من البلبطة في جردل صغير إلى ثورة التحرير: أختام على القلب
طيب، مادام وجبت، خليني أحكي الحكاية. كنت واعدة نفسي ما أكتبش حاجة شخصية عن علاء ومنال المرة دي وهو في الحبس وأقلد منال من المرة إل فاتت وأبقى عملية. بس أنا عيلة ولما أصطبح على صورة علاء مكتوب عليها "ما تمنعوش الصادقين عن صدقهم" هأعيط وهأرجع في كلامي ومش هأعمل جامدة وعملية وناشطة وعمل أهلي والليلة دي.
علاء أصغر مني بخمس سنين. أول ما عرفته كان أصغر مني بأكتر من كدة بكتيروده مفهوم. إل جمع بيننا ومجموعة كبيرة تانية من أجمل ولاد وبنات مصر وكأنهم لقوا بعض في الزحمة كان ظهور المدونات. الكلام ده في 2004 – 2005، لما كانت المدونات زينة الكتابة المصرية وكان التدوين مأخوذ بجدية شديدة والمناقشات علي التدوينات مأخوذة بجدية أشد، أيام ما كانش حد من المجموعة المدوِنة الصغيرة يجرؤ يكتب تعليق قبل ما يقرا التدوينة بالكامل ويدرسها، من جهة لأن الناس كانت واخدة الموضوع بجدية ومن جهة تانية لأنه عارف إنه لو كتب من غير ما يفكر هيتفرم بعدها بعون الله ، ده كان قبل ما التدوين لا مؤاخذة ما "يلم" وكل واحد معدي يقراله سطر في تدوينة يلاقي إنه الواجب عليه يكتب أي كلام في أي حاجة عن أي حاجة دارت في مخه وهو بيهرش مصحوبة بالسباب المناسب لمكان الهرشة واترشقت المدونات بالأرازل إل بياخدوا على عاتقهم مضايقة مدونين بعينهم لأسباب شخصية بحتة وتحيزات وتعصب.
بدأ علاء ومنال وقتها الاهتمام بالمدونات كوسيلة للإعلام الشعبي والعمل السياسي ودعموها فنياً بوسائل متعددة منها وربما أهمها "جردل منال وعلاء" إل جمع كل التدوينات التي نُشِرت على كل المدونات وكانت تظهربشكل يومي تلقائياً على المجمع وتحول التدوين بقدرة قادر لجريدة يومية حملت أنظف أفكار في مصر وأعمق ما يمكن أن تقرأه وقتها ثم انفصل المجمع التدويني إلى كيان منفصل بإسم "عمرانية".
كنت في ذلك الوقت وحيدة تماماً، مرهقة من الذهاب والعودة من السعودية بالإضافة للدراسة والوحدة بعيداً عن زوجي الذي كان كل منا للآخر الصديق الوحيد وقتها تقريباً، نشعر باقتراب الكارثة والعزلة والغربة في مجتماعاتنا المعتادة. لسنا من عائلات مناضلين ولا يجمعنا بمن يمكن أن نتلاقى معهم أي شيء وأصبحنا نشك في وجود من يمكن أن نتلاقى معه فكرياً حتى ظهروا على العالم السحري للمدونات.
