الخميس، يونيو ٣٠، ٢٠٠٥

خلق الله المرأة (2)

خلق الله المرأة
(2)

وفي نفس الملحق – وتحت عنوان: جعلوها مجرمة، تحدث الدكتور سيد صبحي أستاذ الصحة النفسية ودكتور سمير أبو المجد مساعد الطب النفسي بجامعة القاهرة، فقال الأول: ".... فالمؤسف أن نرى المرأة هانت عليها نفسها، فالبعض عاريات ولا خجل ولا حياء فلا هن تعلمن نبل الأخلاق ولا قاعدة صحيحة انطلقن منها... وتدنى سلوكهن (لا أعرف هل يقصد العاريات أم النساء عموماً في هذه الجملة) وتكونت لديهن سلوكيات نفعية تهدف للوصول إلى المال فنرى من تدفع زوجها لسرقة المال العام أو الكسب الحرام وهكذا تتحول من زوجة راضية إلى طمع بلا حدود يزج بها وبزوجها في السجن ... أو سلوكيات اجرامية حاقدة على المجتمع في صورة الاندماج في جماعات معادية لقيم المجتمع ... وبعضهن أصبن بثقافة تتسم بالصراع (لا أعرف كيف "يصاب" الانسان بثقافة؟؟) وتستخدم العنف سلوكاً وفعلاً لتحقيق أغراضهن فهناك من تقتل زوجها أو تحرض عليه وأخريات لجأن لسلوكيات انسحابية ..." ثم يكمل: "كيف توحش الحمل الوديع؟ والاحابة لا يجب أن ينتظر نبتاً صالحاً بلا بيئة أسرية تعرف حدود الله، فما يحدث من اضطرابات في سلوك الرأة هو نتاج عدم التربية منذ نعومة الأظافر ...."
وسأعلق على هذه الكلمات أولاً فتحملوني قليلاً قبل أن نعود لمسألة طرف الحكمة في أعلى صفحات الملحق لننظر لخطاب المرأة عموماً:
- - لست أدري لماذا اعتبر الدكتور، في حالة أن السبب في التربية، أن أسباب اجرام المرأة ستختلف عنها في الرجل، ولكن ربما انكشف ذلك من استكمال القراءة فقد رصد الدكتور أول ما رصد نوعان من "الاجرام": عاريات لا خجل ولا حياء – تكونت لديهن سلوكيات نفعية ... إلخ فنرى من تدفع زوجها لسرقة المال العام والكسب الحرام فتتحول من زوجة راضية إلى طمع بلا حدود ...، معبراً عن القيم الأساسية – من وجهة نظره – التي تعجز الأسرة منذ نعومة الأظافر غرسها في المرأة: تغطية جسدها (مع فوارق في المساحة المغطاة من بيئة لأخرى، وقيم "زواجية" يظن أصحابها إنها كفيلة بخلق "زوجة راضية" تتسم بالطاعة، ولا تدفع زوجها المسكين الضحية لسرقة المال العام والكسب الحرام.
وننتقل لحديث الدكتور الثاني وهو طبيب، لنسمع جزءاً أساسياً آخر من خطاب المرأة أيضاً: إذ يقول الدكتور الطبيب – الذي هو الحكيم – من الحكمة – تحت عنوان: الجرائم الشهرية: " … كما يظهر على المرأة حالات شديدة من العنف في صورة مشاجرات قبل الدورة الشهرية فتزداد التوترات والاضطرابات المزاجية والحساسية المفرطة ومعظم جرائم النساء تكون في تلك الفترة …" ثم يكمل "…. وقد تدفع بعض التغيرات البيولوجية التي تحدث للمرأة بعد الولادة إلى مرحلة اكتئاب شديدة تتوهم فيها بأن من الأفضل لها ألا تعيش هي وطفلها في هذا الدنيا فتخنقه ثم تنتحر، وهذا سلوك ينبع من مشاعر متحجرة ويخالف طبيعة الأمومة" وسأطلب منكم أن تتحملوني أيضاً في تعليقي على هذا الموضوع لأني حاولت أن أختصره باستعجال فلم أفلح.
الطب – مثل الكثير من مجالات العلوم الطبيعية والاجتماعية – يسير على صرعات – موضات بلغة الشارع أو توجهات من عصر لعصر. وعصرنا هذا في الطب هو عصر "الكيمياء". واسمحوا لي أن أعطيكم فكرة سريعة عن مسألة الكيمياء تلك:
تركز الطب لمدة طويلة على كشف وظائف الأعضاء وعلاج الأمراض من خلال هذه المنطقة، ثم بدء الطب – خاصة مع تزايد الأبحاث على المخ – في كشف معجزة الجسم البشري، وهي أن هذا الجسم بالغ التعقيد يدار في الحقيقة بمجموعة من التفاعلات الكيميائية عن طريق مجموعة معجزية من المواد الكيماوية معظمها بروتينية – من انزيمات وهرمونات ونواقل عصبية – وكشف الانسان عن تكوين بعضها – وأقول مجرد تكوين بعضها ولم يكشف عن أكثرها، ومن الأشياء الطريفة التي تستطيع فعلها في وقت فراغك هو أن تحاول عد المرات التي تتكرر فيها كلمة "وظيفتها غير معروفة" أو "يظن أن هذه المادة هي كذا ..." أو "غير معروف كنهها" في منهج الغدد الصماء “endocrine” المقرر على طلبة الطب (جربي كتاب الدكتور مجدي صبري)، وهو المنهج المعني بوظائف الهرمونات وغيرها من المواد التي تفرزها الغدد، ومن المذهل أن المادة نفسها قد تقوم بعدة أدوار مختلفة تماماً باختلاف مكانها في الجسم ويختلف أدائها حسب موقعها في سلسلة التفاعلات، والكثير من المدهشات الأخرى. ومع هذه الاكتشافات بدء العلماء في اكتشاف ما يرجح – وأقول ما يرجح فقط – أن هذه المواد الكيميائية لها دور في أمراضنا العقلية والنفسية، فخلل الدوبامين في الدماغ مثلاُ قد يؤدي بك أن ترى هتلر يزورك في البيت ليخبرك إنه لم ينتحر إنما هي خطة ليهرب بها وانه جاءك مخصوص لأنهم قد زرعوا شريحة في دماغك ليتجسسوا عليك بها. وهذه قطرة من غيث الاكتشافات الجديدة بشأة الكيمياء
فما مشكلة هذه الصرعة الطبية إذن؟ خاصة وهي تتعامل مع اكتشافات علمية تعد معجزات؟ مشكلتها هي مشكلة كل اكتشافات الانسان – المغرور جداً – وخاصة في هذه الحالة الأطباء، الذين ما أن رأوا نقطة من الصورة حتى زعموا إنهم قد عرفوا كل شيء وعجزوا ورفضوا أن ينظروا للصورة بكليتها، ولأنهم يتعاملون مع الانسان، الذي هو أعقد كثيراً من مجرد تفاعلات كيميائية، فقد ارتكبت مدرسة الطب الحديث مصيبة وهي معاملة الانسان على انه أجزاء وليس كل متكامل ... معنى هذا؟ انك لو اكتأبت فلديك نقص في الناقل العصبي "سيروتونين" (بالمناسبة مادة السيروتونين لم تلفت النظر إليها مراكز الأبحاث أو الجامعات مثلاً، إنما شركات الدواء)، وإذا قلقت فلديك زيادة في حمض اللبنيك، وإذا رأيت هتلر – فمستقبلات الدوبامين لديك معتلة.
وماذا في هذا؟ في هذا فصل لأرواحنا عن أجسامنا، فماذا سيكون شعورك لو دخلت لتشرح للطبيب كيف أن نوبة اكتئاب عنيفة أصابتك بسبب رؤيتك لأمناء الشرطة وهم يضربون واحد من أطفال الشوارع بقسوة (قصة حقيقية) فقال لك إن السيروتونين لديك ناقص؟ وحتى لو لم يقل فسيعاملك على هذا الأساس، نحن نقلق لأننا عاجزون عن التأقلم مع قيم تحبس أرواحنا في قمقم مغلق بمجرد عمليات بيولوجية تنقلنا من يوم لآخر.
أطلت عليكم، ما علاقة هذا بموضوع المرأة: علاقته أن الخاسر الأول بسبب هذا الصرعة هو نفس الخاسر في كل الصرعات الأخرى: المرأة، فقد استنتج كثير من علماء الصرعة الجديدة أن كل مشاكل المرأة التي تختلف عن مشاكل الرجل لابد وأن تنبع من اختلافها "الكيميائي" عنه، وبالتالي فليتلقى الاستروجين والبروجسترون (هرمونات الأنوثة) كل اللوم:
- المرأة تصاب بالاكتئاب قبل الدورة الشهرية بسبب تقلبات الهرمونات
- المرأة تميل للعنف قبل الدورة الشهرية
فهل تستريح المرأة بعد انقطاع الدورة الشهرية؟
