لم ينفث الله أنفاسه في طينة تشبهني، لقد مسني ... فحييت
هناك طريقة سهلة لقتل رضيع حديث الولادة بدون أن تتورط في جريمة يعاقب عليها القانون: أن تكف عن لمسه، الرضع اللذين لا يلمسون ويحتضنون "يموتون"، قد يتعرضوا للأمراض ولتأخر النمو وقد يموتون هكذا ببساطة دون أعراض مروعة، لا أتخيل طريقة أبشع للموت
(1)
عجيبة تلك الحاسة الجلدية
لا تكف عن ادهاشك، لو تأملتها بانتباه
اختلاف أحاسيس اللمس بين أنحاء الجسد، اختلاف الاحساس بالضغط والحرارة، شيء مذهل
وكيف استعمل الانسان تلك الحاسة في نقل ما تعجز عنه الحواس الأخرى
أتعرف ذلك الاتصال الذي يحدث فور أن أمسك؟
جزء من روحي يفتح لك نافذة لتختلس نظرة
أحدثك بلغة ليس لها ترجمة إلا هذا، ما تحسه الآن وأنا أمسَك
مستقبلات عصبية مرعبة في تعقيدها تعمل كلها لنقل هذا الاحساس إليك، ترسل لدماغك تلك الاشارات التي تطمئنك من ضغطتي على كتفك، وتهدئني من ربتتك على ظهري، وترسل لك تقديري وقد ضغطت على يدك
سأضع رأسك على صدري وأتركك تبكي ولن أتكلم، لن أطلب منك أن تكفي عن البكاء، سأمنحك ما تمنحني إياه: مكان آمن تبكي فيه، ولا شيء، لا شيء على الإطلاق موجود في هذا اللحظة سوى ما تحسه الآن
"اطمئن لست وحدك"، جملة تبادلها وجودينا بالتلامس
(2)
طقوس اللمس الاجتماعي لدى البشر مثيرة للانتباه
علم في حد ذاته:
ابتكر الانسان المصافحة، ووببعض التدقيق تستطيع أن تعرف فارق احساس المصافحة من شخص لآخر، بعض الوقت وستعرف من يصافحك دون حتى أن تراه: ما بين اليد الضاغطة واليد الحنونة واليد المفتوحة، واليد التي تمسك حتى المعصم، وستعرف بتأكيد معنى من يمسك كفك بكلتا يديه ليقول لك: "سعدت أن رأيتك"
ملامسة الأنف للأنف في مجتمعات
ملامسة الخد للخد
تقبيل الكتف كما في بعض المجتمعات العربية
تقبيل اليد من الرجال للنساء – وهي عادة شبه منتهية تقريباً – بالرغم من إنها لم تكن عادة سيئة في رأيي – تقبيل الكف ينقل احساساً جميلاً، وكان هناك تقبيل يد الأكبر سناً، وتكاد هذه العادة تنتفي أيضاً، وإن كانت باقية في
المجتمعات المسيحية مع القسوس ورجال الدين، ومع بعض الشيوخ في المجتمعات الإسلامية في أحيان قليلة، باللهجة الصعيدية يقولون: "حب على يده"، يعجبني الربط بين تقبيل اليد والحب وإن كنت أكره الانحناء، في الطبقات الثقافية التي كان الرجال فيها يقبلون أيدي النساء للتحية كان الرجل يحني رأسه فحسب بينما ترفع المرأة كفها وقد انثنت أصابعها قليلاً
احساس الشفتين على باطن الكف يختلف كثيراً عن ظهر الكف، اللمسة الاجتماعية التي كانت مقبولة أثناء سريان تلك العادة هي الشفتين على ظهر الكف، باطن الكف؟ أعتقد أن هذا كان يترك للعلاقات الأكثر حميمية
(3)
طقوس لمس الأطفال أكثر تلوناً
نربت على وجوهم
نربت على ظهورهم
نربت على رؤوسهم
نداعب شفتيهم بأصابعنا – وهو ما أعتقد أن الأطفال يكرهونه
كلما كبرت سناً كلما قل تلامس البشر معك، كأنك لسبب ما تصبح أقل احتياجاً للمس، مع أننا في الأغلب نصبح أكثر احتياجاً له
(4)
أيوجد ما يضاهي اللمس؟
أبداً
هل يمكنك أن تصفه؟
وصفه يشبه وصف الألوان لمن ولد أعمى
مازال العلماء في حيرة إن كانت مستقبلات اللمس هي نفسها من مستقبلات الألم، بمعنى أن المثير إن زاد عن حد معين انقلب إلى ألم، سهل تخيلها بتخيل الفارق بين الربتة والصفعة: فارق في قوة المنبه أو المثير بالرغم من تشابه الأصل وحتى يتفق العلماء فنكتفي بأننا نحب الربت ونتألم من الصفع وأن كلاهما تستطيع نفس اليد أن تفعله
