الأربعاء، سبتمبر ٢٨، ٢٠٠٥

ونال كلُُ ما استحق

في رأيي حصل "السيد أحمد عبد الجواد" بطل ثلاثية نجيب محفوظ على ما استحقه بمنتهى العدالة، إذ أبت عليه الحياة ألا يكون نصيبه في المرأة سوى أمينة ممسحة البلاط وفراش العوالم


عود ملوخية


جلست فضيلة، والتي يناديها الجيران "أم أشرف" بجسمها المكتنز والجلباب الواسع على الأرض وأمامها المصفاة التي امتلأت عن آخرها بأعواد الملوخية، فضيلة طباخة ملوخية بريمو، يحلف "بملوخيتها" كل من ذاقها، وزوجها "الحاج بيومي" يتفاخر دائماً بملوخيتها التي لا تضاهيها ملوخية أخرى، حتى ملوخية الست والدته ... ألف رحمة ونور

بهدوء وتأني أمسكت فضيلة بعود الملوخية، "تخضه" برفق على باقي الأعواد لتنثر ما علق به من قطرات المياه، وبحالة صوفية تشد أوراقه ورقة ورقة وتلقيها في المصفاة، وعلى ورقة جريدة قديمة تضع الأعواد التي خلت من وريقاتها،
عود وراء عود، حتى تكومت أمامها كومة من أوراق الملوخية، وكومة أخرى من الأعواد

يخرجها طرق الباب عن عملها المقدس الذي تؤديه بتأمل وتأنٍ، ولا تتحرك فضيلة لفتح الباب، ففي القرية الصغيرة، تطرق نساء الجيران الباب ثم يدخلن، أما لو كان رجل فسيصفق ويتنحنح ويقول: "يا ساتر"

وكما توقعت فضيلة، دخلت هنية، جاءت حسب الاتفاق
تربعت هنية على الأرض بجانب فضيلة بعد أن قالت: "اصباح الخير"، مضيفة الألف في أولها والتي تفرق "صباح خير" المدينة عن "صباح خير" القرية، وفضيلة وهنية من قرية لا تقول: "العواف"، إنما تقول "اصباح الخير"

وبعد يسعد صباحك من فضيلة، والتي كانت عندها هنية قد جلست على الأرض وبدأت في "تقطيف" الملوخية مع فضيلة بدون دعوة، وكأنه الأمر الوحيد الطبيعي الذي يجب أن تفعله في مثل هذه الظروف

وبعد الانتهاء من كل الأعواد قال هنية:
يللا بينا بقى يا ختي، لحسن أنا لسة ورايا هم متلتل في البيت
فردت فضيلة:
والنبي أنا مكسوفة منك يا هنية، تاني مرة أهه أتعبك معايا في الحكاية دي في سنة واحدة

فنظرت هنية إليها بعتاب قائلة:
ما تقوليش كدة يا فضيلة داحنا عشرة عمر، من يوم ما اتجوزتي الحج واحنا البيت في البيت وانتوا أهل، طب دانا ولادك أتولدوا على يدي واحد واحد، بس والنبي أنا خايفة عليكي، ما ينفعش كدة، لازم تشوفيلك حل

تنهدت فضيلة:
مانا كل ما أقول للحج يقوللي شوفي روحك، هو فيه واحدة في سنك لسة بتحبل دانت داخلة عالخمسين، أقول في نفسي طب لما أنا داخلة عالخمسين مش تعتقني بقى، الراجل ما بيبطلش وفي الآخر يقوللي داخلة عالخمسين، مااللي في سني دي وعيالها اتجوزوا مفروض تكون استريحت من قرف الرجالة، مش خلاص، خدني صبية وخلفتله عياله، على إيه بقى فراغة العين

مصمصت هنية بشفتيها وقالت:
تقوللي إيه في الرجالة بس والواحدة هتعمل إيه، ما تقوليله تروحي الوحدة؟

فالت فضيلة:
كل ما أقوله الوحدة يقوللي الحاجات دي حرام، ويقعد يقطم فيَ ويقوللي شوفي الستات التانية بتعمل إيه

فردت هنية:
ما خلاص بقى يبقى يستحمل

شهقت فضيلة:
يستحمل؟ دانا لو قلتله إني حبلت تاني كان يدبحني أنا والعيال، ده اللقمة بالعافية مكفية، هو ياختي عايز يعمل لا مؤاخذة زي الناس وأنا ما أحبلش، وما أروحش الوحدة، طب أعمل إيه بس في روحي، 46 سنة ولسة في الهم ده

تنهدت هنية وقالت:
على رأيك ما الواحدة مننا هتعمل إيه، قومي بينا خلينا نخلص

حملت فضيلة جسدها المكتنز ومصفاة الملوخية ونادت ابنتها الكبرى "زينب":
"خدي يا بت خرطي الملوخية على بال ما أقول كلمتين مع خالتك أم محمود

ورد صوت فتاة من الداخل:
"حاضر ياما"

وخطرت المرأتان إلى داخل الغرفة الخالية فوق السطح، ومعها سحبت "فضيلة" بعض الأقمشة القديمة وأخذت هنية بعض أعواد الملوخية التي خلت من الأوراق

استلقت "فضيلة" على الحصيرة القديمة على الأرض، والتي يستعملها الحاج للجلوس على السطح في الليالي الحارة وتدخين الشيشة وثنت ركبتيها وفتحتهما بعد أن خلعت سروالها التحتي، أثناء ما كانت "هنية" ترتب الأقمشة

اقتربت هنية من رأس فضيلة بعطف وقد "لفت" فوطة على شكل مستطيل كبير، وأعطتها لفضيلة:
"عضي على دي"