كلا، فانقطاعها يؤدي لتدني الهرمونات ويصيبها هذا في نظرهم بما يقترب من الجنون المطبق: فتتكتئب ويتقلب مزاجها وتشعر بالتهديد، ولا تعدم بين الحين والآخر من يقول بين السطور أو فيها أن المرأة بعد الأربعين لا تصلح للوظائف التي تحتاج لاتخاذ القرارات، وما من امرأة تذهب لطبيبها بعد سن الخمسين بأي شكوى مستترة بعد الشئ إلا ويعتبرها أيضاً من بين السطور من مشاكل انقطاع الدورة الشهرية، ومن المآسي الذي يسببها هذا الأمر أن النساء حين يذهبن بأعراض آلام في الصدر بعد سن الخمسين وتفسر على إنها قلق كثيراً ما تكون أعراض قلبية تموت بسببها أعداد كبيرة من النساء بأزمات قلبية كان من الممكن تفاديها أو علاجها، وفي كتابها “The Female Heart: The truth about women and coronary artery disease” تقول الباحثة ماريان .ج ليجاتو أن النساء حين تصبن بنوبات قلبية يرتفع احتمال وفاتهن في الأسابيع الأولى ضعفي ما هو لدى الرجال، وتتوفي 39% من النساء المصابات بالنوبة القلبية الأولى في خلال سنة مقابل 31% من الرجال ولو اجتزن السنة الأولى يبقى احتمال اصابتهن بنوبة ثانية ضعفي ما هو لدى الرجال وتلخص السبب في أن الأطباء ينحون إلى تشخيص ألم الصدر لدى المرأة على أنه نفساني أكثر مما يفعلون لدى معاينتهم الرجال، كما أنهم لا يعمدون غالباً إلى إحالة النساء اللواتي تأتي فحوصاتهن غير طبيعية على مزيد من الاجراءات الطبية – انتهى المصدر. ومع ملاحظة أن الأعراض عموماً مختلفة في الرجال عن النساء ولكن الكتب الطبية ترصد الأعراض "الرجالي" في الأساس (كل القيم في الكتب الطبية هي مستويات الذكر – متوسط العمر والطول والوزن – قوقازي)
هل تشعرون إنني أروج لنظرية المؤامرة؟ اسمحوا لي اذن أن أعود بكم لصرعة سابقة – 60 أو 70 سنة للوراء، حين كانت الفرويدية هي السائدة: الخاسر الأول: المرأة التي عزت كل أمراضها النفسية إلى شيء يسمى حسد القضيب، ويورد فرويد في مقالاته عن سيكولوجية المرأة مثلاً بديعاً حيث يقول إن هذا – حسد القضيب – هو السبب في ولع النساء بري الحدائق بخراطيم المياه. ألعل حسد القضيب هو سبب انتحار فرجينيا وولف ووفاة مي زيادة في مصحة نفسية؟ وكلام آخر كثير فارغ أصبح الآن من العبث التحدث فيه، واليوم توارى حسد القضيب ليظهر حسد الكيمياء، الذي همش المرأة ومشكلاتها في بضع مليجرامات من هذه المادة أو تلك.
مازلتم عاجزين عن التصديق؟ ابحثوا كيف استخدم العلم لاثبات أن السود أقل ذكاءاً من البيض، واستخدم نفس هذا العلم في استعبادهم، ومازال الطلاب السود حتى يومنا هذا يحرزون نتائج أقل في أمتحانات الـSAT في الولايات المتحدة من أقرانهم بسبب اعتقادهم أن السود أقل ذكاءاً على الرغم من احرازهم نفس النتائج في الامتحانات الأخرى التي لا تلحقها سمة قياس مستوى الذكاء.
عودة لكلام الدكاترة وحديثهم المكرر عن جرائم المرأة والتي يفردون نسبة لا بأس بها منها كنتائج لهرمونات موجودة بشكل طبيعي في جسمها وأسأل:
ترى أيهما أكثر دفعاً للمرض النفسي، أن تنقص بضعة هرمونات ما من جسم الانسان العبقرى الذي لا يتناقض بأي حال مع طبيعته وبالتالي فلا يعقل أن تسبب له دورته الطبيعية سوءاً، أم أن تلطمك جريدة الصباح بأنك كالحرباء؟ يا ستار! قبل أن تنزل لتركب الأتوبيس الذي ستتعرض فيه للمهانة لمجرد إنك من الجنس الثاني. أيهما مدعاة لكراهية الرجال: انقطاع الدورة الشهرية أم جريدة رسمية تخبرك بأنك لو كنت امرأة جميلة فستحتاجين لزوج – يضربك؟ فليجرب واحد من هؤلاء الأطباء الأفذاذ أن ينزع شعر عانته بالسكر – لا يوجد خطأ مطبعي – أنا أقصد تماماً ما قلت وسيعرف أن مشكلة المرأة الكبرى في الحلويات وليست في الهرمونات. وهذه ليست نكتة إنها غضبة. لماذا تفعل المرأة ذلك؟ لأن من حق زوجها عليها أن تبدو أعضائها كالمسلوخة ولأنها بشكلها الطبيعي مثيرة للاشمئزاز ولا تحلم – وأقول لا تحلم – 99% من نساء مصر أن يعشن مع أزواجهن بدون هذا الاجراء التعذيبي، والمرأة التي تمتنع عنه – إذا كانت موجودة – ستنعت بالنعوت المهينة كافة من زوجها وأهلها وأهله (نعم، فالموضوع يصل لأهلها وأهله)، فليجرب الدكتور العزيز أن يرتدي حذاء ضيق المقدمة ذو كعب ويكتم نفسه بواحد من تلك الأشياء التي تجعل النساء يبدين أنحف ثم ليستغرق ساعة ليضع المساحيق على وجهه حتى تحرقه عيناه، ثم لينزل الشارع ليتعرض لكل أنواع المضايقات من كل ذكر عابر، وبعدها ليقل لنا أي جزء من كيمياء المرأة يسبب لها الاكتئاب: ساعة واحدة يعشها هذا الدكتور من عمر المرأة وسيلقى بنظريات الكيمياء في المزبلة. ألا يمر في مستشفاه العام على باب دخول النساء فإذا بالمكتوب عليه: "دخول حريم" كأننا كلنا جواري في عصر المماليك؟ وقبل أن تنتطلق أصوات لتتهمني بأنني أتحدث في القشور، فأنا أقر بأنني أتحدث في القشور لأنني واثقة أن معظم القراء مرهفو الحس بما يتعارض مع تجربة حياة المرأة في العمق: فلا أستطيع أن أقول جربوا حضور عملية تشويه جنسي لطفلة (ختان)، جربوا الاستماع لطفلة وهو تروي قصتها وتقول (كنت عاوزة أبقى دكتورة بس دلوقتي بأكره كل الدكاترة)، وكيف نادوا على أم فلان لتمسكها (لأنها بتعرف تمسك كويس) بينما يقطعون جزءأ من لحمها ويضعونه في قطعة قماش ويلفونه على معصمها ليجف. تكفينا القشور، فاللباب يطير الألباب. وبعد كل هذا يحدثنا "الحكيم" عن عنف المرأة الناتج عن تقلب الهرمونات !!!!!!!!!! الهرمونات خلقها الله فأحسن، معجزات في أجسامنا، ولا يصح أن نلقي عليها بما اقترفته أيدينا.
ويكمل الطبيب العزيز أن المرأة تمر باكتئاب قد يدفعها لقتل نفسها ووليدها وهذا نتيجة "التغيرات البيولوجية" بعد الولادة: حدثني يا عزيزي، وإليك بعض التغيرات البيولوجية التي أدعوك لتجربتها على نفسك لو كنت تجرؤ:
1- اطلب من طبيب أسنانك أن ينزع عصب ضرسك بدون مخدر – ساعتها ستعرف لمحة من التغيرات البيولوجية المؤدية لإكتئاب ما بعد الولادة
2- اطلب من طبيب أسنانك – بينما هو ينزع العصب – أن يدفع كرسيك للوراء ويعريك أمام الداخل والخارج، ويدعو من لا تعرفهم لفحص أعضاءك التناسلية حتى دون أن ينظر إليك، ولن أقول يستأذنك، وستطل طلة بسيطة على موضوع الهرمونات
3- جرب أن تسأل طبيبك، بينما هو ينزع العصب بدون مخدر وأنت متعرى أمام الداخل والخارج وأناس لا تعرفهم يضعون أيديهم في جسمك، "هو فاضل قد إيه يا دكتور"؟ واسمعه وهو يقول لك" دي حاجات حسب التساهيل" لتعرف ما الذي يؤدي بالمرأة بالرغبة لضرب وليدها في الحائط، آه وفي النهاية لا تنسى أن تطلب من الطبيب أن يقوم بشق العجان – بدون مخدر أيضاً – ويخيطه وقل لي عن احساسك لمدة ثلاثة أسابيع كلما دخلت الحمام لتقضي حاجة. وأضف إلى هذا أنك في الأغلب بين السابعة عشر والتاسعة عشرة وعليك أن ترعى وليد حديث الولادة بعد هذا الحدث الجلل.
4- قم كل ساعتين لتطعمه ونظف حفاظاته، استمر على هذا لمدة سنة ثم تعال لنتناقش في مسألة الكيمياء.