(5)
نتعرف ونحن صغار على الاطمئنان للمس والاحتضان والتقبيل وغيره من ألوان اللمس، وفجأة نكتشف تلك الكهرباء التي تسرى من لمسة الجنس الآخر في بعض الأحيان، وكأن الفوضى التي تسري في الانسان في سن المراهقة غير كافية، نكتشف أيضاً أن ظاهر أجسادنا يحمل لنا مشاعراً لم نعمل لها حساباً، وأننا حين نحب لن تصرخ قلوبنا فحسب بل ستصرخ أجسادنا وأن لمسة من يد المحبوب ستحمل لنا مشاعراً ما كنا نتخيل وجودها، تستطيع أن تستحضر النشوة الجنسية بالاستنماء، أما لمسة الانسان فلا يوجد ما يشابهها، ولا يشعرك بها إلا: لمسة الانسان، يعرف كل محبوبان خريطة لمس جسد الآخر، وتلك الألوان المدهشة من الاحساس التي تتأتى من مواضع لا علاقة لها بما نظنه جنسياً، اللمس وهو يتحول إلى نشوة تحت يد الحبيب، ويعود لموضعه الطبيعي في ظروف الحياة العادية، بل إن احساس اللمس نفسه يختلف لو كان الشخص مثاراً جنسياً عن حالة الهدوء العادية، وبالرغم من أن الأعضاء التناسلية تدعي دائماً إنها أكثر احساساً باللمس، فهي أكثر احساساً في حالة الاثارة، بينما قد يكون مسها مصدر ضيق في الأحوال الأخرى
(6)
حين نولد لا ندرك الحدود بين أجسادنا وأجساد الآخرين، وبعد أن ندرك أن أجساد الآخرين ليست امتداداً لنا ونكتفي فقط بأن نكون مركز الكون نبدأ في تكوين "فقاعاتنا"
، نحمي هذا الجسد من اللمس غير المرغوب فيه والإيذاء والتعدي بالابتعاد عن الآخرين بمسافة، وتختلف مسافاتنا باختلاف شخصياتنا والمواقف التي نكون فيها: المسافة التي يتركها كل شخص بينه وبين من يحدثه مسافة مميزة له وعادة لا تتغير، ولو اقترب الشخص أو ابتعد أكثر من اللازم يحاول الآخر اصلاح الوضع: يحاول كل منهما ابقاء المسافة التي يرتاح إليها، أما من نعرفهم ونحبهم فتختلف مسافاتنا معهم: ما بين الاقتراب والالتصاق، بل وحسب موضوع الحديث: صديقتي "م" حين يبدأ وجهها في اظهار تعبير معين أعرف أن ما يتحتم أن أفعله الآن هو أن أسحب رأسها إلى كتفي، ولا نجلس إلا متلاصقتين
أنزعج جداً من الازدحام ومن اقتحام الغرباء لفقاعتي الواسعة، ولكن ما يحيرني هو انحسار حجم فقاعتي بسرعة شديدة فور أن تصافحني وتخبرني عن اسمك، ولكن قبل ذلك: ابتعد عن فقاعتي!! لهذا السبب أكره عربة السيدات في مترو الأنفاق: فالسيدات يعتقدن إنه لمجرد إننا من نفس الجنس فهذا مسوغ أن نتلاصق فوق بعضنا بشكل مخيف ولا يحق لأحد الاعتراض، أفضل المسافات التي تبقى – في معظم الأحيان – في الأماكن التي يتواجد فيها الجنسان، وإن كانت مشكلة التحرش باقية
(7)
أنت تمسني هو أن تقتحمني، أن تجبرني على أن أعترف أنك موجود، أن تنتهك وجودي لو فعلت ذلك دون اذن م
ني: من أفظع الأشياء أن يمسك شخص لا تريده أن يمسك: جسدك قلعتك، الضرب ليس مؤلماً فحسب، إنه انتهاك لحقك في ألا يُمس جسدك إلا كما تريد، من أكثر الأشياء إيلاماً في خبرة التعذيب أن يستعمل التلامس للإيذاء بانتهاك الجسد، تلك اليد التي تصفعك تؤلمك مرتين: مرة بالضغطة القوية ومرة كيد بشري آخر تقتحم "حرمة" جسدك
أؤمن بحرم الجسد بمعنى "خصوصيته" ولا أؤمن على الإطلاق "بحرمانيته" بمعنى ربطه بالخطيئة
(8)
في مظاهرة قريبة بدأ تدافع بين الأمن والمتظارين وكان