وإذ جلست هنية بين فخذي فضيلة المنفرجين وبعد أن تخيرت عوداً مناسباً من أعواد الملوخية، وشعرت فضيلة بالعود يبدأ رحلة دخوله إلى جسدها فتوترت عضلاتها للحظة تحسباً للألم الذي تعرف أنه سيأتي،وعضت بقوة على المنشفة الموضوعة بين أسنانها، وإذ شعرت هنية أن ألم صاحبتها قد بدأ، طفقت تهدئها بينما تكمل عملها بدقتها المعهودة:

"خلاص يا ختي، دقيقة وهتكوني صاغ سليم"

دقائق لا يعرف عددها بالضبط لا هنية ولا فضيلة مرت، قبل أن يخرج عود الملوخية، ومعه انقباضات طردت ما كان قد احتل رحم فضيلة في الست أسابيع الماضية

كبست هنية الدم بالخرق التي جلبتها، وأعطت فضيلة كوب من الشاي الساخن، وبعض الأعشاب المسكنة، وأخذتا تتحدثان في المنمنات اليومية، والسؤال عن عريس البنت الكبرى الذي يريد أن يتزوجها ويسافر الخليج، حيث يعمل في البناء، والولد الأصغر الذي ضبطته أمه خلف الزريبة مع أقرانه، وواحد منهم قد أحضر لهم مجلة بها نساء "استغفر الله العظيم" "فعزقته من الضرب" وطردت أصحابه شر طرده

"ولا كنت أسيبهم لحد ما يعمولي الواد؟"
وبعض النميمة ، حتى استطاعت فضيلة الجلوس مستقيمة

"والنبي تعبتك معايا قوي"
"يا ختي ما تقوليش الكلام ده، أنا هأخطف رجلي أطمن عالعيال وآجي أكمل شغل البيت النهاردة معاكي، بكرة هتبقى فل، مانتي عارفة بقى هي أول مرة؟"

"من غيرك كنت هأعمل إيه يا هنية؟ ونعم الجارة والأخت"

وذهبت هنية، وعادت هنية، ودارت فضيلة في البيت ترتب هذا وتعدل ذاك، وإن كانت حركتها أبطأ قليلاً يومها، وتشرف على التفاصيل الدقيقة لحلة الملوخية الشهيرة، وتشهق إذ تضع "الطشة" التي تعدها بالكسبرة في الحلة، وتقراً كلاماً "أبيحاً" على الحلة، فهذا سر ملوخيتها الذي لا يعرفه أحد، ولا يمكن أن تتهاون في صنعتها، مع إنها "بتستحي من خيالها"

وقبل العصر تسمع حشرجة صوت الحاج وقد جاء، وتسمع صوته الأجش من صحن الدار قائلاً:
"الغدا يا أم أشرف"

"عينيا، عملالك النهاردة الأكلة إللي بتحبها، ملوخية"


الخميس، سبتمبر ٢٢، ٢٠٠٥

خرجت ولم تعد*

بأدور على شوية حرية، كانت معايا هنا من شوية، ودلوقتي مش لقياها ... لو حد لقى شوية حرية يا ريت يقوللي، وهأقوله على مواصفاتها بالضبط، أنا قالبة عليها الدنيا بقاللي شوية
يا "شوية حريتي" عودي، وهاعملك كل إللي انتي عايزاه
*هامش:
وأنا بأختار اللون إللي أكتب بيه الإعلان، احترت: هو لون الحرية إيه؟

الأربعاء، سبتمبر ٢١، ٢٠٠٥

احتمال!!

إذا بدا العشب أكثر اخضراراً في الناحية الأخرى، فربما يكون السبب أنه كذلك فعلاً!
If the grass on the other side seemed greener, maybe It's because it really is!

خاطرة

كُلُنا نَعْلَمْ أنَهُ ليْس كُل ما يلمعْ ذهباً ... صَحِيح، بَقَى أنْ نْعرِفْ أنَهُ ليسَ كل ما هو ذَهَبُ .... يَلمَع!

الثلاثاء، سبتمبر ٢٠، ٢٠٠٥

العمر مش بعزقة

لا أحبذ فكرة خروج الرئيس على المعاش، إذ باعتباره استلم "عهدة هذا الوطن" يوم تولى مسئوليته فسيضطر أن "يوْلع" في البلد كلها- لزوم الجرد - يوم خروجه على المعاش، والحقيقة التاريخية المعروفة هي إن الكهرباء في بلادنا "مش مظبطة"، حفظكم الله من مصائب "ماس كهربائي" يولع في "عهدة" هذا البلد
العمر مش بعزقة

الأحد، سبتمبر ١٨، ٢٠٠٥

عبيط أنا ؟... أهبل أنا؟ لأ، أنا بس شكلي كدة

هذا المقال مكتوب لأسباب كثيرة من أهمها "الترزيل" على جريدة الأهرام (وقبل أن أنشره عليكم أرسلته لهم على عنوان الصفحة الالكتروني من باب المزيد من "الترزيل) "

ربع الزوجات المصريات يضربن أزواجهن

كان هذا هو عنوان المقال الذي احتل نصف صفحة أهرامية – صفحة 22 – الجمعة الموافق 16 سبتمبر 2005
العنوان مكتوب ببنط 30 على وجه التقريب ليصفعك حتى لو كان من عادتك التغاضي عن أخطاء الأهرام الفادحة

حين تقرأ/ين هذا العنوان، ما هي استنتاجاتك المبدئية؟
1- ، من بين حوالي العشر إلى خمسة عشر مليون زوجة مصرية هناك 3-4 ملايين امرأة يضربن أزواجهن – الرجال!
(
لما هي الحكاية سهلة كدة أمال إحنا بنتبهدل في الشارع من إللي يسوى وإللي ما يسواش ليه؟)

