكتابة.
إن كتبت أحتقر
ما أكتبه وﻻ أهتم إن لم يتم حفظه في ملف.
أظنه ينقل تيهي
الشخصي وﻻ ينقل تفاؤلي العام بالثورة
والناس.
عصبية
أنا جدا. ولدت
عصبية. ﻻ
يوجد أي ممن عاصروني في طفولتي لم يشكو
من عصبيتي. سمعت
مرة صوتي مسجلا وأنا طفلة على شريط من
شرائط التسجيل القديمة كنا نسجلها لنرسلها
لخالي. صوت
حاد وعال يصرخ" إزيك
يا خالوووو!!!!!!!" كإن
النيران مشتعلة في البيت. ما
أذكره أيضا أنني وُلدت غضبانة.
أﻻحظ ما ﻻ يلاحظه
اﻵخرون وأغضب. في
صوري في الصغر نظرات غضب. كانت
الكتابة منفذ. تعلمت
الكتابة والقراءة مبكرا فبدأت أكتب، في
البداية حسب قواعد الكتابة كما أقرأ ثم
تعلمت وجوب إلقاء القواعد في سلة القمامة.
لم ينتبه كثيرين
أنني أكتب. لم
أنتبه أنا أنني أكتب إلا بعد ظهور المدونات.
بدأت الكتابة
الطويلة اليومية التي لم أنشر منها أكثر
مما نشرت يطور لي أسلوبا يخرج مني الغضب.
أسخر من السخفاء،
سخريتي قاسية، في الكتابة انتقم لنفسي
ممن سخفوا حياتنا، ممن لقنونا الحياة كما
ﻻ يجب أن تكون. أسخر
من ذكورة الرجال بقسوة، أكتب ما أعجز حتى
أحيانا عن اﻻعتراف به لنفسي بصوت عالٍ.
كنت أكتب وانا
أحس برهبة، كإنني مقبلة على شيء ﻻ نعرف
ما سينتج عنه بالضبط. لم
أخطط أبدا لمقال. مثلما
لم أخطط اﻵن أن أكتب هذه. مثلما
أكتبه بإهمال على صفحة فيسبوك مباشرة
مهددا بالضياع في حال انقطعت الكهرباء
أو انفصل الخط او اصطدمت يدي بالخطأ بزر
ما. ﻻ
أعرف إن كنت ﻻ أهتم لهذه الدرجة لماذا
نزلت دموعي اﻵن.
أصبت
ضمن ما أصبت به منذ 2010 بالعجز
عن الكتابة والتبلد تجاهها، تجاه منفذي
الوحيد فزادت وجيعتي.
ضمن ملفاتي خطابات للأصدقاء لم أرسلها أبدا. كلام عن الثورة والسياسة. كلام عن الجنس والعشق واﻷحلام. كلام عن الطب واﻹدراك وعلوم الدماغ. أغلب ما عليه إرهاصات ﻻ تكتمل ﻷفكار ﻻ تكتمل. ﻷفكار تخشى أن تكتمل.
كنت أريد أن أنشر ما كتبته عن صديق فقدته. كنت أريد أن أكتب عن أصدقائي واحدا واحدا. كنت أريد أن أكتب عن العيش مع اﻷشباح، عن لحظات ما قبل الموت، عن اﻷفلام والكتب التي أحبها، عن وسادتي، عن قراءة رواية لكاتب تعرفه، لكنني نضبت. لم يعد ما أكتبه كتابة. صار شيئا ممسوخا. ربما أعود أكتب. ربما ﻻ. ربما تحول الغضب لدموع فما عاد هناك معنى للكتابة. كتابة الولولة أسوأ أنواع الكتابة.
أنا في انتظار طريقة أو طريق. أسير في اتجاه عله يقود لشيء ما. أعرف تدريبات لمن يكتبون ليعودوا أو يبدأوا الكتابة، لكن أحدا ﻻ يعرف تدريبات لكي تعيد شغف الكتابة. أتدرب فربما يعود الشغف وربما ﻻ. حتى إحساس لوحة المفاتيح يبدو غريبا، ظهور الكلمات أمامي يبدو غريبا. أشعر بتعب يتسلل من عنقي إلى الظهر.
دائما ما أردت أن أكتب بلا هدف. لم أشتق لنشر مدونتي، ﻻ أشعر بشيء معين تجاه رؤية اسمي مطبوعا. كنت فقط أكتب وكان هذا يسعدني. اﻵن حين أكتب يبكيني ذلك لسبب ما وأشعر بوجع في مكان مجهول وأتذوق دموعي.
أحدهم استاصل جزء مني.
ضمن ملفاتي خطابات للأصدقاء لم أرسلها أبدا. كلام عن الثورة والسياسة. كلام عن الجنس والعشق واﻷحلام. كلام عن الطب واﻹدراك وعلوم الدماغ. أغلب ما عليه إرهاصات ﻻ تكتمل ﻷفكار ﻻ تكتمل. ﻷفكار تخشى أن تكتمل.
كنت أريد أن أنشر ما كتبته عن صديق فقدته. كنت أريد أن أكتب عن أصدقائي واحدا واحدا. كنت أريد أن أكتب عن العيش مع اﻷشباح، عن لحظات ما قبل الموت، عن اﻷفلام والكتب التي أحبها، عن وسادتي، عن قراءة رواية لكاتب تعرفه، لكنني نضبت. لم يعد ما أكتبه كتابة. صار شيئا ممسوخا. ربما أعود أكتب. ربما ﻻ. ربما تحول الغضب لدموع فما عاد هناك معنى للكتابة. كتابة الولولة أسوأ أنواع الكتابة.
أنا في انتظار طريقة أو طريق. أسير في اتجاه عله يقود لشيء ما. أعرف تدريبات لمن يكتبون ليعودوا أو يبدأوا الكتابة، لكن أحدا ﻻ يعرف تدريبات لكي تعيد شغف الكتابة. أتدرب فربما يعود الشغف وربما ﻻ. حتى إحساس لوحة المفاتيح يبدو غريبا، ظهور الكلمات أمامي يبدو غريبا. أشعر بتعب يتسلل من عنقي إلى الظهر.
دائما ما أردت أن أكتب بلا هدف. لم أشتق لنشر مدونتي، ﻻ أشعر بشيء معين تجاه رؤية اسمي مطبوعا. كنت فقط أكتب وكان هذا يسعدني. اﻵن حين أكتب يبكيني ذلك لسبب ما وأشعر بوجع في مكان مجهول وأتذوق دموعي.
أحدهم استاصل جزء مني.
1 Comments:
شرعية سهم الباحة التابع لشركة الباحة
إرسال تعليق
<< Home