ان نظرية الكيمياء تشبه قصة رجل دخل على طبيبه مكسور الساق والذراع وفي غاية الألم وبينما هو يتقيأ ويصرخ يسأله الطبيب: "تبدو في حالة مزرية، أهناك ما يضايقك؟ علك مصاب بخلل ما في الهرمونات؟"
كنت أذهب منذ عدة سنوات لطبيب كان يعزي معظم أعراضي لأنها أعراض ما قبل الدورة الشهرية، وكان هذا في الحقيقة يسبب لي اضطراب في الهرمونات فكنت أحس بزيادة كثيفة في هرمون الأدرينالين تدفعني لكي أتنازل عن الأدب وأخبره برأيي الحقيقي فيه.
ومن الغرابة بمكان أن جرائم العنف لدى المرأة – التي يقولون أن معظمها يحدث قبل الدورة الشهرية – لا تعدو ثلث جرائم العنف لدى الرجل، مالنا لا نرى من يتحدث عن مشكلة "هرمونات" الرجل؟ وربما كانت المرأة تعاني قبل الدورة الشهرية من زيادة في نسبة التستوسترون نسبة لباقي هرموناتها التي تنقص، فتطل طلة على دنيا الرجل - الحكيم بالرغم من أن التستوسترون يسبب زيادة العنف في حيوانات التجارب؟ كانت هذه لتكون نظرية طريفة لولا أنني لا أؤمن بنظريات الكيمياء في تفسير السلوك الانساني – بالرغم مما يبدو من صحتها رياضياً
من المؤسف جداً أن تضيق نظرة الأطباء حتى تصل لهذه الدرجة من السطحية، خاصة وقد علمنا جسم الانسان إنه أعقد وأحكم من أن يعمل ضد نفسه، بالطبع قد تسبب أي تقلبات في الجسم سواء في الهرمونات أو في النوم أو في الانزيمات أو في غيرها أمراضاً ولكن هذا لا يحدث إلا في الجسم المريض أصلاً ، فلو أثرت التقلبات الهرمونية على مزاج المرأة فهذا لن يعدو كونه ارتفاعاً أو تحوراً في مرض موجود أصلاً، وأتحدى وأتحدى أن يأتيني شخص واحد بامرأة لا تعاني من أي مشكلات نفسية تشكو من أعراض ما قبل الدورة الشهرية المدعوة، أو امرأة وصلت لسن الخمسين محققة ما كانت تصبو إليه، محاطة بالنجاح والحب، وتشكو من أعراض انقطاع الدورة الشهرية المزعومة. من الحمق أن يفسر طبيبك ألمك عند المشي بأن المشي من الطبيعي أن يسبب ألماً. فالمشي عملية طبيعية ولن تسبب لك ألماً ولا أذاً إلا إذا كانت العضلات ـ أو العظام – قد أصيبت بسوء وهذه قاعدة طبية: العمليات الطبيعية في جسم الانسان تزيد الصحة إلا في حالة المرض (الرياضة مفيدة للعظام السليمة وكارثية للعظام المصابة). لو ظلت نظرة الأطباء بهذه السطحية فما من أمل لأزمة صحية أن تحل، فالمرض ي الصين وأنت تفحص انجلترا!
المزيد: اسمع ما في أحاديث البخاري وباقي الصحاح عن المرأة التي أبوا عليها حتى أن تدخل في رحمة الله .... فالله، الذي هو الله يعايرها بنقصان دينها، ولماذا هي ناقصة الدين؟ لأنها تحيض، ولماذا تحيض، لن الله خلقها كذلك، ثم منعها من الصلاة والصوم وقراءة الكتب المقدسة: الله يا ناس يقول للمرأة: أنت نجسة لا أريد أن أسمع صوتك، لا تتصلي بي في الصلاة حتى تطهري. إنما كيف يخلق الله في المرء شيئاً ثم يعايره به؟ لا تسلني فإلهي مختلف تماماً ... لذا اسأل واحداً منهم، ومعظم الجوامع في العموم لا تحتوى أصلاً على مصلى نساء، والتي تحتوي منها غالباً ما يكون مكاناً صغيراً مكتظاً لا ترى منه الإمام ولا يرى منها شيء، وطبعاً معروف أن الإمامة ممنوعة على المرأة وقد تابعنا النقد المسموم الذي وجه لامامة امرأة لصلاة الجمعة في الولايات المتحدة وبالرغم من محاولات البعض رسم صورة الإله الحقيقي (راجع كتاب دكتور نصر حامد أبو زيد: دوائر الخوف: نقد خطاب المرأة)، فقد أبوا إلا أن يظلوا على ما هم فيه وساءهم جداً أن يحاول أحدهم الدفاع عن الله ودرء هذه التهم الشنعاء عنه.
ونظرة على المسيحية: تحرم المرأة من التناول أيضاً أثناء الحيض ويبالغ البعض بمنعها من دخول الكنيسة أصلاً، وتسمع لذلك تبريرات مضحكة مبكية، كما تحرم الرأة بعد الولادة لمدة أربعين يوماً للذكر وثمانين يوماً للأنثى (ضعف العقوبة) من دخول الكنيسة وتحرم المرأة كذلك من كافة الرتب الكنسية.
لست أدري لماذا يظنون أن الله يهتم بهذه الـ60 مللي من الدم؟ (أجل كل القصة التي تدور حولها كل هذه الملابسات هي 60 مللي من الدم)، وهناك العديد من الناس – رجالاً ونساءاً – يتبرعون بدمهم بما هو أكثر من هذا بكثير، فما هي المشكلة العظمي؟ أم إن هذا دم طاهر وذاك دم نجس؟ أم سنحرم المتبرعين بالدم في يوم تبرعهم من الصلاة؟ ماهي وحدات القياس حتى نفهم؟
العورة في الاسلام تقابلها العثرة في المسيحية، ونفس الأفكار بشأن دثر المرأة بالملابس بالرغم من الخلاف على مساحة التغطية.
أي رسالة نبعث بها لطفلة في الرابعة ونحن نغطيها من رأسها لرجليها كي يرضى الله أن ينظر إليها؟ أي رسالة نبعث بها لطفلة تتفتح للحياة في الثانية عشر ونغلقها نحن في وجهها مفتريين على الله بأنه لا يريدها أن تقربه طالما هي حائض. وبالمناسبة لا يصح أن تدخل الحائض ولا النفساء على المحتضر لأن الملائكة تهرب من المكان. أي هرمونات يتحدثون عنها؟ هل أتوا من كوكب آخر؟
إن نسبة الاكتئاب في النساء تبلغ ضعف نسبته في الرجال، أي إن حوالي 40% من النساء يصبن في فترة ما من حياتهن بالاكتئاب، ولكن المشكلة أن العلماء يسألون السؤال الخطأ، فالسؤال الصحيح هو: كيف تحت هذه الظروف لا تصاب 100% من النساء بالاكتئاب؟ كيف تنجو 60% منهن؟ يبدو أن هرمونات النساء مؤثرة فعلاً!! لولا إني لا أومن بنظرية الهرمونات!!!