2- قد يدور في خلدك أيضاً استنتاج آخر: لو إن لك مثلاً 12 زميلة متزوجة في العمل فثلاث منهن متوحشات، ولو كنت رجلاً احذرهن، فمن تضرب زوجها الذي – لو ضربها وطلبت الطلاق سيعتبرها المجتمع مبالغة في الزعل وهتهد البيت – خاف منها جداً، فقد تضربك بسهولة، خصوصاً لو كنت أدنى منها في السلم الوظيفي

(أفكرفي أم أشرف التي كانت تأتيني مرة في الأسبوع لمساعدتي في أعمال المنزل وهي تريني الكدمات على ذراعيها وظهرها والتي احدثها زوجها الذي: "يضربها على طول" كما تقول، ولكن بالأمس زادت الحكاية شوية)

3- وهناك استنتاج آخر هام: الضرب جريمة، وأي جريمة تصل إلى هذا الرقم الشنيع: الربع لابد وأن تكون قد تركت ترتع في مكانها سنوات كثيرة حتى يصل مرتكبوها لهذه النسبة المهولة، وبحسبة بسيطة فهي جريمة أيضاً ضد الاتجاه الطبيعي "للجرائم الآمنة" في هذا الشأن، فضرب الزوج للزوجة "جريمة آمنة"، أما ضرب الزوجة للزوج ففي الأغلب لن يفضي إلى الطلاق فحسب بل إلى نتائج أعمق من ذلك، هذا طبعاً لو قرر الزوج ألا يرد لها الصاع صاعين، فكيف وصلت هذه الجريمة إلى هذا النسبة الرهيبة؟ ثم أن هناك موانع طبيعية لوصولها لهذا الرقم: أن الزوج: الأقوى عضلياً في الأغلب سيمنع الزوجة من ضربه ويدافع عن نفسه – وهو أمر طبيعي فالضرب جريمة استضعاف فأنت لا تفكر في ضرب من يفوقك في القوة إلا إذا خططت خطة محكمة وجعلته ضرب مع سبق الإصرار والترصد: تصطاده وهو غافل عنك: وتعمل عملتك ولو كان هذا هو الحال: ربع الزوجات المصريات يضربن أزواجهن مع سبق الاصرار والترصد!

( لعل العنوان هدفه "الردع" – ردع الأزواج وليس الزوجات – فمحاولات التصدي للعنف الأسري الواقع غالباً من الرجل سواء على الزوجة أو على الأطفال قد باءت معظمها بالفشل، فلماذا لا نستخدم التهديد بأن الزوجات يفعلن ذلك أيضاً فلا تفهم تمهلها عليك على إنه ضعف، بل في يوم ستقوم لتجد نفسك تواجه دراكيولا التي قررت أن تنضم لقافلة الزوجات الضاربات)

قبل أن ندخل في التفاصيل: طبعاً هناك زوجات يضربن أزواجهن، وهناك زوجات "يغتصبن" أزواجهن إن شئتم أيضاً ولا أطلب لرجل تعرض لأي منهما بأقل مما أطالب به لامرأة تعرضت للضرب أو الاغتصاب
الحديث هنا عن المغالطة وخلط الأوراق

عبيط أنا – أهبل أنا ؟

طبعاً: ماهو إللي يحاول يستنتج من عناوين الأهرام المكتوبة ببنط ثلاثين أي حاجة أكيد عبيط وأهبل – وهو في هذه الحالة أنا!

فلننزل إذا حيث الخط الصغير ونقرأ – يا بتوع الإحصاء دلوني: (وما يدور في الطاسة مكتوب بالخط الأحمر)

"أكدت دراسة للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن نسبة تقارب الربع: 21،3 % من الزوجات المصريات يضربن أزواجهن (أهذه نسبة تقارب الربع أم تقارب الخمس يا ضلالية)، فضلاً عن ممارسة كافة أشكال العنف تجاههم (يا ساتر يا رب) سواء كان ضرباً مبرحاً أو قتلاً (يا نهار اسود)"

ثم تتضح المصيبة أكثر
"وأشارت الدراسة التي أعدت من خلال دراسة واقع المودعات في سجن القناطر (هي دي بقى إللي بيقولوا عليها العينة الممثلة؟!) وبلاغات أقسام الشرطة إلى أن 30% من الزوجات يتعدين لفظياً على أزواجهن، وأقرت 45% من العينة أنهن سبق لهن قبل حادثة العنف التي أودعوا بسببها السجن الاعتداء على أزواجهن اعتداءاً بدنياً شديداً"

ما يدور في الطاسة:
1- المصريات كلهن رد سجون؟
2- مؤامرة من اسرائيل لما الأهرام يعتبر سجينات سجن القناطر عينة محايدة ممثلة لنساء مصر، مثل تلك المؤامرة الأخرى التي تعتبر راقصات الفيديو كليب معبرات عن الحركة النسوية المصرية و"تحرر" النساء – على اعتبار يعني أنهم حرانين – في الأهرام برضه؟ اسرائيل دي يا أخي ما تسبش حد في حاله
3- وحتى لو أخذنا الجملة المبهمة: "بلاغات أقسام الشرطة"، هل تصلح أيضاً إضافة عينة مثل سجينات سجن القناطر إلى عينة هذا البحث؟ :أليس هذا ما يسمى في الإحصاء outlier?بادخال عينة بعيدة تماماً عن المتوسط وتكون نتيجته تحرك مؤشر الإحصاء بدون معنى حقيقى بشأن المجموع؟ إلا إذا اعتبرت أن شخصية المجرم معبرة عن شخصيات المجتمع، مع إن الأهرام نفسه يزعل جداً وينحمق لو جرؤ أحد الأمريكان الوحشين على اعتبار منفذي العمليات الارهابية ممثلين لشخصية العرب!

