السبت، نوفمبر ٢٦، ٢٠٠٥

جنية

خرجت الجنية من بين شقوق البلاطة المكسورة في أرضية الحمام، بينما جلست على الأرض برداء الحمام الأبيض السميك، يشبه "الفوطة" ويعوض عجزي الدائم عن تجفيف جسمي جيداً بعد الحمام متسبباً في اصابتي بالبرد والصداع. كان الغضب يبدو على الجنية بشدة، بدا هذا واضحاً بالرغم من إنها كانت المرة الأولى التي أرى فيها جنية، كما أنني استغربت اختيارها للحمام، لم أعرها انتباهاً واستكملت استمتاعي بالبلاط البارد نسبة لجو الحمام المعبأ بالبخار، قلت أنها "ستقضى حاجة" ربما من حاجات الجنيات، ثم تذهب.
طرقت على كتفي:
- إنت يا هانم ا
- أنا؟ا
- أيوة أنت ا
- إيه؟ ا
- إنت السبب إن أنا ما اتجوزتش لحد دلوقتي ا
- أنا؟ ا
- أيوة ا
- طب مش نتعرف الأول؟ ا
- أنا الجنية إللي كان مفروض تصدقي فيها وانت صغيرة ا
- أنا عمري ما صدقت في الجنيات ا
- مانا عارفة، وهو ده السبب إني عمري ما اتجوزت، أنا الجنية بتاعتك، والجنية إللي عمر ما حد بيصدق فيها بتعنس ا
تذكرت أنني لم أحب يوماً قصص الجنيات ولا العفاريت ولا السحر، حتى كتاب وفيلم "هاري بوتر" الذي أغرق الدنيا لم أنجح في اقناع نفسي بمشاهدته – ولا أي جزء منه – ولو من باب الفضول ليس إلا
قلت لها:
- طب وأنا أعمل إيه؟ عمري ما حبيت الجنيات ا
- لازم تعوضيني ا
- إزاي؟ ا
- تديني أول طفل تولديه ا
- الأطفال إللي ما ببحبوش الجنيات، بيكبروا ويبقوا بالغين ما بيحبوش الأطفال، مش الأطفال والجنيات من نفس العجينة السحرية؟ ا
- إنتي فاكرة الجنية زيك؟ الجنية بتعيش للأبد، يعني بسببك ولا هأتجوز ولا هيكون عندي أولاد ... للأبد ا
- طب ما تتسلي في حاجة مفيدة من إللي بيعملوها الجنيات؟ قلت لها وأنا أعزم عليها بسيجارة ا
- شكراً لسة طافياها – قالت – الجنيات مالهمش غير الحكايات ا
- طب ما تحكيلي حكاية، يمكن إللي ما صدقتش فيه وأنا صغيرة أصدق فيه دلوقتي ا
وحكت حكايات عن فتيات جميلات يرتدين ثياباً جرارة ويحضرن حفلات مغرقة في البذخ ويتزوجن أمراء وسيمين ويعشن في تبات ونبات وينجبن صبياناً وبنات
ونمت ... بدون أقراص في تلك الليلة
واستيقظت على بلاط الحمام لأجدها قد رحلت، ولم أعرف إن كانت "عقدتها" قد انفكت وتزوجت أم لا! ا

الخميس، نوفمبر ٢٤، ٢٠٠٥

فرجت يا ولاد ...عندهم دم وزيادة

على باب بنك الدم بالهلال الأحمر علقت لوحات ملونة تزينها عبارات من نوع: "شكراً، دمك أنقذ حياتي" و"الدم الآمن مسؤوليتنا جميعاً" إلى آخر هذا الهراء الذي اتضح إنه لا يعني لأحد شيئاً

يسألني رجل في الصالة الخالية: "عايزة مين حضرتك؟"
أخبره إنني أتيت للتبرع، فيطلب مني الانتظار
يأتيني أحد العاملين ويطرق على باب غرفة الادماء ويوارب الباب قليلاً فألاحظ أن أحداً ما يقوم بمسح الغرفة، يقول الرجل لمن بالداخل: "فيه واحدة عايزة تتبرع" فاسمع صوت عاملة النظافة من الداخل: "لأ، ما ينفعش دلوقتي، تيجي بعد يومين"، أتجاهل الأمر تماماً وأظن أنني أخطأت السمع وأنهم بالتأكيد يتحدثون في أمر آخر
يقول العامل أن الغرفة بها ماء على الأرض وعاملة النظافة تمسحها لذلك فهو لا يستطيع سحب دم اليوم، أسأله عن علاقة الماء على الأرض بسحب الدم وعن الغرفة التي ستستغرق يوماً بكامله ليتم مسحها، يقول لي إنه لا يرضى أن أتبرع بالدم بينما الأرض غارقة بالماء، فأرد بأنني لا أهتم، وأرجوه أن يسحب الدم الآن، فيذهب.