خلق الله المرأة

هذه سلسلة مقالات كتبتها وأنا مؤرقة ليلاً أفكر، هي مقالات طويلة وليست من النوع الخفيف، لذا أرجو أن تتحملوني بقراءتها وأن تفيدوني بآرائكم.

خلق الله المرأة
(1)


من المعتاد أن تصدمك جريدة الأهرام بحماقاتها، وتجعلك تتساءل عن نوعية العاملين فيها، ونحن حقيقة لا نقرأها فيما عدا عدد الجمعة – ظروف البحث عن وظيفة – وفي عدد الجمعة الماضي، في أعلى الملحق حيث يفحمنا المحررون بجمل وأمثال أو أقوال من طرف الحكمة في اعلى كل صفحة، كانت هذه هي أقوال الجمعة الماضي:
الصفحة الأولى:
- ما أشق على المرأة أن تكتم سراً (مثل شرقي)
- - المرأة كالحرباء – تتلون كيفما شاءت (مثل شرقي)

الصفحة الثانية:
- انظر الأم وتزوج الابنة (مثل مجري)
- - في الربيع عذراء، في الصيف أم، في الخريف أرملة، في الشتاء زوجة (مثل بولندي)

الصفحة الثالثة:
- اثنان في خطر: النساء والزجاج (مثل شرقي)
- - المرأة الجميلة تحتاج لثلاثة أزواج: واحد ليدفع ديونها وواحد لتحبه وواحد ليضربها
(وكنا قد اشترينا العدد الدولي الذي لا تطبع فيه كل صفحات الملحق فعل هناك "درر" أخرى على باقي الصفحات لم يتسن لنا الاطلاع عليها)

أما لماذا يكتب صحافي مثل هذه الكلمات المهينة (في عصر تمكين المرأة) في أكبر الجرائد اليومية توزيعاً فالعلم عند الله، مع إنه ليست هناك مناسبة – يعني عيد الأم أو مؤتمر ما حول تمكين المرأة أو شيء من هذا القبيل، ربما كان هذا بمناسبة مرور شهر (الجمعة 24 يونيو) على عرس الديمقراطية الذي تم الاحتفال به بالدخلة البلدي؟ لعل السبب خيراً، ربما لإنها نغمة محببة: السخرية من المرأة واتهامها بأنها حرباء.. تتلون .. لا تكتم سراً .. تتكسر مثل الزجاج ... ومسك الختام: تحتاج لمن يضربها، لو كانت هناك أية فئة بدلاً من المرأة في هذه الأمثال لقامت الدنيا ولم تقعد، فلو كتب صحافي مثلاً إن الأطباء كالحرباء لقامت نقابة الأطباء ولم تقعد، ولو كتب هذا عن المحامين لهاجت نقابة المحامين وماجت، أما لو اختار فئة المسيحيين أو المسلمين لقامت القيامة ولم تقعد أيضاً، أما المرأة فالسخرية منها ممكنة ولا بواكي لها.
(يتبع)

NEW LOOK

البلوجر بتاعي أصابته حمى الـنيو لوك بعد ما عيني وجعتني من الخلفية الغامقة وكنت هأحتاج أنا نظارة نيو لوك

يا هتيف المظاهرات

يا هتيف المظاهرات
ليه بتشمت في الأموات
المرحوم السادات مات
مش من قلة الهتافات
كفاية لكل الاتجاهات
هتبوظها الحزبيات
عن جريدة الوعي المصري
وتحية حارة لكاتب الكلمات المعبرة

السبت، يونيو ٢٥، ٢٠٠٥

يوم آخر؟

أقرأ مدونة جيفارا، وأعيد قراءة "إنه – فقط – يوم آخر"، بعد انتهاء ليلة قضيتها ساهرة على الكمبيوتر – أجازة. أحس بالمقال جداً لأنه رائع ولكن لا أحس أنه ينطبق على هذه الأيام بالذات لأني بالصدفة – بعد سنين كثير – بأعمل حاجة بأحبها، ولكن هذا لا يمنع تأثري الشديد بجمالها فأعيد وأعيد. ومن التليفزيون يتصاعد صوت لبناني يصف طريقة وضع "الماكياج" في يوم الفرح وإعطاء العين نظرة أكثر اتساعاً. نظرة أكثر اتساعاً .... هممم ... أحول القنوات دون أن أنظر فيأتيني صوت عمرو خالد يصف مناقب أرض العرب المباركة بالأنبياء والذكر في القرآن، هناك مشكلة في الطبق تؤدي لتقطع صوته، ولكني لا أجد صعوبة في فهم ما يقول، كلمة من كل عشر كلمات والنتيجة واحدة غالباً. أقرأ التعليقات على مقال جيفارا فأجد الشعور واحد: "كلنا هذا الرجل"، وكلها بعض الوقت وأصبح أنا هذا الرجل أيضاً ربما. عمرو خالد يتحدث عن القدس وفتح القدس ويحكي قصة بعاطفية شديدة ... غريبة ... ليس من عادته الكلام في السياسة. الصوت والصورة يظهران ويختفيان. تلفت نظري كلمة جيفارا عن "الميل الرومانسي للانتحار" في آخر اليوم ... أنا فعلاً هذا الرجل الآن كل يوم، لا أشعر بالرغبة في الانتحار إلا على إنها شيء رومانسي جميل، انتهاء الحياة رومانسي وجميل، على عكس الفكرة الشائعة. في فيلم الكرنك تقول زينب في حالة من السكر في أزمتها:" الموت ده ... مافيش حياة ... يعني الواحد يبقى قاعد كدة ... ما يلاقيش حياة بتاتاً"، فكرة رومانسية فعلاً. صوت التلفزيون متقطع جداً... بجهاز التحكم عن بعد أنتقل ثانية ... صباح الخير يا مصر، تقرير بدء فعاليات مهرجان القراءة للجميع .. ولسبب ما فمن فعاليات بدء المهرجان معارض أدوات منزلية وأجهزة وأشياء من هذا القبيل .... همم... لعل هذا لباقي "الجميع" الذين لا يعرفون القراءة وهم خمسين في المية من الشعب والذين لا يريدون القراءة وهم 49% من الخمسين في المية الباقية ... الجملة السابقة غالباً غير صحيحة رياضياً ... ما علينا ... شخص في البرنامج يردد كلمة سوزان مبارك خمس مرات في كل جملة ... أعود لجيفارا فأجد درش قد كتب زجلاً جميلاً جداً تعليقاً على المقالة فأكتشف أن هناك فعلاً 2 درش على المدونات ... واحد منهم لابد أن يغير اسمه ... أضحك على الزجل جداً... في التلفزيون رجل يتحدث عن "المحافظة على بلدنا نظيفة" ... المحافظة، التي هي المحافظة، فعل صيانة، يعني أن البلد نظيفة وهو يريد المحافظة عليها ... شخص آخر يتحدث وخلفه صورة أكبر من الحجم الطبيعي لسوزان مبارك ... بنات يبدو عليهن أثر فقر الدم يؤدين فقرة استعراضية ... الحمد لله ... أغنية لنجاة ... يعجبني جداً الجزء الخاص بالاعلانات في مقالة جيفارا ... نادراً ما يستعمل رجل تعبير التحرش الجنسي لوصف تعلق أنثى به كما يحدث في الاعلان، فهذا الموقف لا يستدعي نادراً إلا أوهام الفحولة فتعجبني الجملة جداً... حقيقي جميل ... وفي الأجازة أقضي كل الأيام على الكمبيوتر ... ساعات كثيرة ... عل هذا أيضاً ... فقط يوم آخر...

الفترة التامنة لسوهارتو

ahmed nasr شكراً لإفادتك بأن الكلمات للشاعر الكبير جمال بخيت وأعتذر عن تأخر التعديل
هذه الأبيات ليست لي (هي أعلى من مستواي كثيراً .... للأسف!)، وللأسف لا أعرف اسم الشاعر، ولا حتى إن كانت لشاعر شهير أم غير معروف، وقد وجدتها على تسجيل قديم لأحد حلقات "عالقهوة" (وهو مجرد تشابه أسماء)، برنامج ابراهيم عيسى على قناة دريم
رجاء من يعرف كاتب الأبيات أن يرسل لي اسمه ليوضع تحت شعره الجميل! استمتعوا بالأبيات المضحكة!، والحدق يفهم : كلاكيت تاني مرة!!!!!!!!
الفترة التامنة لسوهارتو
(للشاعر جمال بخيت)
الفترة التامنة لسوهارتو
حتى ولو متوا أو انهارتوا
الحاكم هو ومين غيره؟
مين يملك في الحكم مهارته؟
الفترة التامنة لسوهارتو

الفترة التامنة دي مضمونة
والفترة التاسعة دي مأمونة
مين انتوا عشان تنتخبونا؟
وتقولوا بدلتوا وغيرتو؟!
الفترة التامنة لسوهارتو

متأني في جميع خطواته
وتاريخي في جميع خطاباته
والشعر المنتوف من باطه
أطيب مالعنبر لطهارته
الفترة التامنة لسوهارتو

متأني ... مش لجل غباؤه
بالعكس ... ده معروف بذكاؤه
ونزاهته هو وأبناؤه
معروفة حتى إن شهرتوا
والفترة التامنة لسوهارتو

إزاي هنفرط وجلالته
قاعد علشان ينهي رسالته
والغايب ... لتشوفوا ريالته
وتكونوا كشعب اتحضرتوا
الفترة التامنة لسوهارتو

الأربعاء، يونيو ٢٢، ٢٠٠٥


.