ليه؟ ليه؟ ليه؟
الربع يطلع خمس
والخمس يطلع خمس "مودعات سجن القناطر"
وتنشرها تحت عنوان: الزوجات المصريات
ليه؟

ولسة البقية تأتي: الصفحة مليئة بالابداع المسبوق بـ أ.د. وغالباً تليها: رئيس قسم، وكيل كلية، والقاعدة العامة: احذر كلام العلماء!

التفوق الانثوي من أسبابه!

تحت هذا العنوان – كتب الدكتور محمد المهدي: استشاري الطب النفسي هذه النظرية:
أسباب الظاهرة
: الانتقال من مرحلة تحرير المرأة – التي كان يحلم بها قاسم أمين – إلى مرحلة تمكين المرأة والتي أدت إلى استيقاظ عقدة التفوق الذكورة لدى الرجل فراح يمارس عدواناً سلبياً ضد المرأة، فإن من الملاحظ حالة التفوق الانثوي في السنوات الأخيرة ...

(ما يدور في الطاسة: المشكلة إذن في عقدة التفوق الذكوري وليس التفوق الانثوي لو أخذنا هذه النظرية لآخرها، وما هي بالمناسبة حالة "التفوق الانثوي" التي ظهرت في السنوات الأخيرة؟ أصل أنا ما أخدتش بالي)

ويكمل الدكتور: " ... إلى جانب أن الاستقالال الاقتصادي لبعض النساء أعطاهن شعوراً بالندية والمنافسة للرجل ... فهي تشعر إنها تعمل مثله وربما أكثر ... لذلك ترفض منه أي وصاية وترفض أن يكون له ميزة أو تفوق عليها (لا مالهاش حق والنبي)"

ما يدور في الطاسة:
ما معنى هذا الكلام؟
1- الاستقلال المادي بسبب العمل قد يؤدي أن تضرب الزوجة زوجها
2- رفض الوصاية من الزوج يستتبع معه احتمالات ضربه
3- سبب ضرب الزوج إذن لزوجته هو في الغالب – على نفس النسق – شعوره بالتفوق عليها وإنها غير مستقلة عنه

الجزء التالي سأورده فقط لأنه ذكرني بحوار كدنا نطرد بسببه من مطعم مفتوح في القاهرة في ليلة رمضانية إذ "سخنت" المناقشة في جماعتنا زيادة عن اللزوم

تحت عنوان: والزوج أيضا مسئول عنه كتب الدكتور: محمد صالحين أستاذ الفكر الإسلامي بجامعة المنيا:

"هناك عدة إخفاقات تنتاب الزوج تؤدي بالزوجة إلى هذا السلوك المحرم شرعاً، منها ضعف شخصية الزوج نتيجة اهتزاز ثقته بنفسه لمرض أو عنة جنسية أو ضيق ذات اليد أو عدم كفاءته الاجتماعية للزوجة!"

كان الحوار في تلك الليلة قد اشتد حول ما يجب على الرجال أن يفعلوه لمقاومة "الزحف الأنثوي" فأعلن "ر" (ليس راء بتاعنا، راء غيره، ر بشرطة) بمنتهى الوضوح أن سبب "عصر المرأة القادم " (كما أسماه) هو أن الرجال ما عادوا "يثبتون أنفسهم في الليل" فتركبهم زوجاتهم في النهار، وأكد "ر" أن الرجل لا سبيل له للحفاظ على مركزه إلا اثبات نفسه ليلاً وساعتها لن تجرؤ زوجته – كما قال بالحرف – أن تقول له: ما تجيب هدومك لنفسك!
في مناوشة ليست بريئة تماماً سألته كم "اثبات" يحتاج الرجل كي يحافظ على مكانته؟ أي ما قدر مدة "المريسة" التي يشتريها الرجل لنفسه بعد كل مرة اثباث؟

فوقع "ر" حيث أردت له أن يقع بالضبط وقال: "كل يوم، لابد ألا تشعر زوجته أن هناك يوم يكون موجود فيه في فراشها دون أن يثبت نفسه وأضاف: القاعدة هي: اثبت نفسك في الليل تحترم في الصباح!"

فقلت له أنه سيتلقى الكثير "من عدم الاحترام" في حياته حيث أنه وإن كان في الثانية والعشرين، هذا مع فرضية إنه لن يتعب يوماً أو يعود من العمل راغب في حمام دافيء ونوم فوري بدون أي إيداع جديد في بنك احترامه الذي سيفقده في الصباح، فإن الثلاثين آتية ولا ريب وبعدها الأربعين، وأعتقد أنك لن ترغب، وأقول لن ترغب حتى لو كنت قادراً، في الاستمرار تحت هذا الجلد اليومي المستمر

وبالرغم من غرابة الفكرة بالنسبة لي يومها فقد اكتشفت فيما بعد أنها منتشرة

وساعتها ما دار في الطاسة كان: عن أي علاقة يتكلمون؟ عن أي زواج يتحدثون؟ أهذه هي الحرب الباردة؟ يا سيدي لو نقص قدرك في عيني زوجتك بسبب عجزك جنسياً أو مرضك أو ضيق ذات يدك فقد تزوجت بالتأكيد "الانسان" الخطأ، والعلاقة الذي تبنى على "اثبات النفس في الليل" علاقة لا تستحق "الاحترام" الذي تتلقاه في الصباح


ولئلا ننسى ... ضرب الزوجات أوكي
على الناحية اليسرى من الصفحة تحدث اثنين من العلماء عن أن ضرب الزوجات مسموح به (يعني بعد كل إللي قلناه لسنا بنتكلم إن حد ممكن يضرب حد) بعد إضافة التحابيش المعتادة في مثل هذه المناسبات من: غير مبرح، إلي: للزوجة الناشر ، إلى: هو ضرب للتأديب (طب هو ليه يتجوز واحدة مش متربية أصلاً؟) إلخ إلخ

