عنف منزلي
اعتدت رؤية الكدمات الزرقاء هنا وهناك، خصوصا في النصف الأسفل من جسدي. أحيانا أتذكر كيف أصبت بها وأحيانا أفاجأ برؤيتها، إذ أنني كثيرا ما أصصدم بالأثاث والأبواب، حتى تلك الثابتة في مكانها قبل سنوات. في السنوات الأخيرة زادت مسألة الاصصدام والتخبط اليومي تقريبا، والغيظ وركل الأثاث ولكمه. وصل الأمر لجروح، أكتشفها أحيانا وأحس بها أحيانا، الشهر الماضي اكتشف "ياء" جرحا طويلا ليس بالبسيط أسفل ظهري جراء واحد من تلك الحوادث. مازال يفزع حين يرى إحداها. كنت منذ فترة طويلة أيضا أسقط المشروبات على ملابسي إذ إما أصدم الزجاجة أو الكوب بأسناني أو أميلها قبل وصولها إلى شفتي ببضعة مليمترات، كنا نتضاحك وأقول إنني لم أتعلم بعد التصويب على فمي. في الفترة الأخيرة حدث تغير نوعي جديد، إذ تعددت مرات اصصدامي بأشياء في الوجه، خاصة صدمي لنفسي بما أمسكه في يدي. وهو على ما أظن نقص مزدوج في الإدراك. أشعر بإنني خرقاء تماما. قبل شهرين كنت أرفع سماعة الهاتف فصدمتها بقوة مازالت تؤلمني حتى الآن كلما تذكرتها في عظمة الخد أسفل عيني مباشرة. ساعة كاملة من المكمدات والألم الشديد والزرقة ليومين (كيف يحتمل الناس كل هذا الضرب في الوجه يا ربي؟). كيف اتجهت سماعة الهاتف إلى خدي؟ ليس لدي أية فكرة. لماذا كنت أرفعها بكل تلك القوة؟ لا أدري. بعض الإصابات الخفيفة على أيام متفرقة، ثم أول أمس، وبينما أفتح باب البراد، مررته بكامل قوته على جانب أنفي محدثة جرحا واضحا. أفكر إنني فقدت جزءا من تركيزي أو ربما من إدراكي للحيز المكاني الذي أشغله ونسبته للأثاث وهي مهارة نكونها في حوالي سن العام ونصف. أسوأ ما في جرح الأنف إنك تراه طوال الوقت – ومعه تذكرت شيئا آخر تطور بخصوص اختلاف وجهات النظر بيني وبين الأثاث والأبواب: لقد كففت عن ركلها وضربها ولعنها أصبحت لا أفكر فيها بعد أن أصطدم بها، وأحاول علاج الصدمة . لقد كففت أخيرا عن لومها على حوادثي الصغيرة الخرقاء.