"جردل منال وعلاء"
لأن علاء ومنال لم يكونا أبداً شخصين اعتياديين، لم يكتفيا بجمعنا في الجردل الافتراضي. أثناء استقلالي لسيارة أجرة في وقت قريب من الوقت الحالي من السنة رن تلفوني المحمول العتيق حالياً برقم غريب. لا تندهشوا إنني أتذكر بالحرف والصورة ما سأحكيه الآن: كنت أستقل سيارة الأجرة من غمرة إلى الدمرداش وفاجأني صوت لطيف يعرفني لتعرفني منال بنفسها وتدعوني لعيد ميلاد علاء يوم 18 نوفمبر 2005. المكالمة محفورة في ذاكرتي ربما بسبب الوحدة والمفاجأة بمبادرتهما بالاستلطاف ولم شمل من لا يعرفون بشكل شخصي. دخلت بيتهما يوم عيد ميلاد علاء الرابع والعشرين للمرة الأولى وتعرفت هناك على من أصبحوا بعدها أماكناً في القلب حتى لو بعدوا أو تفرقوا. ولوقت طويل كان بيتهما "جردلنا" الذي يضج بالضحك الذي يكاد يوقف قلبك والمناقشات الجادة التي تجلب الصداع وفحص وتمحيص كتابات وما يحدث في البلاد وتجمع بعد المظاهرات وتسامح لا يصدق بين أصحاب اتجاهات تباينت شرقاً وغرباً. الأصدقاء هناك وكل واحد داخل وف إيده ما تيسر، ليتوفر عيش وملح على الترابيزة وموسيقى تختلف ألوانها حسب الواقف أمام الكمبيوتر في الحجرة ومزاجه في تلك اللحظة والسخن والساقع في المطبخ وباب حجرة مكتوب عليه: "تسقط دكتاتورية الأمهات" بخط علاء المراهق حيث كان ذلك بيته الذي عاش فيه مع والديه فترة قبل زواجه وقطط في كل مكان من أعمار متعددة.
وقتها، في عيد ميلاده الرابع والعشرين كان علاء يصغرني بأكثر من الخمس سنوات الزمنية بكثير، لم تكن التظاهرات والعمل السياسي أنضجاه بالشكل الذي حدث معي ويسري مثلاً لأنه تربى عليها، مظاهرة بالنسبة له لم تكن أكثر من حدث عادي، حين سرقوا منه اللابتوب في اليوم الشنيع للاستفتاء على عار تعديل الدستور في 2005، اليوم إل انضرب فيه الجميع بدرجات مختلفة من قبل مسجلين أشبعوهم مواداً مخدرة تعجبت جداً إنه نزل المظاهرة من الأساس بلابتوب غال الثمن وعليه معلومات كثيرة من عمل وغيره لأكتشف أنه ببراءة نزل به لأن المظاهرات "عادي يعني" وليه أصلا هيسرقوه منه!! أقوله يا علاء ده أنا ما بأنزلش المظاهرة بالساعة، لم أفهم وقتها شكواه طوال شهور بعدها وحنقه على اللابتوب وإنه يريده وأظن الآن أنه كان يعتقد فعلا أن إرجاع اللابتوب ممكن لفترة طويلة بعدها. أذهلتني براءته وقتها. يا علاء، اللابتوب ما يتركبش بيه أتوبيس وبالتأكيد ما يتنزلش بيه مظاهرة. جدير بالذكر إن أول مرة دخلت بيت علاء في عيد ميلاده دخلنا في نقاش شتمني فيه لأنه كان يعتقد أن تدوينة كتبتها وقتها تحمل تعدٍ على حرية الآخرين في اختيار أمر هو نفسه لا يؤمن به بل ويكن له في كل مناسبة – ذلك الاختيار وليس من يختارونه – كل معارضة. دي كانت أول معرفة شخصية لنزاهة علاء عبد الفتاح، اللقب العائلي الذي اختاره من بين اسمه الخماسي.