تاني: ليه؟ يا ناس ليه؟
طيب: هي حرب؟ طب لما هو الضرب بينفع: إذا واحدة متجوزة واحد مش متربي طب ما تضربه هي كمان: برضه ضرب غير مبرح وبعيد عن الوجه ومناطق الجمال، مش المرأة كما يقولون مربية الأجيال؟ والراجل- كما تقول المقولة البلهاء: مش طفل كبير؟ طب فيها إيه لما تربيه هو كمان؟

تساؤلات الهدف منها مش الإجابة، الهدف منها أن نرى إلى أي حد أسقطنا العلاقات ومصممين بكل جهدنا أن نحصرها في "توازنات القوى"

كلهم كووووووووووم وانت كوم

قال الدكتور وائل أبوهندي أستاذ الطب النفسي تحت عنوان: انعدام الفروق أحد أبطاله كلاماً كثيراً عن أن تكوين الشخصية مؤثر في العنف الأسرى إلخ إلخ
ثم أبدع:
"ويبدو – كما يقول د.وائل – أن لدى المرأة في مجتمعاتنا الآن أسبابها المعرفية أيضاً لتضر بزوجها ببساطة، لأنها أقل احساساً بالفرق بينه وبينها، سواء في تحمل المسئولية داخل نطاق الأسرة أو خارج نطاقها"
ركز في إللي جاي:
"كثيرات يخلطن في مفهوم المساواة بين الذكر والأنثى في الحقوق الواجبات بمده من خارج الأسرة إلى داخلها!"

المساواة للشارع مش للبيت؟ يا سلااااااااااااااااام! تساوي مع سائق الميكروباص وزميلك في الجامعة، وبياع الفجل أما أهم علاقة في حياتك فلا تطالبي فيها بالمساواة "وهو يسود عليك"! لأنك بقى يا حلوة لو طالبتي بالمساواة هينتهي الأمر بيكي إنك بدل ما "تنضربي" عشان تتربي "هتضربي"، ترضيها لنفسك دي؟

وعفواً أيها الألفات دالات نقط: العنف الأسري أسبابه كثير ولكن من المؤكد أن انعدام المساواة – في رأينا السقراطي المتواضع الذي لا يسبقه أي حروف ولا نقط – من أهم أسبابه، سواء رجحت كفته لصالح الرجل أو المرأة، باعتداء أحدهما على الآخر أو استسلام هذا الآخر بالكامل وإفناء إرادته في إرادة "الفتوة" رجلاً كان أم امراة
أما العلاقات المتزنة – والتي في نفس الوقت لا تمتهن كرامة الانسان بالانحناء المستمر فهي تلك القائمة بين شخصين متساويين، وحتى لو ابتعدنا قليلاً عن المستوى العاطفي والانساني في العلاقة: فالأنداد أقل اعتداءاً على بعضهم البعض وأكثر احتراماً لبعضهم البعض لأنهم ببساطة ينظرون للآخر على إنه: مساوي، ومساوي معناها: مثلي، ومثلما لا أرضى أنا أن أُضْرَب فلن أَضْرَب! ولن أتعامل مع الآخر على إنه "عيل ناقص تربية" ولا على إنه ملكية أحركها كما شئت، فأرجوكم ابعدوا مفهوم المساواة عن تهمكم الملفقة، ما تتحدثون عنه هو رؤيتكم الخاصة المستقبلية بأن دعاوى المساواة المغرضة لو استمرت فإن المرأة ستأخذ "مركز" الرجل "الحالي" ومركز الرجل الحالي لا يهم مبدأ المساواة في أي شيء إذ أنه مركز قائم على العنصرية وليس على "المساواة"، والهدف من المساواة ليس تبادل الأماكن بين الرجل والمرأة مثل الكراسي الموسيقية، إنما تغيير موضع "الكراسي" بالكلية، فارحمونا، يعني الناس مش ناقصة تخلف!

إلى جهنم وبئس المصير
ما كتب تحت اسم الدكتورة ليلى قطب – رئيس قسم العقيدة الاسلامية بكلية الدراسات الاسلامية جامعة الأزهر، يستحق الانتباه والفحص، وما سأتركه عليه هو: ملاحظة منهجية وليس تعليقاً وأترك التعليق لأصحابه

"الزوجة التي تقدم على هذا التصرف الأحمق عقابها شديد فهي تستحق اللعن، ومعناه الطرد من رحمة الله تعالي فقد صح أن الرسول صلى الله عليه وسلم أكد لعن الله تعالى المتشبهين من الرجال بالنساء ولعن المترجلات من النساء، كما لعن المخنثين من الرجال، بل إنه أيضا لعن الرجل يلبس رداء المرأة ولعن المرأة تلبس رداء الرجل .. فالمرأة التي تقوم بممارسة العنف البدني ضد زوجها ملعونة .. أي مطرودة من رحمة الله"

(تساؤل: ما علاقة الضرب بالتشبه بالرجال؟ هل يعني ذلك أن "الضرب" من سمات الرجال؟ أفيدونا أفادكم الله!)