مذكرات

أنا الذي قتلت نفسي بيدي ست مرات
فحييت ست مرات بدل من أن أمت
أنا من قال أهلي إنني مجنون
وقال أهل ديني أنني خارج عن الدين
وقال الحكماء إنني أحمق
قال الحكيم الأول أن ما بي مرض
وسلط الحكيم الآخر على رأسي الكهرباء لتشفى حالتي المستعصية
فنسيت كل شيء عدا اكتئابي
وقال الحكيم الثالث إنني أسعى للاهتمام، فاهملوه!
وقال الحكيم الرابع أن كيمياء دماغي معتلة
وقيدني الحكيم الخامس إلى العوارض كالمجرمين
أنا الذي كنت لا أرى في الدنيا نوراً
متكوماً في ركن كخرقة بلت
أهرب من رنين الهواتف كما أهرب من الثعابين
أكاد لا أنطق، بل لا أنطق أياماً
أمد يدي خارج البئر فلا أصل
والأيادي الممتدة لي لا تصل
في كل شيء أرى فرصة الموت المريح،
في علبة الدواء،
والطابق الحادي عشر
وسلاح ناري مختبئ في الخزانة
وسكين حاد
وعلبة سموم
كلها جوازات مرور
لحرية روحي الحبيسة!

لقد عدت!
بعد أن ألقيت بهم جميعاً في التنور
حكمائي
وأهلي
وشيوخي
وكل حاملي الحكمة الأبدية
دست عليهم وعبرت ...
إلى الضفة الأخرى!

الثلاثاء، يونيو ٢١، ٢٠٠٥

يا أمة ضحكت

كتب هذا المقال في رمضان الماضي، وباعادة قراءته تبين أن الموقف لم يتغير كثيراً عنه وقتها، حيث ما زالت الأغلبية غير مهتمة بالجعجعة السياسية الدائرة، فيما عدا أئمة المساجد المسيسة التي تدعو لمبارك بطول العمر والبقاء على رقابنا سنيناً عديدة وأزمنة سالمة مديدة ....
أغاية الدين أن تحفوا "الحواجب" يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
(مع الإعتذار للمتنبي)

لقد تغير شاغل الأمة
من الحواجب إلى الحقنة الشرجية
من متابعة أحوال الأمة في الآونة الأخيرة فقد طرأ تغير كبير في اهتماماتها، حيث سقط التنمص (نزع شعر الحواجب لمن لا يعلمون) من موضع الاهتمام واحتلت الحقنة الشرجية المكانة الأعلى في الاهتمام، ومن الممكن التأكد من هذا المقياس من متابعة برامج وأسئلة الفتوى في التلفزيون والجرائد
ومن المتوقع بعد انتهاء شهر رمضان وانتهاء الاهتمام بالحقنة الشرجية معه أن تعود الأمور إلى نصابها وتعود الحواجب إلى موقعها الذي احتلته طوال الفترة الماضية ومن المتوقع أيضاً أن تعود السنتيمترات العارية من بطن روبي إلى الساحة أيضاً.
وعلى صعيد اهتمامات الأمة أيضاً استقر الزواج العرفي في موقعه على المؤشر وهو موقع مرتفع للغاية يدلك على حجم من يمارسون الجنس الذي يعتقدون أنه حرام وهم آمنون مطمئنون بناءاً على كتابة ورقة ونظراً لاختلاف الفقهاء فحتى لو قال واحد منهم إنه حرام فليس من سبيل للتحريم لأن هناك من قال إنه حلال، فطالما هناك "شخص" وإن كان شخص واحد فلا سبيل للتحريم ولو أقسم الباقون كلهم بأغلظ الأيمان إنه حرام. وللأسف ليس هناك حتى الآن من لديه من مفتيينا الأجلاء الشجاعة الكافية لكي يقول إنه "خطأ".
وفي واقعة هامة وإن كانت لن تستدعي الكثير من الاهتمام بسبب ظرف خارج عن إرادتنا وهو إننا أمة ضحكت من جهلها الأمم فقد صدرت فتوى بتحريم اليوجا، ولكن نظراً لأن كل ما نعرفه عن اليوجا هو إنها عبارة عن ناس تقف على رؤوسها فغالباً اليوجا لا بواكي لها.
وما زالت قضية معينة خاصة بزواج عرفي بين فنان "داعية" وابنة عائلة من المثقفين أسفرت عن حمل في طفلة تحتل اهتماماً لا بأس به، خاصة مع اقتراب موعد الولادة والتي أعلنت الأسرة أنها ستكون على الهواء في قناة الحرة – على أننا لابد أن نحذرهم هنا من مغبة "تشويه سمعة مصر" و"تكدير الرأي العام" وهي التهم الجاهزة لأي من يجرؤ أن يقول "كله مش في التمام". ومن النقاط الهامة في هذه القضية بالذات كفارة الإجهاض وهي – لمن لم يسمع الفتوى بعد – دية خمسة بعير والبعير لمن لم يسمع بعد هو الجمل فلو تكرم أحدكم ممن يعرف جمالاً – أي تاجر جمال – أو ممن يقومون بسباق البعير في الصحراء أن يفتينا كم دية البعير إذا قتل خطأ وقرر المالك ألا يبلغ الشرطة ويقبل الدية.
وعلى صعيد المصيبة وكأن مصر لم تلاقي ما يكفيها فقد أفتى أحدهم –يقال أنه نفس أحدهم الذي أفتى بالبعير- أن القانون لو خالف الشرع "فالتعبد هو مخالفة القانون" وذلك في برنامج أصبح من أشهر برامج الفتوى على قناة فضائية وذلك بتاريخ 19 أكتوبر 2004. وإن كنا نود المزيد من التوضيح حول هذا "التعبد" فكما تعلمون فوضى مخالفة القانون في مصر ما زالت غير كافية.
وبشأن تفسير الأحلام الذي ارتفع موقعه على المؤشر جداً فقد أكد الشيخ الحجة في هذا المجال أن على راوي الحلم توخي الدقة ليستطيع تفسير الرؤيا حيث أن الملوخية التي هي بالأرز تختلف تماماً عن تلك التي هي بلا الأرز ولا علاقة لها بتاباً بتلك التي بالأرانب.
وعموماً ما زالت الأمة جائعة لا تجد قوت يومها، كما إنها من جهة الكساء شبه عارية (بالغصب وليس بالموضة) ومازال المرض ينخر فيها وهي أمة في العموم مهانة في قسم الشرطة والمستشفى والمدرسة والمصلحة الحكومية ولكننا سنتفرغ لهذا الأمور البسيطة بعد حل مشكلة الحواجب.
أكيد لو كان المتنبي بيننا الآن لغير رأيه إلى يا أمة ضحكت وضحكت وضحكت وضحكت وضحكت و .................................... من جهلها الأمم – قبل أن تلطم خديها.

الأحد، يونيو ١٩، ٢٠٠٥

كلمات

تعديل المادة ستة وسبعين من الدستور يشبه جملة حيدر باشا حين كان يدخل النادي الأهلى ويقول: "حد يلاعبني طاولة ويتغلب؟"
محمد حسنين هيكل (عن فكري أباظة)

الزوجة: لما الأندلس جميلة كدة ليه العرب خرجوا منها؟
الزوج: ليه سبنا أسبانيا؟ عشان الاستعمار عمل فينا "فرق تسد بأسبانيا"، ولا استني ... استني، ده باين باسبانيا كنا نحنا الاستعمار .... !!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مسرحية "كاسك يا وطن"


والله اليهودى النجس يستحى لمس طرف ثوبى لو رفعت حذائى فى وجهه .. كيف تكون هذه الحالة لديكم .. والله احنا فى رحمة ما بعدها رحمة
عن رسالة نصية لشابة فلسطينية- مقال: حزب الأندروير – جريدة الوعي المصري – 18 يونيو


الأمم التي تقدر أي شيء أكثر من الحرية تخسر الحرية، ولكن المفارقة أنها تخسر أيضاً كل ما قدرته أكثر من الحرية
.............................