"اللون الرمادي ده أنا ما أحبوش"
سيشهد الأصدقاء وقتها إن علاء وأنا نكدنا عليهم جلساتهم فترات طويلة. لما نمسك في مناقشة ما نسكتش ولأننا نختلف في مواقف كثيرة كان الجميع ينزعج من صوتنا وإصرارنا على إكمال المناقشة بغض النظر عن الوقت الذي مر باندماج حياة أو موت. يترجوننا أن نتوقف. يحلل يسري الأمر بأن المحرك الأساسي لأصحاب الشخصيات التي تشبه علاء وتشبهني هو الشغف الشديد في كل ما يؤمنون به وبالتالي لا يعبئون إلا بالانخراط فيما هم شغوفين به وبعدها يصبح الأمر شخصياً وليس مجرد موضوع نقاش يمر وحين يظهر موضوع "الشغف" يتم إطفاء الأنوار عن كل ما هو خارجه ويصبح هو وليس غيره موضوع "الحياة". لو أردت أن تعرف مدى الجدية التي يأخذ بها علاء ما هو شغوف ومؤمن به ممكن أحكيلك على التهزييء إل كنا بناخده لأننا بنستعمل نظام "ويندوز" على كمبيوتراتنا بينما أنظمة البرمجيات الحرة متاحة وعنده استعداد لمساعدتنا في استعمالها وبلغت به الحماسة أن أعلن إنه لن يساعد أحد يعمل بنظام ويندوز حين تواجهه مشكلة تقنية قائلاً تستاهلوا، وعلاء طبعاً لمن لا يعرف من أقطاب "لينكس مصر" حيث تأكل البطاريق الطعمية. أنا فاكرة مرة في زيارة صرخ فينا عدد من الأصدقاء: "كفاية بقى، زهقتونا" فصعبوا علي وقلت لعلاء: "خلاص يا علاء كفاية المناقشة لأنهم اتضايقوا" فرد في ثانية واحدة "يسلوا نفسهم في إل هم عايزينه، ماحدش جابرهم يسمعونا، إحنا مش الأراجوزات إل شغلتنا نسليهم". هذه الجملة تأتيكم بختم علاء عبد الفتاح صاحب أحد الأماكن المميزة في القلب وإن تغرب أو بعد أو حتى كرهني، أختام القلب أيضاً لا حكم لنا عليها.
"السجن للجدعان"
لم يكن علاء وحده هو غير المستعد لتجربة السجن الأولى حين قبض عليه في إبريل 2006 وقت تحركات دعم القضاة. ولست أحاول هنا حاشا أن أقارن بين ما مر به في الداخل وما مرت به منال أثناء اغترابها عنه وما مررنا به نحن من أصدقائه. هذه مجرد حكاية عن تجربة شخصية تُعَرِف علاء كما عرفته، بعيناي، تحول المُعتَقل علاء لمن لا يعرفه للإنسان الذي عرفته. ليست تدوينة سياسية ولا حملة لإطلاق سراح علاء. إنها خواطري الشخصية. كان دخول علاء الصديق المقرب من أصعب التجارب التي مررت بها أنا شخصياً في حياتي. مر علي وقت أحسست فيه أن الأسهل أن أكون أنا المسجونة لأن إحساس العجز كان قاتلاً وكاد لو تعرفون أن يكون. لم أستطع أن أُعبر لأحد عن انهياري في الأيام الأولى، أولاً لقضائي معظم الوقت في الأيام الأولى مع منال وثانياً لأني قدرت أن باقي الأصدقاء يمرون بما أمر به فلا معنى أن نتبادل الانهيار. هل تتصورون أن علاء كان يقول أن من يعمل بالسياسة لابد أن يكون مستعداً لأن يُسجَن ويعذب، ربما ببساطة لأن تلك كانت تجربة والده المناضل أحمد سيف هو نفسه علاء الذي تعجب وغضب واتخذ اجراءات فعلية بشأن سرقة اللابتوب الخاص به من قبل الأمن في مظاهرة؟ ألم أقل لكم إن علاء وقتها كان أصغر مني بكثير وليس بخمس سنوات فقط؟