وتكمل:
"وجزاؤها يوم القيامة يجسده الرسول صلى الله عليه وسلم عندما عُرِجَ به قال: رأيت أكثر نساء أمتي في النار فرأيت نساء عليهن سراويل من قطران وفي أعناقهن السلاسل والأغلال فقلت من هؤلاء يا أخي يا جبريل؟ فقال: هؤلاء المستخفات بأزواجهن التي تقول إحداهن لزوجها: ما أشنع وجهك وما أقبح شكلك وما أنتن ريحك، ألم تعلم بأن الذي خلقه خلقها وهو إله واحد؟ ورأيت نساء قد احترقت وجوههن وألسنتهن مندلعات على صدورهن فقلت له: من هؤلاء يا أخي يا جبريل؟ قال: هؤلاء اللاتي لا يحسن العشرة، ورأيت نساء معلقات من أرجلهن في تنور (إناء كبير جداً) من نار فقلت: من هؤلاء يا أخي يا جبريل؟ قال: هؤلاء اللاتي تشتمن أزواجهن"
فهذا جزاء من (تشتم) زوجها فما بالنا بجزاء من تضرب وتقتل زوجها؟

مدفوعة بفزع شديد بدثت عن هذا الحديث في كتب الحديث الثالية:

صحيح البخاري
صحيح مسلم
سنن ابن ماجه
سنن الترمذي
سنن النسائي
سنن أبي داوود
سنن الدرامي
موطأ مالك
مسند أحمد

وما وجدت إلا الجملة الأولى منه: "رأيت أكثر نساء أمتي في النار" في بعضها
وبشكل آخر في بعضها الآخر: "رأيت أكثر أهل النار النساء وأكثر أهل الجنة الفقراء"

ولم أجد – بالرغم من بحثي بجميع الكلمات – وصف ما ذكرته الدكتورة، لست أدري إن كان هذا خبراً جيداً أم سيئاً

بالله عليكم يا علماءنا، رحمة بنا وبشعب يمكن أن يصدق أي شيء يصدر عن رجل دين: حين تستعملون حديثاً نبوياً لاثبات وجهات نظركم، اذكروا من أين أتيتم به، خاصة لو كان حديث ويل وثبور
قد يكون الحديث موجوداً فعلاً وأنا التي أخفقت في البحث ولكن هذا لا يغير من الأمر شيئاً، لابد أن يلتزم الأكاديميون نظراً لكثرة عدد الأحاديث خاصةَ الضعيف منها بذكر مصدرهم ليتسنى للناس مراجعته، خاصة وأن بسطاء الناس يصدقونكم غير متفحصين، فعلى الأقل للأمانة العلمية: اذكروا مصادركم في أمر خطير مثل الأحاديث والتي يعتبرها المسلمون ملزمة مثلها مثل القرآن الكريم، يا حبذا لو امتنعتم عن استعمال الأحاديث الضعيفة، وتلك المشكوك في نسبها أو متنها والتزمتم بما يطالب به العقلاء من استعمال الحديث مؤكد النسب والمتن وليس أحدهما فحسب
وبعد ... ما تأخدوش الموضوع جد قوي، ده كان هدفه الأساسي الترزيل على الأهرام!!

السبت، سبتمبر ١٧، ٢٠٠٥

جفاف

لا تستعصي عليَ أكثر من ذلك فقد أجدبت
ما كل هذا الضباب؟
أريد أحس
أريد للماء أن ينساب
كفاني من هذا الجفاف ...
كلما أتيت لأطلب
قلت: انتظري لم يحن الوقت
لستِ مستعدة بعد
لم تموتي بالكامل
ما زال هناك نبض حي
وأنا لا أصلح ما فسد
أنا أبني من جديد
وأروح وأجيئ
ولا يمتلكني أحد
ولا آتي بالتوقع
ولا بالترقب
ولا بالتدلل
ولا بالكمد
فإليكي عني
حين يأتي موعدك
سآتي
موعدك كما أراه أنا
آتيك حيناً كل يوم
فلا تتوقعينني كل يوم
ولا يهمني من أنت
فهذا أنا ...

الخميس، سبتمبر ١٥، ٢٠٠٥

حدث الموسم

زملاء الكفاح
يسرنا - بل يكاد يغمى علينا من السرور - أن نقدم لكم أهم حدث تدويني لهذا الموسم - وربما للمواسم القادمة
المدونة التي طال انتظارها
لصاحبها الفنان الفقير زرياب الغلبان
والذي نزل أخيراً على رغبة الجماهير في قراءة أشعاره
كباية شاي بقى - أو أي حاجة تانية بتستعملها في المناسبات إللي زي دي -
واقرا واعمل دماغ

الثلاثاء، سبتمبر ٠٦، ٢٠٠٥

كلها بلاد الله

من يومين كدة، فتحت التلفزيون الساعة خمسة الصبح، فوجدت إعادة لبرنامج: "كلام نواعم" الذي تقدمه قناة إم.بي.سي،
البرنامج يقدمه فريق من المذيعات من جنسيات عربية مختلفة أكبرهن سناً مذيعة مصرية أعتقد أن اسمها معروف لأنها كاتبة أو شيء من هذا القبيل ولكني لا أذكره للأسف
كانت الحلقة مميزة، استضافوا فيها الإعلامية السعودية "رانيا الباز" التي تعرضت للضرب المبرح من قبل زوجها وشارفت على الموت، وتبنت حالتها إحدى الأميرات وكانت محظوظة أن عاد وجهها الذي كان قد تحول لحلبة مصارعة إلى حالته الطبيعية، حكم لها القضاء بأقصى العقوبة ولكنها تنازلت وعفت عن الزوج لأسباب كثيرة ذكرتها وخلصت الشغلانة
ما خلصتش قوي: برنامج "أوبراه" الذي تقدمه المذيعة "أوبراه وينفري" في التلفزيون الأمريكي قام بمناقشة قضية رانيا الباز، وطبعاً ثارت كرامة العروبة وقام كل من عنده شوية عروبة لتسميع كتاب المحفوظات من أول قصيدة: "ما ده بيحصل في كل حتة" لحد مرثية "وهما مالهم بينا" مروراً بمعلقة "المؤامرة" وطقطوقة: "تشويه صورة الإسلام في الغرب"
الطامة الكبرى كانت إن "أوبراه" ختمت الفقرة بقولها: "الحمد لله إننا في أمريكا مش في السعودية"
المذيعة المصرية في برنامج كلام نواعم زعلت قوي من الكلمتين دول، وقالت لرانيا الباز ما معناه:
"هي إزاي تقول كدة؟"
رانيا الباز: "لازم نعترف بالحقيقة، هي السعودية زي أمريكا؟"
المذيعة: "معلش أنا حاسة في كلامك بانبهار بأمريكا وتقدم أمريكا، معلش يعني هي أمريكا دي عمرها كام سنة؟ والسعودية بقى عمرها كام سنة؟"