السبت، يونيو ١٨، ٢٠٠٥

حراس الزوجات وحراس الحرية

إلى الشخص الذي يعرف نفسه،
لقد سقط اذن الفنان "المغمور" من نظر سيادتك درجات لأنه لم يحرس زوجته و"نام في العسل" بينما هي على علاقة بغيره ونزل المظاهرات، ونفهم من هذا أن زوجة سيادتك باقية في مكانها لأنك لم تقصر في حراستها ولم تنزل في حياتك مظاهرة ولا حملت لافتة، ولا وجهت السباب لأبناء وطنك على الفضائيات وإنما تفرغت لسبهم على صفحات الجرائد ولم تعلن رأي سياسي مخالف ودائما تحت رجلين السادة وبما أنه في الأغلب من يكتب مقالاتك طالب راسب في الصف الخامس الابتدائي – فركاكة اللغة توحي بذلك، فليست هناك شاغلة تشغلك عن حراستها ، أي إنه ليست لديها فرصة للفرار - المسكينة. وأنا أسحب هذا التعليق لو كانت زوجة حضرتك متوفاة أو مريضة وهو ما لا أعرفه فلا يصح التعليق بهاذا الشكل على الموتى الذين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم ولا المرضى الذين نؤجل حتى عداوتنا لهم، ولكن في هذا الحالة فستنزل أنت درجات بتشفيك في انسان كان في لحظة كتابتك للسطور الوضيعة يصارع من أجل حياته، ودرجات أخرى لأن هذا التشفي كان لعقاً لأحذية السادة وليس مثلاً عن مبدأ، فحراستك للمدام كما نعلم تمنعك عن اعتناق مبادئ قد تؤدي بك إلى الاعتراض و بعدها إلى ما لا تحمد عقباه، فلم نرك مثلاً تتشفى في صدام حسين وهو يغسل ملابسه بالملابس الداخلية والتي كان من الممكن أن نعفيك من النزول درجتين بسسببها وننزلك درجة واحدة، وستنزل درجات أخرى لأن مقالك معبأ بالأكاذيب على أناس شرفاء وليس فقط التشفي في الاعتداء عليهم – مخيون وعبد الحليم قنديل وكل حركة كفاية "الحرة" رغم أنفك، وستنزل درجات أخرى لأنك خضت في الحياة الشخصية الخاصة والتي يعف الشرفاء عن الخوض فيها لأنها ملك لآخرين، خاصة إذا كانوا ينوون استخدامها لضرب أعدائهم تحت الحزام، ومن الممكن، وهذا طبعاً ما تجهله، أن يكون الانسان عدواً شريفاً، ولكن هذا يتطلب أن يكون انساناً شريفاً أولاً، وستنزل درجات جديدة لأنك ادعيت أن جبينك يندي من أخلاق أعضاء كفاية، وكلنا نعرف أن جبينك ما عاد يندي ولا يحس، وعموماً الجبين الملتصق بالأرض دائماً يفقد الاحساس بكل تأكيد من كثرة احتكاكه بالأحذية، ولكن المشكلة بعد أن نزلت كل هذه الدرجات أنني اكتشفت أنك كنت أصلاً في قاع السلم؟ فكيف عساك تنزل درجات أخرى؟ آه، في حكم شرعية البنية التحتية نستطيع بالتأكيد أن نمد نفق كبير إلى ما تحت القاع ليتسع لك وللجوقة، فتفضل، أنر الصورة بابتسامتك البلهاء فالتاريخ جاهز ليلتقطها، عفواً، لقد نزلت جداً حتى أن التاريخ لا يراك أصلاً، لقد ظهرت في الصورة مجرد نقطة سوداء، والفنان المغمور أعلى منك بدرجات .... كثيرة ....كثيرة.

الثلاثاء، يونيو ١٤، ٢٠٠٥

ضحايا الاستفتاء مهددات بتلفيق قضايا ضدهن

هذا بيان عنعنة، عن فلان عن فلان، عن بيان على الوعي المصري وهي دعوة لكل المدونين لنشر البيان لنشره بين أكبر عدد ممكن من الناس، ولنفكر كيف يمكن أن تساهم المدونات في التضامن مع ضحايا الأربعاء الأسود المهددين حالياً بالمراقبة والارهاب وتلفيق التهم، في انتظار أي مقترحات
Socrates
الوعي المصري: ضحايا الاستفتاء مهددات بتلفيق قضايا ضدهن !!! ا
من شيماء ابو الخير
:السادة الاعضاء الكرام
اعلن باسمى واسم كل السيدات والفتيات الاتى تعرضن للضرب وهتك العرض يوم الاربعاء الاسود - يوم الاستنفتاء - سواء من كانت متواجدة لعضويتها فى كفاية او تمارس عملها كصحفية او تم الاعتداء عليها دون ذنب اننا جميعا نتعرض لضغط وتهديد من الحكومة المصرية وتهديد مباشر من الامن وزارة الداخلية باعتقالنا او اختطافنا او تلفيق قضايا لنا واهلناواننا مراقبون من يوم الاعتداء وهذة المراقبة تعتبر انتهاك صريح للقانون لانها غير مبررة واننا قدمنا بلاغ الى النائب العام حول هذة التهديدات الا انها زادت بعد الابلاغ واننا نوكد اننا مازلنا نقف على اقدمنا ولن ننكسر ولن يؤثر فينا اى شىء وسوف نظل اصحاب حق ضحايا اقويا وليس ضعفاء واننا نناشدكم ان تقفوا بجوارنا وان تنشروا هذة الرسالة لكل من تعرفوهم حتى يتم فضح هذا النظامشيماء ابو الخيراحد الصحفيات الاتى تم الاعتداء عليهن يوم الاربعاء الاسود
صحفية بجريدة الدستور
جَريدَةُ الوَعْيُ المِصْري الإلكترُونِيَّة
http://www.misrdigital.com/
posted by wa7da_masrya at 8:18 AM
posted by Darsh @ 6/14/2005 01:26:00 PM 0

مشاهد

هذه مشاهد من وقفة الشموع الاحتجاجية أمام ضريح سعد اتركها للتأمل
المشهد الأول بطلته الدكتورة ليلى سويف، فبعد انتهاء المظاهرة وخروج الناس الذي حدث بنظام يدحض كل ادعاءات الأمن عن محدثي الشغب دخل نبيل العزبي مدير أمن القاهرة – مع التحفظ على كلمة أمن – يهشنا لنذهب من أمام الضريح، محاطاً كالعادة بعدد لا بأس به من اللواءات ولم أحصي بقية الرتب فإذا بالدكتورة ليلي الجميلة تقول له صارخة بمنتهي القوة: "انت داخل هنا ليه؟ انت اللي كنت واقف لما كانوا بيقلعوا الستات، أنا شفتك" واستمرت في نهره بنفس الحماسة حتى حين حاول الجميع تهدئتها، وحدث هذا أمام كاميرات التلفزيون والتف الشباب بعدها حوله هاتفين: "حاكموهم حاسبوهم" وقد حافظ الرجل على ابتسامته أمام الكاميرات قبل خروجه من المكان. ناس ذوق ذوق ذوق صراحة. عل هذه تكون كلمتنا كلنا كلما رأيناهم: "انت اللي كنت واقف لما كانوا بيقلعوا الستات"