كانت أيام العرض على النيابة فرصاً لرؤية علاء ولو من بعيد. من المواقف المحفورة في ذاكرتي خروجهم يوماً بشكل مفاجىء بينما كنت خارج نيابة أمن الدولة في ميدان المحكمة وإسراع سيارة الترحيلات لتهرب منا لتمسك بها الدائرة المغلقة لميدان المحكمة الذي أغلقت السيارات بالشكل المعتاد الممرات كلها على بعض وانحبست السيارة. أركض حتى الميدان وأنادي من عند الفتحة المغطاة بالقضبان المعدنية: "يا علااااااء". يسمعني فإذا به يقول: "جاااين، إزيك يا بت!" (محدش في الدنيا مسموحله يقول لي يا بت بس الظروف بقى). أسأله عايز حاجة؟ يقول: "تعالي زوريني"، أرد: "حاولت نروح مع العيلة ما رضيوش يدخلوني يا علاء". أودعه بعد أن يُفتح الطريق أمام سيارة الترحيلات. كنت قد حاولت التسلل لزيارته مع منال ومنى ولكن انتهى الأمر بأن قضينا نصف اليوم في ساحة انتظار سجن طرة استقبال ثم لم يسمحوا إلا بدخول فردين من العائلة لعشر دقائق. سمعت بعدها أغرب سبب لمنعنا من التساهل في زيارته: "علاء قالب الدنيا جوة عشان الجوابات ما وصلتش". حتى في السجن يا علاء مش عاتقهم؟
خرج علاء من الحبس بعد 45 يوماً وزرناه واطمئننا عليه بينما آثار التجربة ما زالت عالقة، ليس فقط في شعر رأسه الحليق. شعرت إن فارق العمر الفعلي بيننا بعدها بدأ يضيق. علاء كبر وتغير كثيراً. ظللت أبحث عن ذلك الشيء المفقود لكنني لم أستطع أن أضع يدي عليه تحديداً. ثقلا جديدا، تباعدت جلسات الضحك والمناقشة ومشاطرة العيش والملح وانخرط علاء بقوة أكبر في هوسه الأول: البرمجيات الحرة وحرية الانترنت وسافر. افتقدته ومنال بشدة، اعتدنا بعدها أن يجتمع الأصدقاء المشتركين في بيتنا ولكن فراغاً قوياً كنت أحسه، لما يمل الأصدقاء المناقشة بعد وقت قصير فاقول بصوت عال: "فينك يا علاء يا صاحبي ما كنتش هتسيبني أفلت بيها".
"قولوا للكلب العادلي وسيده... بكرة الثورة هتقطع إيده"
لست أدري إن كان علاء ومنال قد قررا السفر يأساً أم أملاً أم بحثاً عن عالم جديد. المؤكد أن علاء ومنال الذين أعرفهما عادا فوراً للقيام بما هو باق في القلب. ما صرخنا به وعشرات لسنوات وكإن حياة بُعثت في هتافتنا التي كنا نجاهد لتعبر حاجز جحافل الأمن المركزي. الشغف، لم تتمكن إغراءات الحياة الجميلة أن تطفىء الجذوة ووجدنا علاء ومنال وسطنا. بعد سنتين سعدت إنهما موجودان ولو من بعيد. عادا ليشتركا في ثورة تنظيف مصر، لتنفيذ كل ما هتفنا به: "أمن الدولة كلاب الدولة"، "لا لمبارك أب وابن، لا للفردة ولا الاستبن"، "كله هييجي عليه الدور، تقفوا كدة ورا بعض طابور".