تأتيني ممرضة، لتخبرني أنهم لن يستطيعوا سحب الدم لأن الغرفة يتم مسحها وتنظيفها، أخبرها للمرة الثانية أنني لا أهتم، فتقول: "الأودة ريحتها وحشة"، فأقول: "يا ستي وانت زعلانة ليه، بأقولك أنا موافقة اسحبي الدم وخلصيني"
فتصرح تصريحها الهام: "إحنا قالبين الأودة كلها وقافلينها وبتتنضف وتتمسح عشان وزير الصحة جاي كمان يومين، فمش هناخد تبرعات (عشان ما يشتغلوش فيها ويوسخوها غالباً) لحد بعد بكرة"
(ذهول) أقول: "نعم؟ انتوا معطلين التبرع بالدم يومين كمان (ومين عارف متعطل من قد إيه قبلها) عشان وزير الصحة جاي؟"
لا تعليق منها
"لا مؤاخذة طز في وزير الصحة، ولما ييجي يا ريت تقوليله يا حضرة وزير الصحة: طز فيك"
تقول: "طيب تعالي بالليل وأنا هآخد منك دم" (شوف إزاي، ما أنا كوسة بقى عاشن بأروح هناك كثير)
أخبرها أنني أسكن بعيداً وأنني بالتأكيد لن أعود بالليل ولا في الغد ولا بعد الغد وأسألها بالغل المناسب:
"قوليلي بقى، في رقبة مين كيس الدم إللي ضاع ده وحد كان محتاجه ويمكن حياته تتوقف عليه؟ (على الأقل كما تقول اللوحات المعلقة على الحائط – هأو)
تسألني باستغراب: "مين ده إللي محتاج دم؟ إحنا الحمد لله عندنا دم يكفي وزيادة"
هنا كانت المسألة قد انقلبت من الهزل إلى الكوميديا الغامقة، أصرخ فيها:
"مصر إللي بتحتاج ثلاثة مليون كيس دم في السنة، بتجمع منهم مليون لما يبقى ربنا راضي عننا، بقى فيها دم يكفي وزيادة؟ أنت بتتضحكي على مين؟" (يخبرني أفريكانو في اليوم التالي أنهم لا يقبلون حجز أي مريض في قصر العيني حتى يتبرع أحد له بالدم)
أنصرف، وتنادي عليَ قائلة: "تعالي بعد بكرة وهناخد منك دم"، أرد عليها دون أن أنظر: "ربك يسهل"
(ليست هذه هي الحادثة الأولى من نوعها في الهلال الأحمر، فقد سبق ورفضوا تبرعي بالدم، ذهبت لأتبرع لاحدى قريباتي التي أخبرها الطبيب بعد الجراحة إنها ستحتاج كيس دم لاصابتها بالأنيميا، ولأننا نفس الفصيلة ذهبت لأعطيهم كيس دم، وبعد أخذ وعطاء بين مسؤول المعمل والممرضة أخبرني أن قريبتي لا تحتاج لدم، وبالرغم من تأكيدي له أن الطبيب مر عليها وأنا أزورها وأخبرها أنها ستحتاج لكيس دم، فقد صمم أنها لا تحتاج، فقلت له حسناً، مادمت قد جئت لأتبرع على أي حال فاسحب الدم ، ولو احتاجته كان بها، ولو لم تحتاجه فبالتأكيد ستعطونه لأحد ما ولن تلقونه في القمامة، فرد علي: "لا، تيجي بكرة بقى" - وبالمناسبة احتاجت قريبتي في اليوم التالي كيس دم طبعاً كما قال الطبيب)


أتوجه للدمرداش التي أكره التبرع فيها، أخبر الممرضة أنني أريد التبرع، فتقول: "تذكرة المريض وبطاقتك"، أعلمها أنني لا أتبرع لشخص بعينه، في المقعدين المجاورين امرأة في الخمسين وفتاة في أوائل العشرينات، جاءتا للتبرع للابنة والأخت التي ستجرى جراحة بعد حادثة سيارة، وتلك أصبحت القاعدة، من يحتاج للدم على أقربائه ومعارفه التبرع له – لأنه البنك ماعندهوش دم كفاية
أنسى أن أسأل الطبيب في المعمل إن كان "الدم الفاير" يصلح للتبرع، أم لا