المشهد الثاني لأيمن نور، فقد فوجئت أثناء وقوفي في المظاهرة بمن يدفعني من الخلف ولما نظرت ورائي وجدت شخصاً من "جوقة" أيمن نور يفسح له الطريق الذي كنت اعترضه بوقوفي، وبعدها أخذ نفس هذا الشخص في افساح الطريق بنفس الطريقة – دفع الواقفين بمنتهى قلة الأدب - منحرفاً في منطقة منه عن الخط المستقيم لكي يجنب أيمن نور الخطو في بعض المياه الموجودة في المكان. وقال له أيمن نور بابتسامة – بتزق الناس الحلوة ليه؟ أهذا ردك يا سيدي على واحد من فريقك يدفع الناس في مظاهرة هم الأساس فيها، وأثناء ما يفترض أنه جزء من دعايتك لنفسك للترشيح للرئاسة؟ فماذا ستفعل بنا لو انتخبناك؟ وبالمناسبة نفس الأمر حدث في مظاهرة الأربعاء الأسود أمام نقابة المحامين حيث دفعتني جوقة سامح عاشور، لتفسح له الطريق على سلالم النقابة، وقد نظر لي أيضاً بابتسامة حين قلت له من الغيظ: "اتفضل عدي عادي، هو احنا هنعضك؟" وأنا أتساءل لماذا يتواجد لكل مدير في مصر جوقة تفسح له الطريق؟ هل شتقوم القيامة مثلاً لو تصرف مثل أي شخص مهذب محترم وقال لمن أمامه: بعد اذنك؟ خاصة وإن هؤلاء ليسوا حراسة إنما مجرد جوقة نفاق؟ وللأسف تجد نسخة منهم حول كل مسئول أياً كان في مصر. وإن كان سامح عاشور لا يهمني، فأيمن نور كمرشح للرئاسة كما ينوي ونعقد عليه أمل ليكون البديل ولو كان فقط أفضل المعروض وليس لأنه معجزة مثلاً، فأنا أتساءل: هل نزل إلى مظاهرة وهو يتوقع ألا تخوض رجلاه في بعض الماء؟ واذا كان لا يريد الخوض في الماء في مظاهرة فكيف سيسير في شوارع القاهرة التي تمتاز تبادلياً بالحفر والماء؟ أم إنه ينوي السير على نهج رصف الشوارع التي يمر فيها؟ هل تنوي جوقته أن تدفعنا بعد ذلك كلما مر؟ وهل – فرضياً- سيسير على نهج أخينا ويغلق كل الشوارع ليمر سيادته دون أن يضطر لرؤية أي منا؟ أسئلة كثيرة لأن ما رأيته مقلق للأسف ولا ينم عن شخص ينوي التواجد في الشارع، وآسفة ليس من حق أحد أن يدفعني لا جوقة أيمن نور ولا جوقة سامح عاشور ولا أي جوقة، وجرب يا دكتور أيمن الخوض في الماء في الشارع، فهو مسل أحياناً.

المشهد الثالث لمحمد عبد القدوس الساعي دائماً للميكروفون والكاميرا، فقد وجدته في وقت ما من المظاهرة واقفاً تقريباً وحده أمام كاميرا من الكاميرات يهتف، وهذا بالاضافة لاصراره كل مظاهرة على الاذان في موعده ولكنه لم يفعلها في مظاهرة الشموع بالرغم من أن موعد صلاة العشاء حان، ألعله وجد أن الاذان لن يحظي بنفس الاهتمام في مظاهرة كبيرة العدد مثل تلك ولن ترصده الكاميرات؟ أم لعله أذن للصلاة ولكن أحداً لم ينتبه؟ أم لعله أدرك أن كلمة: "حي على الصلاة" تعني "أقبل على الصلاة" كما درسناها في كتب اللغة العربية ولا يصح أن تقال في مكان ويستمر الناس بعدها مكملين ما كانوا يفعلون؟ لعلها أي من هذا ولعل المانع خير

المشهد الجميل الأخير هو مشهد الأطفال حاملي الشموع، وأعتقد أنها المرة الأولى في مصر التي ينزل فيها أطفال لمظاهرة، أمل جميل ومفرح وسط جو الكآبة الذي نعيش فيه

أما الكلمة الأخير بمناسبة مظاهرة الشموع فهو لقناة الجزيرة التي لم تضع الخبر ولا حتى في شريط الأخبار وعرضت تغطية مختصرة في السادسة صباحاً – في الفجر يعني - سلميلنا على الرأي والرأي الآخر ومنبر من لا منبر له و الضمير الصحفي وكل الضمائر التي توزع في برامجكم يميناً ويساراً حين يتهمكم أحد بالهجوم على مصر وسلمي لنا أيضاً على تيسير علوني الذي تدعون أنه كل ما فعله هو السعي لتوصيل الحقيقة مهما كان الثمن، فقد عرفنا أن لكل شيء عندكم ثمن

اختشوا على دمكوا

وقفة الأربعاء الجميلة بالشموع أجرت الدم في عروقنا وأشعرتنا أنه من الممكن رغم كل الاحباط الذي نشعر به أن يقوم هذا المجتمع الذي نام طويلاً لينذر حكامه أنه وإن كان نائماً فهو حي ولم يمت بعد، لعلها تكون فاتحة خير، وإن كان أهم ما في الموضوع هو أن يوم الاستفتاء الأسود والذي ظنوا – لغباوتهم – أن ما فعلوه فيه كفيل بارسال الناس – وبخاصة النساء إلى بيوتهم، قد انقلب في الحقيقة إلى أكبر دعاية ما كان أحد غيرهم يستطيع أن يوفرها، نجح ما فعلوه في هذا اليوم أن يسحب للشارع جزء من الأغلبية الصامتة فقد أعلن النظام للجميع حين كشف عن وجهه القبيح أن الوقوف ضده لم يعد خيار إنما صار مسألة حياة أو موت. هذا بالنسبة للأخبار المفرحة فلننتقل للنكد:
ففي يوم الجمعة التالي عليه قال وزير الداخلية في الصفحة الأولى في الأهرام: "لم تثبت صحة "التجاوزات" (القهقهة من عندي) التي نسبت للشرطة"، وليسمح لي سيادته بأن أقول له: "وانت مالك؟" هذه بلاغات مقدمة للنائب العام ولم ينتهي التحقيق فيها بعد، فسيادتك بتدلي بتصريحات بناء على أي أساس؟" صحيح أن كلنا يعلم أن السلطة القضائية والتنفيذية "في دولة المؤسسات" بالبلدي "فاتحة على بعض" ولكن هذا لا يعطيك الحق أن تسلب النائب العام حقه في هذا الاعلان الهام – والذي نعرف كلنا انه سيعلنه – وعلى أحسن الفروض سيضحي بعدد من المسجلين خطر الذين شاركوا في موقعة الأربعاء الأسود، فنحن لا ننتظر من "دولة مؤسساتكم" لا تحقيق عادل ولا معاقبة للمجرمين الذين تقع أكبر الرؤوس على صدر قوائمهم، ولكنها جريمة أخرى أن يتحدث وزير الداخلية عن تحقيقات ما زالت تجريها النيابة العامة. وبالرغم من صحة البيان لأن ما نطلب التحقيق فيه ليس تجاوزات إنما جرائم، فيجب أن تختشوا على دمكوا شوية، فكيف تكون المتهم والحكم في نفس الوقت؟ كان من المفروض أن يكون التصريح: "لن تثبت التجاوزات التي نسبت للشرطة، لأننا حالياً نعمل على تلفيق التهم لمقدمي البلاغات وارهابهم" نحن نعلم أن وزارة الداخلية (المسئولة عن عرض الملابس الداخلية للشعب على الفضائيات) تعتقد طبعاً أن تعرية جسد بالنسة للاغتصاب الذي يمارسونه في أماكن الاحتجاز يستحق اسم دلع وهو "تجاوزات" وأن كام كسر ليد أو ساق كام مواطن بالنسبة للكهربة في المباحث هي مسائل بسيطة لا تستحق كل هذا الهرج والمرج وكفاية إنهم سابوكو تروحوا. اسمحلي يا سيدي أو لا تسمحلي: استخدام كلمة تجاوزات بالنسبة لما نسب للشرطة "تجاوز" جديد لا يجب السكوت عليه وكفايانا أسامي مخففة لمصائب كبيرة وقد تخصصنا في هذا الأمر، فلنسم الأشياء بأسماءها حتى نبدأ – وأقول فقط نبدأ – في التصرف حيالها. وعلى العموم فهذا التصريح أثبت أننا في نظام لن يجدي فيه "اصلاح" ولا حتى عمرة كاملة، انما يحتاج إلى "التغيير الكامل"، ألم تذهب من قبل للميكانيكي ووجدته يتحدث عن سيارة لا يجدي فيها اصلاح؟ لو كنتم جادين في مسألة "اصلاح" تلك لما كان هذا رد فعلكم على الاطلاق، فما بالكم وانتم غير جادين أصلاً؟

