السبت، أبريل ١٨، ٢٠٠٩

الردع... كلاكيت عاشر مرة

طيب حد يتعاطف معايا أنا
أنا لم أدن في أي جريمة من قبل ولا أدمنت مخدرات ولا تاجرت فيها ولا اغتصبت واحدة ولا واحد ولا قتلت حد ولا ضربت حد
 ومعظم الناس زيي
ليه عايزين يردعوني ويذيعوا علي الإعدامات على الهوا ولا في مكان عام؟
 كل كام سنة في مصر في ما يسمى بإعلام الموجات تثار مسألة الإعدام علناً عشان "الردع"
 وناس كتير تؤيدها... إيه كمية الغل إل عند البشر دي؟
 الناس عايزة تشوف الناس بتتقتل ليه؟
 "أصلنا شفناهم في غزة، اشمعنى يعني ما نشفش الإعدام؟"
هو فرح يا ناس؟ كون فيه جريمة في غزة يعني ياللا بقى لو منعوا عننا مشاهد العنف هيحصلنا أعراض إنسحاب؟
 اردع الناس إل ناوية ترتكب جريمة، وأكيد منهم الناس إل عايزة تشوف الإعدام، دول أكيد محتاجين ردع لأن عندهم استعداد شديد للعنف وتقبل مرعب ليه - مش تقبل نظري، لأ، ده تقبل عملي، عايزين يشوفوا فعلاً
 لو يوم مثلاً كنت بأعدي ميدان التحرير ولقيتهم بيعدموا واحد أكيد "هأرتدع عن المرور في ميدان التحرير" وهآخد الدائري
 بس افرض عملوا إعدام في ميدان لبنان؟ هأمشي منين؟
 حرام عليكم، أنا مردوعة لوحدي من مشاهد التمثيل في الأفلام، ما بأتفرجش على أفلام عنف، عايزين تردعوني أكتر من كدة إيه؟

إنما بجد، مش ده إل أنا خايفة منه لو نفذوا الإعدام في مكان عام ولا نقلوه على التلفزيون هو إن أنا أضطر أشوفه
 بالنسبة للمكان العام هآخد أجازة عارضة وأمري لله
 وبالنسبة للتلفزيون هأعامل القناة المجرمة إل هتعمل كدة زي القناة الأولى بالضبط، هألغيها خالص
 إنما أنا خايفة على نفسي،
 خايفة الشخص إل ممكن يقتلني وكان عنده شوية "رادع" نفسي عشان عمره ما شاف حد ميت قبل كدة يقايس ويعملها بعد ما يشوف حتى بيتقتل في مكان عام
 خايفة إل ممكن يغتصبني وكان عنده شوية "رادع" عشان بيخاف من العنف لما يشوف عنف القتل يروحوا حبة الردع إل عنده
 خايفة على الناس إل بأحبهم
 وخايفة من كمية التأييد لحفلات الإعدام الجماعية
 كنا طول عمرنا معبئين بالعنف ده ولا دي حاجة جديدة؟ 
 المفروض إننا متعودة أشوف الدم والناس إل مضروبة وإيديها متقطعة إلخ إلخ،
 بس ما أتمناش إن حد تاني يتعود وهو مش مضطر
 لما مجتمع بيفقد خوفه من الدم هيفقد أهم رادع بينه وبين دم الآخرين، وبعدين؟

 الإعدام والعقاب عموماً موضوع كبير، أنا فاكرة مرة كنت بأتكلم مع أجمل مجموعة مراهقات قابلتهم في حياتي ووصلوا في الآخر إن قانون العقوبات المقيدة للحرية والبدنية في واقع الأمر مالهوش فايدة، إنما إحنا محتاجينله عشان نحس إن إحنا قادرين إننا نعمل حاجة، بس النقطة ال فضلت محيراني من وقتها هي الحماسة إل بتاخدنا في البكاء على اللبن المسكوب كحل ما، بمعنى، إل وصل للقتل أكيد عدى على مراحل كتير كان المفروض نكون خدنا فيها خطوات، بس بنفتكر لما نوصل لآخر سكة ونقرر إن المجرم أهه: اعدموه
 ونروح كلنا ننام


<
eXTReMe Tracker
Office Depot Coupon Codes
Office Depot Coupon Codes