عابر سبيل

لا تَتَوْقَفْ عِندَ الحَدَثِ كَثِيراً
فهو ليْسَ بالأمرِ الجليلْ
هِيَ ذاتِ المَسْرَحِيْة المَكرُورة
فَصْلْ التَشَبُثِ المُسْتَحِيلْ
رُوحٌ،رَبَطَتَها بالحَيْاةِ شَعْرةٌ
قَطَعَها أَوْلُ عَابِر سَبيل

الخميس، نوفمبر ١٧، ٢٠٠٥

اخترناه ... اخترناه

في غمرة اكتئاب الامتحانات
على اكتئاب الانتخابات
مع مجموعة شخصية من الاكتئابات
سمعنا خبر فوز تنينا البمبي بجائزة لجنة تحكيم البوبز
فانشكحنا آخر انشكاح
التنين البمبي
يا... يعيش
يا ... يعيش
يا ... يعيش ... يعيش ... يعيش

الجمعة، نوفمبر ١١، ٢٠٠٥

تخريف الكأس الخامس

ينفع بس تكتب عشان انت حزين؟
سهلة الكتابة بتاعة الهتافات والانشاء
خسارة أن مدرسيى في المدرسة كان يعجبهم ما أكتبه من موضوعات تعبير، ولم أجد شخصاً ليقول لي الصراحة:
ما تكتبينه ... زبالة
حاولت أن أجد كلمة أخرى تعبر عن كتابة الهتافات والمحسنات البديعية وأشباهها
فوجدتها أصدق كلمة
لماذا لم يقل لي أحدهم: اكتبي ما تشعرين به وليس ما يفترض أن تشعري؟

"وطني لو شغلت بالخلد عنه
نازعتني إليه في الخلد نفسي
"
وبعدها اكتشفت أنني لا أومن بالوطن أصلاً

"الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق
"
ثم اكتشفت أنني لا أؤمن بدور الأمومة أصلاً

"كون البادئ
كون البادئ "
كل فروع الحق بنادق
ثم اكتشفت أنني أؤمن بفؤاد حداد و لا أومن بالحق أبو بنادق

"صناعة كبرى
ملاعب خضرا
تماثيل رخام عالترعة وأوبرا
في كل قرية عربية
"
ثم اكتشفت أن رأيي في الثورة – أقصد انقلاب 23 يوليو العسكري - وفي الوحدة العربية لا يناسب هذا الأمل نهائياً

هل كان فرقاً سيحدث لو كتبت في موضوعات الانشاء ما أحسه فعلاً؟ بخلاف أنني سأنقص "نمراً"؟
مؤكد
إذ تبقى الكتابة – المفتوحة للآخرين- خطوة مجازفة
الأمان هو أن أكتب لك موضوع انشاء يسمعك ما تريد أن تسمعه، ويمشي على الرصيف، ونتناقش مناقشة حامية
وصعب أن أختار أن أعبر لك عن نقطة ضعفي ... نقاط ضعفي
أن أكشف لك ذلك الجزء الهش، والمصاب ربما اصابة قديمة تركته لا يحتمل الضغط، وأنا لا أعرف إن كنت ستحتضني أم تسخر مني، أم تلوك مصابي مع أصدقاءك بينما ترتشف فنجان قهوة
تبقى المخاطرة الكبيرة هي أن أكشف لك ذاتي، وليس ما أؤمن به، ولا ما أدافع عنه ولا ما أظنه
تبقى بعيداً عني حتى أسمح لك أن تمس الجرح القديم
أو تلك العاهة الخفية التي ولدت بها، وتؤلمني في صمت
تبقى بعيداً حتى تراني أبكي
لا أقصد تلك الدموع الانفعالية مع مشهد إخراجه مؤثر في فيلم ما، ندمعها ونحن نأكل الفشار، أقصد دموعي التي تأتي من بئر الحزن الذي لازمني طوال حياتي ولا يريد أن يجف
قبل ذلك تبقى بعيدا،ولا أكذبك الحديث، أنا أسعى أن أبقيك بعيداً
ولكن كلنا لنا لحظات نتخلى فيها عن دفاعاتنا
قد تغريني أمسية لطيفة الهواء، بارعة النجوم أن أتخلى عن دروعي وأكشف لك عن جزء صغير من الجرح بينما أستلقي على العشب، غالباً ما أندم بعدها: لماذا كشفت لك عن ضعفي؟ ما حدث يغير علاقتنا بالكامل، ما حدث يضعك في موضع القوة وأنا في موضع الضعف، ولو كنت لا أخاف من أن أكون في موضع الضعف، لماذا تظنني كنت أضع تلك الدروع إذا؟
الثقة الغبية: لماذا تسقط في الفخ كل مرة؟
لماذا لا تصمت، لماذا لا تحتفظ بحقيقتك لنفسك ولا تسعى لتواصل حميمي ما؟
ما قصة الحميمية التي يضج بها الانسان؟
الحميمية هي أن أعطيك سلاحاً تجرحني به، وضماني الوحيد هو ما أعتقده من إنك "شخص طيب" ولن ترضى أن تجرحني
أقابلك في الشارع، أسير معك بعض الوقت، نتحدث في الطقس والأسعار ومتاعب الأولاد، ثم ينتابني الداء الانساني الخاص بالحميمية، الداء الذي ولدنا به منذ جئنا هذا الكوكب البائس، أنا أرى بوضوح أنك تحمل سلاحاً، ليس في ذلك من شك، ولخطأ ما في جينات بني الانسان، لا أرغب – بالرغم من سلاحك – أن أبقي على دروعي، أودك أن تراني كما أنا، وما غير ذلك من العلاقات لا يغنيني ولا يشبعني، لا أرضى بعلاقة تنتهي بوداع في منتهي الأدب: "سررت بلقائك سيدتي، نتمنى أن نراكي قريباً في اجتماع ....." ، فأخلع دروعي بكل بساطة، وأقول لك بكل بلاهة:
"أعتقد أنك انسان طيب ولن تستعمل سلاحك ضدي"
يا للعبط!!!
أي هذيان؟