الجمعة، يونيو ١٠، ٢٠٠٥

ذكرى الشهيد

اليوم تهل الذكرى الثالثة عشر لشهيد حقيقي، ليس شهيد من ورق فجر نفسه في بعض الأطفال أو المواطنين العزل، ولا شهيد خائب فجر نفسه في أهل وطنه، ولا شهيد لأنه اغتيل وهويدعو أهل الوطن للجهاد ضد بعضهم البعض واراقة دماء اخوانهم في الانسانية لاختلافهم في العقيدة ولا شهيد لمجرد إنه راح ضحية حادث سيارة، إنما شهيد حقيقي من النوع النادر راح ضحية الجهل والعنف وهو يفتح الطريق للمستقبل
اليوم ذكرى شهيد الرأي الدكتور فرج على فودة
قتلوك يا دكتور فرج فودة، اثنين من الجهلاء ما كان لهم أن يفهموا كلمة واحدة من النور الذي كتبت، تآمرت عليك جماعات ساعية إلى السلطة بالعنف وبسحقنا في الطريق وبتواطئ النظام بالصمت على تجاوزاتهم
كنت صغيرة حين سمعت خبر تفجير جسدك الشريف برصاصات خاصة مستوردة، كنت أصغر من أن انعك يومها، فها أنا انعك اليوم وأنا أعيد قراءة بعض مؤلفاتك، واطمئن فلن يكون كلامك أبداً "كلاماً في الهواء"

الاثنين، يونيو ٠٦، ٢٠٠٥

قال لي قفاعة

سألت قفاعة – وكان - كعادته في كل المقامات - يقرأ أخبار الساعة: – إن البلاد قامت للحداد – متشحة بالسواد – تبكي ضرب المتظاهرين والتحرش بالبنات – فمالي أرى في هذه التجمعات – أعداداً غفيرة من السافرات – ولا أرى إلا اليسير من المتحجبات – أو باللفظ الصحيح من للرؤوس مغطيات – فرد علي قفاعة بغير عجب: - ألا تذكرين عميد الأدب؟ - وما قاله في كتابه الأيام – عن الشيخ الامام؟ - محمد عبده رائد التنوير – الداعي إلى التغيير – حين أصابه الأذى كيف حزن عليه المطربشون – وكاد المعممون، لولا الملامة يرقصون؟ - فعرف طه حسين حقيقة المعممين – مشايخ سافواي المتوافدين – كما قال عنهم في قصيدة شعر – بعد أن أحس بالقهر – هي نفس الحكاية – بنفس النهاية – ابحث عن المظهريين – لتعرف المنافقين – تشمتوا في قامة الشيخ الامام – ألا يتشمتون فيكم يا أقزام؟ - قلت: هي الحقيقة يا قفاعة– مهما كان فيها من بشاعة – وسألته في عجب – ممزوج بالغضب – وأين شيوخ الفضائيات؟ - الذين يفتون في كل الموضوعات – يحللون هذا ويحرمون ذاك – لم لم يحركوا ساكناً أمام هذا الانتهاك؟ - ألا يعلنون في كل تافهة من مناسبة – دون مواربة – أنهم حريصون على الأخلاق التي وصلت للحضيض – في هذا العهد السعيد – فلماذا الآن – انعقد اللسان – فرد قفاعة بلهجة العليم ببواطن الأمور – ومكنونات الصدور: - إن لديهم مشغوليات – ولكل أولويات – فسألته مستنكرة – متحفزة مستنفرة – وما هو هذا الشاغل العظيم – والعمل الكريم – الذي يمنع عن الحق شهادة – يزعمون أنهم يعلوننها بغير هوادة – وفي كل الميادين – وإن كره الكارهين؟ - فرد قفاعة ضاحكاً: ليس من بينها ميدان رمسيس – فكفي عن هذا التهييس – إن منهم من هو جد مشغول – بالحملقة في صدر هيفاء المصقول – ليلعن أباها في الصباح – وكل في سبيل الدعوة مباح – فقلت: ولكن يا قفاعة ألم يصادفون – وهو على قنوات الأغاني يتنقلون – صورة للفتاة الشريفة صارخة "يا حيوان" – في وجه منتهكها الجبان؟ - فإذا بقفاعة مني ساخراً – يتنهد متضجراً: - ليس لديهم وقت لهذه التفاهات – وعلى أكتافهم الكثير من المسئوليات – فهمنهم من يبحث للفيشاوي عن مخرج شرعي – من مأزق الزواج العرفي – بعد أن فشل المخرج الأخير – واستدعى الأمر للخطط من تغيير – ومنهم من في مكة يتعبدون - يؤدون المناسك ويعتمرون – يغفر لهم من ذنوبهم ما قدموا وما يأخرون – وبعدها بالجملة في جدة يتسوقون – الألبسة والمناشف – والسواك والشراشف – وجهاز البنات – من أجهزة وملبوسات – ثم هناك المشغولين والمشغولات – من الداعين والداعيات – بتسجيل حلقات الفضائيات – مدفوعة الأجر – كثيرة الزجر والنهر – لحل مشكلة وقوع الطلاق – للحائض على الاطلاق – وهو في حلقة يقع بكل تأكيد – وفي التالية لا يقع مدعوماً بالاسانيد – وفي الثالثة من نفس الموضوع – والتي تقع غالباً في نفس الأسبوع – يختلف شيخان على الوقوع – أفلا ترين انها مشكلة – ترقى إلى مستوى المعضلة؟ - فقلت له بعناد – وأين مفتى البلاد؟ - ألا يتدخل في كل صغيرة – قبل أن يفتى في الكبيرة؟ - تلطمنا على الحوائط فتواه – بحرمانية لبس البنطلون الضيق للفتاة؟ - وشيخ الأزهر القابع – على رأس أقدم جامع – والذي تخصص في الفتاوى السياسية – والاجراءات الحكومية؟ - فقال قفاعة فاغراً فاه – لاطماً قفاه – أتريدين أن يتلسن المفتي وشيخ الأزهر على الحكومة؟- أبلهاء أنت أم تهذين محمومة؟ - ألعلك تريدنهم أن يتركوا هموم الأمة – ويتخلوا عن القضايا الهامة – ليهتموا بحفنة متظاهرات – تحرش بهن الأمن على رؤوس الطرقات؟ - ومن يحل المشكلات ويعدد المحرمات؟ - قلت: ولكنهم على الأخلاق يتباكون – ويصرخون ويلطمون – وفي المحك كلهم ساكتون؟ - فرد قفاعة مزمجراً – ومن غباوتي متضجراً – يا هوانم انتن سافرات – كاسيات عاريات – لذا فليس لكن من دية – ولا للحمكن من حرمانية – فقلت: كان منا من للرؤوس مغطيات – وان كن قليلات – وتعرضن للأذية – في يوم عرس الديمقراطية – ولو، قالها قفاعة باصرار – وكاد الأمر ينقلب لشجار – الحكم أن تقرن بيوتكن – تخدمن بعولتكن – والبعل هو المالك – لو تعرفين مآلك – أي انكن من كل الزاويا والتحليلات – عن الدين خارجات – وإلى جهنم ذاهبات – يا فتيات المظاهرات – مثلكن مثل روبي وهيفاء – ومروى ونجلاء – ونون النسوة معظم أهل النار – فلا ضرر ولا ضرار – فقلت لقفاعة إذن عندي سؤال مختلف – علنا فيه لا نختلف – أين مجلس المرأة القومي الهمام – وما رأيه في هذا الكلام؟ - فألقى قفاعة على الأرض بعمته – وخلع بلغته – ورفعها معلناً الحرب– مستعداً للضرب– فجريت من أمامه – لأختفي من قدامه – وهو يجري ورائي رافعاً المداس – متعثراً في الأثاث – صارخاً مهدداً – لاعناً متوعداً – أتسخرين مني يا بنت الملاعين؟ - أهذا سؤال تسألين؟ - أتحسبين قفاعة قليل الحياء – ليقول لك أين المجلس القومي للنساء – افرنقعي من هنا قبل أن أستدعي بلطجية مساجين – ليجعلوا ليلتك طين – أهاتفهم على مائة واثنين وعشرين – وبعدها انت تعرفين – فقلت له من وراء الأريكة – خوفاً من نيران بلغته الصديقة – حنانيك يا قفاعة حنانيك – ما قصدت أن أتغمز عليك – انه ليس سؤال تحت الحزام – ولكنها القافية التي حكمت الكلام.
وهذا ما كان في المنام – حين جاءني قفاعة في الأحلام

<
eXTReMe Tracker
Office Depot Coupon Codes
Office Depot Coupon Codes