"علاء الجدع، النزيه والشريف"
لم يحاول علاء يوماً أن يلعب دور البطل، بالرغم من أن ذلك كان ممكنا له لأسباب كثيرة ومتاحا في مناسبات عدة، بل اختار الاختيار المعاكس: كان يضيق بصورة البطل وينكرها. كان يعمل ما يراه واجباً وما يؤمن به، لم أره يوماً يتصرف بعكس ما يعلن أو حتى ما يقوله في الدوائر الضيقة. خياره بسيط جداً: سأتصرف دائماً بما أعتقد إنه الصواب وما يجب أن يكون. بعد سجنه الأول ضاق من تصويره كبطل قومي وعبر عن ذلك أكثر من مرة صراحة وضمنا، إلى هذا الحد كان يرى أن من عانوا أكثر وعملوا أكثر هم من يستحقون ألقاب النضال. حياته كلها مكشوفة، كنا تعلمنا وقتها في مواجهاتنا مع النظام أن نجعل كل تصرفاتنا "على عينك يا تاجر" وكان الأغبياء مصرون أن يبحثوا عن عمل سري بينما نحن نعلن في كل مكان ما نفعله. غباؤهم دائماً في الخدمة. لم يخف يوماً رأي من آرائه تخوفاً من نظرة الناس لها وأعتقد إن ما فعله في النيابة العسكرية لا يخرج عن ميزان تصرفاته البسيط: "الا يخون ما يؤمن إنه الصواب في موقف ما". علاء عاش ما يؤمن به ببساطة وبخفة روح وبضحكة مجلجلة لا تنفي المعاناة وها هو من جديد يعلي سقف النضال ضد العسكر وضد الظُلمة التي اعتمت ثورة شريفة قام بها أمثال علاء ويتربح منها أمثال... ما علينا.
علاء فعل ذلك لأنه جدع ونزيه وشريف ولا يقبل أنصاف الحلول. الشغوفون لا يطيقون أنصاف الحلول، تصيبهم بالضيق ولا يتحملون طبيعتها المزدوجة. لم يفعل علاء ذلك لأنه "دكر". علاء سينجب خالد مع رفيقة حياته منال لأنه "دكر" أما بخلاف ذلك فأظنه لن يعجب باللقب الذي حملوه إياه للدلالة على شرف ونزاهة.
خالد، ثمرة الأمل في الثورة، كأن منال وعلاء كانوا بانتظارها ليثبتوا بشكل شخصي كيف غيرت حياتهما.
وبالنسبة لي بشكل شخصي فلو قلت لعلاء يوماً "لا يا واد...دكر" أظن إنه هيشتمني لأنه يعرف تماماً إنني لا أستخدم الألفاظ الذكورية إلا في السخرية من الذكوريين وأنا بأخاف من غضب علاء عشان بيزعق في.
علاء صديقي الذي كان شريكاً أساسياً وفاعلاً في الدفاع عن حقوق التشريح وتهدئة الأهالي في اليوم العصيب لمذبحة ماسبيرو في المستشفى القبطي وبكاؤه الذي لم يخفيه هو علاء الذي أعرفه، لم يتغير بعد الغربة. كان فاعلاً أساسياً في إزاحة من تواطئو لمسح الدم وقتل الشهداء مرةً أخرى. ما بين الحزن والتصميم والبكاء على الغلابة الذين يستهدفهم البطش رأيت كيف تقاربت أعمارنا وأصبحنا في عمر واحد. ربما يكون هذا هو التغيير الوحيد في علاء الذي لاحظته. كبرت يا علاء غصب عنك أمام المدهوسين والأصدقاء الذين تصيدتهم رصاصات الغدر. من لم يبك معك يا علاء لما كتبت "مع الشهداء ذلك أفضل جداً" أظنه يعاني من بلادة ما وما أكثرهم بيننا. حاسب يا علاء من الخيانة إل جاية من قريب. قبل أيام من حبسك كنت تقول لي أن الانتخابات لابد أن تتم بأي شكل لأننا في الشارع مخترقون من كل الجهات. احذر يا علاء، ربما يكون هذا الاختراق أقرب إليك مما تتصور.
يا علاء، يوم 18 نوفمبر هنحتفل بعيد ميلادك الثلاثين. أنا عارفة إنت قد إيه بتخاف تعجز. بس متهيألي إل زيك ما بينفعش يعجزوا. هنحتفل بك وإنت بتنتقل لعقد تاني في بيتك أو قدام سجن طرة. هذا عيد ميلاد لن نمرره كأي عام ممكن يتعوض. سلام يا علاء يا صاحبي لحد ما أشوفك
*الصورة فكرة هنا زين ونفذها شمعي أسعد