لماذا أدخلتكم في حياتي؟ لماذا أحببتكم؟ كان يمكن – أيها البشرالمنتشرون في كل مكان بشكل خانق - أن أكتفي بأن أفسح لكم الطريق وأنتم داخلون، وآخذ بأيديكم حين تسقطون، وأقول "سلامتك" حين تمرضون، وأقف في المظاهرة دفاعاً عنكم حين تعتقلون، وعداني العيب
ولا أتوقف أبداً عن مخاطبتكم بـ"حضرتك"
حضرتك موهوب جداً يا فندم
حضرتك خلطت بين هذا وذاك بعد اذنك يا فندم
أعجبني مجهود حضرتك في هذا الموقف
كنت كفء جداً للمهمة التي اختاروك لها
صعبة دي؟
أن أبقي تلك المسافة مكانها وأريحك وأستريح؟
وها أنت الآن تضغط على الجرح القديم، ولكن هذه المرة سأكون شجاعة بما يكفي ولن ألومك مثلما أفعل في كل مرة
لماذا ألومك؟
سأكون أكثر عدالة هذه المرة
هل كنت أنت الذي سعى للجرح أم الجرح هو الذي سعى إليك؟
كان يمكنني أن أصمت
أن أحفظ سري وأسكت
أنت لم تطلب مني أن أكشفه
ولا أنت ادعيت أنك مرحب بكشفي له
لهذا سأحتمل في صمت هذه المرة
حقك