مافهمتش الغرض من السؤال: "السعودية السعودية يعني عمرها بتاع ميت سنة أو أزيد شوية أو أقل شوية، وأسسها الملك سعود ومازال أولاده المباشرون يحكمون حتى يومنا هذا، أما لو كانت تقصد عمر الأرض فهو نفس عمر أرض أمريكا على ما أظن، ما أعتقدش إن أرض القارة الأمريكية نشأت بعد أرض القارة الأسيوية بكتير، بس اشتميت في كلامها ريحة الحجة الخايبة بتاعة السبع تلاف سنة حضارة، بس معلش، دي إن نفعت مع مصر، أكيد تبقى مسخرة لما تتقال على السعودية
بهذه المداخلة البسيطة المذيعة عايزة تقولنا إن السعودية زي أمريكا، ده إن ماكنتش أحسن من أمريكا، هي مش الشوارع مليانة عربيات "هامر" و"لاند روفر" و"لاند كروزر"؟ هي مش مراكز التسوق مليانة محلات: "لوي فيتون" و"كريستيان ديور" و"شانيل" وكافة أسماء الجادة الخامسة الشهيرة؟ يبقى إزاي بقى السعودية مش زي أمريكا؟
اليومين دول بأحاول أمسك النظريات لأخرها وألعب لعبة عصف ذهني من نوع "ماذا لو"، ولأن السعودية زي أمريكا فلنفترض هذا السيناريو:مثلما يحدث كل يوم في كل أنحاء العالم يوسع زوج أمريكي زوجته الأمريكية ضرباً حتى تصاب باصابات تستدعي ذهابها لغرفة الطوارئ: تلملم الزوجة نفسها وتنزل من البيت، تفتح باب سيارتها وتقودها إلى غرفة الطوارئ
مثلما يحدث كل يوم في كل أنحاء العالم يوسع زوج سعودي زوجته السعودية ضرباً حتى تصاب باصابات تستدعي زيارة لغرفة الطوارئ تلملم الزوجة نفسها وتلبس الخيمة وتنزل من البيت تدور على تاكسي ابن حلال يرضى يوصلها لأنها ممنوعة من قيادة السيارات
بلاش دي، نفترض الزوجتين مش في حالة تسمح لهم بقيادة سيارات أصلاً
كارول ركبت التاكسي وراحت المستشفى
على باب الطورائ جابوا لكارول كرسي بعجل ودخلوها في ظرف دقيقة لتلقي الرعاية الطبية
صفية ركبت التاكسي وراحت المستشفى
على باب الطوارئ قالولها: عندك يا امرأة؟ فين المحرم بتاعك؟ إنت مش عارفة إن الطوارئ ما بتستقبلش حريم من غير محارمهم؟ (ملحوظة: هذه ليست نكتة)
طبعاً لن نعدم من يقولنا: "طب ما تتصل بحد من محارمها؟ هي شغلانة؟" لأ طبعاً مش شغلانة على شرط استيفاء اتفاقها مع الموت إنه يستنى محارمها – بالرغم من إنه ما استناش على البنات إللي اتحرقوا في المدرسة لما مُنِعَت قوات الإطفاء من الدخول لأن البنات في المدرسة بيبقوا من غير الحجاب الشرعي – واتفاقها كمان مع الموت والحياة إن يكون لها محارم ذكور غير الزوج إللي أوسعها ضرباً على قيد الحياة ويكونوا في مكان قريب يسمح لهم بالوصول قبل أن يقضى الله أمراً كان مفعولاً، ده طبعاً بعد النواحي الانسانية التانية إللي متهمش حد إللي هي انتظار انسان مصاب بدون علاج لحد ما ربنا يسهل
كارول اتعالجت
وصفية اتعالجت
كارول راحت تعمل محضر في جوزها إللي عايز قطم رقبته، قالولها تحقيق الشخصية، ادتهلهم وعملت المحضر
صفية راحت القسم تعمل محضر في جوزها قالولها: تحقيق الشخصية يا ست
صفية قالتلهم ما عنديش: "ولي أمري" لم يوافق على استخراجي لتحقيق شخصية (ملحوظة: دي برضه مش نكتة)
كارول قررت تطلق هولاكو إللي هي متجوزاه، وتعيش وحدها من شغلها وأجرها
صفية قررت تطلق دراكولا إللي هي متجوزاه وقانون الخلع يسمح لها بذلك بعد رد ما أمهرها، لقت 9 أعشار أبواب العمل مقفولة في وشها لأنها ممنوعة من 9 أعشار الأعمال بأمر الهيئة ولو ما قدرتش تشتغل مدرسة في مدرسة بنات أو ممرضة ما قدمهاش غير إنها تشتغل خدامة حتى لو كانت قدراتها أعلى من كدة وتقدر تنتج في مجالات أعلى من تنظيف المنازل
كارول مش محتاجة أب ولا أخ ولا أي شخص "يتولى أمرها" ويشيل همها وهي انسان يقدر يشتغل وينتج
صفية ما قدمهاش غير تقعد زي خيبتهم تستنى المصروف إللي بيديهولها "ولي أمرها"
كارول مش هتسمع بعد محنتها دي واحد في التلفزيون بيقول: "ضرب الزوجات حلال"
صفية هتبقى قاعدة في البيت وتتفرج على مبروك عطية وهو بيصحح لبتوع حقوق الانسان: "الراجل إللي يضرب مراته مش راجل متخلف ده راجل عارف دينه"
وواحد تاني يقعد يوضح طرق وارشادات الضرب إزاي، يجوز كانت موضوع الدكتوراة بتاعه، من أول مسألة السواك لحد موضوع العشر جلدات وعدم الضرب في الوجه أو في مناطق الجمال
فتقول صفية: شوف الراجل قليل الدين، ضربني في وشي، مش كان يخللي عنده دم ويضربني في بطني ولا في رجلي، أديك هتروح النار يا عديم الدين
ويمكن زوجة ثانية: هند ولا شيماء ولا نور تسمع إنه الضرب حلال: "طالما مش مبرح" فتحمد ربنا على جوزها إللي عارف دينه كويس وبيضربها كل يوم علقة لكن عمرها ما بتنزل دم ولا تسيب كدمات، أصل جوزها ربنا يوعد كل الزوجات مخبر، وده شغله بقى
وكارول لو بطريقة ما عرفت محتوى البرنامج هتقول الحاجة المنطقية الوحيدة: "الحمد لله إننا مش في السعودية، وإننا في أمريكا"
لكن غير الحاجات البسيطة دي السعودية طبعاً زي أمريكا، هي مش كلها بلاد الله؟



هامش: رد مقدماً: عارفة إن مش كل الرجالة بيضربوا زوجاتهم وعارفة إن ده بيحصل في كل أنحاء العالم، وعارفة إن العنف المنزلي قضية عالمية، إلخ ... إلخ ... إلخ... بس سؤالي: ليه ما بنستناش لما نص الناس تقتل النص التاني وبعدين نقول: "لا دي كدة ما بقتش قضية فردية ولازم نتعامل معاها، ليه لو واحد بس قتل واحد تاني بنعتبر إن فيه جريمة حصلت ولكن في قضايا حقوق الانسان عايزين نستنى لما كل الستات ينضربوا وكل الأطفال يغتصبوا وكل المساجين يتعذبوا قبل ما نقول: "إحنا عندنا مصيبة لازم نفكر فيها"، الفرق بيننا وبينهم مش إن إحنا عندنا وهما ما عندهمش، الفرق بيننا وبينهم هما بيتعاملوا إزاي مع إللي عندهم وإحنا بنتعامل إزاي مع إللي عندنا؟

الاثنين، سبتمبر ٠٥، ٢٠٠٥

ما تزعلش مننا

قرأت ما كتبته إيمان عنه هنا وتعليق سفسطة عليه هنا فسعدت وتذكرت أيضاً ما قيل عنه هنا وهنا ولأن الشيء بضده يذكر ذكرتني السعادة بالحزن لما كُتِبَ عنه هنا وهنا،وهنا فقلت له: ما تزعلش إن إحنا قد كدة مش فاهمينك، مخنا شوية على قدنا وقلبنا أقل من كدة كمان شوية وأنت رحلة عمر ومين هيعرف الحكاية دي عننا أكثر منك؟

الأحد، سبتمبر ٠٤، ٢٠٠٥

هدية خاصة من السماء

فتحت رسالتك على بريدي الالكتروني والتي جاءتني منك رداً على تهنئة عيد ميلاد، فإذا بك يا عزيزي تخبرني بوصول هديتك الخاصة من السماء: ميلاد طفلك المصاب بمتلازمة "داون"، وتطلب مني ألا أبكي أو أصدم
كيف بالله عليك لا أبكي أو أصدم؟ ا
ألا تعلم أن ما ربط بيننا كان ألم وحياة وموت وليس جلسة على مقهى تنتهى بتقسيم الحساب؟ ا
تخبرني أنه ابنك وحظك وأنك ستفعل كل شيء لتضمن له السعادة
وقلبي يوجعني وأتمنى أن تكون هنا لأستطيع أن أفعل أي شيء
نوع من السذاجة أن هناك شيء من الممكن أن يُفْعَل
نوع من الغرور أن هناك ما يمكن أن أفعله
واكتئاب خانق لا أستطيع دفعه
ولا أتمالك نفسي من البكاء
وشعور بارتباط قوي بطفل لم أره ولم أسمع عنه إلا من خلال كلماتك
من أكثر منك قدرة على هذه المهمة؟
وهل لأنك أكثر قدرة تلقى على عاتقك أصعب المهام؟
كنت أظن أن أصعب مهامك قد انتهت وأنك على وشك الاستراحة
وانتظر سماع أخبارك من سعادة إلى سعادة
فإذا بالحياة تفتح لك ذراعيها بالمزيد
ومثلما حَمَلتَ من لا تربطك بهم صلة في أوقات المحن
تحمل جزءً منك إلى الضفة الأخرى
أصدقك إنه جميل
أصدقك أنه محبوب كزهرة ربيع
ومحظوظ
أنك أباه وراعيه
هذا الطفل الجميل
هدية السماء

أسماء

في المكتبة أثناء تصفحي لكتاب عن معاني الأسماء أكتشف أن معنى اسمي هو "الله تَحَنَنْ"، أشعر بفرح ساذج وكأن حمل أي اسم له أي معنى على الإطلاق
رانية أم زينب أم هند أم هيفاء
أسخف ما نحمله - يا سيدي - الأسماء

<
eXTReMe Tracker
Office Depot Coupon Codes
Office Depot Coupon Codes