الاثنين، نوفمبر ٠٧، ٢٠٠٥

أهمية أن يكون عبد الكريم


هل كان مهماً أن يكون المدون المعتقل هو عبد الكريم نبيل سليمان؟
ألم يكن ممكناً أن تشاء الأقدار أن يكون أي مدون آخر دبلوماسي وذكي ومحبوب عموماً فنتفرغ لتأييده ودعمه ولا تكون مناقشاتنا: هو بيكتب فكر ولا مش بيكتب فكر؟ وكأن هناك جريمة عقوبتها الشرعية: التعذيب في أمن الدولة!! ا
كان الشامتون سيستحون من إظهار شماتتهم ويحفظون نارها في قلوبهم أو بينهم وبين بعض ... ربما
ما كانت أمن الدولة ستنال "احتراماً" ذكره أكثر من شخص في تعليقاته، وهناك من لم يحترمها فحسب، بل أحبها أيضاً!! ا
كانت المعلقة عند واحدة مصرية ستفكر قبل أن تقول أن بعض التأديب لا يضر أحداً
(يدور في خلدى العشرين ألف معتقل الذي قبض على بعضهم في قضايا عنف، عنف مش فكر ولا مش فكر، ترى أينفع بعض التأديب هنا أيضاً؟ ما جدوى معاركنا مع الآخرين لاقناعهم أن الدفاع عنهم لا علاقة له بما ارتكبوه؟ وأن حقهم كبني آدمين هو العدل والعرض على القاضي الطبيعي؟)
ولهذا... كان مهماً أن يكون عبد الكريم
حتى تظهر كل المشاعر عارية ... كدة على حقيقتها
من يخشون أن يصنع منه أمن الدولة بطلاً وهو ما يستاهلش
ومن يعلنون جهاراً إنه يستاهل
والمتشفون علانية فيما يحتمل أن يتعرض له من تعذيب – ربما تسمع نبرة تمني في كتابتهم – وليس في القبض عليه فحسب
وحقيقتنا: أننا لسنا - كمدونين - على الحياد في قضايا حقوق الانسان كما يبدو، كلا كلا، نحن ندافع عن من "لا يستاهل" ومن "يستاهل" ندافع عنها لئلا يصنع منها المعتقل بطلاً وتبقى مصيبة
مدونون يتحدثون عن "الخط الأحمر الذي لا يجب تجاوزه في فضاء تشدق الغالبية بحريته"
كان لابد أن يكون عبد الكريم
حتى نعرف جزء من حقيقتنا مكشوفاً أمام أنفسنا
وبالمرة نعرف مين مع مين فين بيعملوا إيه

الحرية لعبد الكريم الآن

برودة

أختار ثوباً ثقيلاً للنوم - الذي أعرف أنه لن يأتي - فدائماً ما تكون ليلة الفراق الأولى باردة، الجورب الثقيل لا يدفئ القدمين أبداً، يعجز القلب مهما دفع أن يصل بعيداً بعيداً إلى هناك

الخميس، نوفمبر ٠٣، ٢٠٠٥

اطلقوا سراح عبد الكريم

كتب عمرو
بدأ المدونون المصريون منذ ما يزيد عن العام في تغطية أخبار حركة المعارضة الجديدة في مصر، وتحولوا بقدرتهم السريعة على النشر بدون قيود المساحة، والتوقيت، والحرية التي تفرض على الصحف من العرض والتعليق على أخبار الصحف إلى مصدر للخبر والتحليل بما تنقله الصحافة القومية والمعارضة والقنوات الفضائية عنهم من أنباء وصور، وتعرضوا أثناء اشتراكهم في الاحتجاجات السلمية في أحياء القاهرة إلى الضرب والسرقة، الأمر الذي كان رد فعلهم عليه هو تنظيم المزيد من الاحتجاجات، والدعوة إلى صحافة شعبية نحكي فيها أخبارنا لأنفسنا، والانضمام الرسمي إلى حركات، وتنظيمات، وأحزاب الطيف السياسي المصري، والمشاركة في مراقبة الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وغيرها من أحداث. بينما تتحول المدونات حاليا إلى أداة يستخدمها الناشطون في مصر من حركات التغيير إلى مرشحي الانتخابات التشريعية القادمة، يتعرض واحد من المدونين المصريين إلى تحديد حرياته في التعبير والحركة بالاعتقال.عبد الكريم نبيل سليمان طالب مصري له من العمر 21 سنة. يدرس القانون بجامعة الأزهر فرع دمنهور، وهو ناشط في مجال حقوق المرأة، ومراسل لموقع الأقباط متحدون، بالإضافة إلى كتاباته في موفع الحوار المتمدن، فهو ينشر في مدونته زار ثلاثة من المدونين المصريين عائلة عبد الكريم، الذين أرجعوا سبب اعتقاله إلى آراءه، وإن لم يستطيعوا تحديد إن كانت لمدونته صلة مباشرة بالاعتقال. طبقا لأخيه، فإن لعبد الكريم علاقات متوترة مع جماعات السلفيين في حي محرم بك بالإسكندرية حيث يسكن، ومن المحتمل أن يكون للسلفين صلة ببلاغ أدى إلى اعتقاله.الآن هو الوقت الذي يحتاج فيه عبد الكريم، والمدونون، وكل المستفيدين من حرية التعبير والمدافعين عنها إلى تحرك واسع للإفراج عنه. عبد الكريم، مرة أخرى، طالب في الواحدة والعشرين؛ غير نقابي؛ يعيش في بلد حرية الرأي فيه يكفلها الدستور.

<
eXTReMe Tracker
Office Depot Coupon Codes
Office Depot Coupon Codes