صاحب الأشجار بجانبي، أنا أفزع من التدافع عموماً بعض الشيء ولكني لا أظهر ذلك أبداً، كنت قريبة من موضع التدافع وظهري للمتدافعين، وبينما اتجه المتدافعون نحوي وضع
صاحب الأشجار ذراعه حولي وسحبني بعيداً عنهم، شعرت بأمان كامل، هناك صديق بجانبك، ذراعه حول كتفك ويمكنك أن تأمن للحظة، تأثرت بالموقف - إلى حد أن تذكرت كل أحبائي وآخر مرة مسستهم لأشعرهم بالأمان فحسب، مررت في طريق العودة على أحب صديقاتي "م" وقلت لها: "نحن لا نحتضن بعضنا بما يكفي" واحتضنتها مدة طويلة، حكيت لها الحكاية فاندهشت بعض الوقت، ثم وضَعَتْ رأسي أنا على حجرها وأخذت تربت عليها: وجود يد على الرأس مطمئن جداً بالرغم من عدم شعبيته، ليس عجيباً أن القسوس والشيوخ يصلون للناس وقد وضعوا أيديهم على الرؤوس. ا
تذكرت أخي - الذي تتعلق روحي به - الذي جثمت عليه بجسدي كله يوم كدنا نتورط في معركة غير متكافئة كان بعضهم ينوي بدءهاً ظناً منهم أننا عاشقين فرا إلى الظلام لاختلاس ما يستحق الدفاع عن الشرف الرفيع، ترى هل شعر بما دفعني لوضع جسدي كله عليه لأحميه منهم؟ هل شعر بالأمان؟ وهو الأطول والأقوى والمدرب على الدفاع عن النفس ؟
دائماً ما تذكرني الأشياء بأشياء، عقد كامل من الأمان من لمسة لأخرى
(9)
أول حقنة أذكرها في حياتي كانت حقنة تطعيم في المدرسة، كانت راهبة عجوز تمسك بأذرعنا ليحقوننا، وضعت الراهبة يدها على كتفي فألقيت برأسي في حضنها ولم أشعر بالألم، لن أنسى ذلك الاحساس أبداً رغم مرور عشرين عاماً عليه، حتى يومنا هذا لا أخاف من الحقن أبداً، أتألم ألماً خفيفاً من الإبر السميكة مثل تلك الخاصة بالتبرع بالدم ولكنني أبداً لا أخاف، أعتقد أن جزء كبير من الألم من الممكن أن يذهب "باللمس" فحسب. من أسباب نقمتي على الأطباء إنهم يأبون على مرضاهم حتى ذلك اللمس الذي يستثير الأندورفينات – المسكنات – الطبيعية في أدمغتنا ويكتفون بوضع أياديهم الباردة على بطوننا وظهورنا وكثيراً ما يتركون المتألم وحيداً: لو رأيت شخصاً متألماً أمسك بيده، ولو سمحت ظروفه الجسدية احتضنه واربت على جزء من جسده: ثق أن هذا له فعل السحر
تحكي طبيبة عن تغير فكرها من جهة اللمس حين تمددت هي على سرير المرض، وفي محاولة مؤلمة فشلت عدة مرات لبذل سائل النخاع الشوكي تعرضت لألم مبرح، وفي خضم هذا الألم مد واحد من طلبة الامتياز يده وضغط على يدها: تقول إنه لو كان كل ما تفعله لمرضاها بعدها هو الضغط على أيديهم متى تألموا فستكون طبيبة حقيقية
(10)
ليس عجيباً أن يصنع التدليك المعجزات، نشأ فرع جديد للتدليك مخصص لحديثي الولادة لزيادة ذكاءهم وسرعة نموهم، وصفة التربية التي لا تخطئ أبداً: أشبع الطفل ضماً وتقبيلاً، لا شيء سيعوضه لو فات جسده الص
غير وهو ينمو الكثير والكثير من اللمس: ولا كل لمس الدينا سيعوضه متى اشتد عود ذلك الجسد، أعتقد أن الأطفال الأكثر ثقة بأنفسهم هم هؤلاء الذين يحتضنون ويلمسون كثيراً، يحمل جلدنا أسراراً علينا أن ننحني أمامها احتراماً لتعقيد تلك الشبكة الواسعة وما ترسله من اشارات مذهلة
(11)
انحدر من عائلة صعيدية و في المجتمع الصعيدي في مصر – والذي تنحدر منه عائلتي يقبل الرجال الرجال والنساء النساء، التقبيل بين النساء والرجال غير وارد إلا في حالة الزواج أو قرابة الدرجة الأولى، وحتى في هذه الحالة فإن تقبيل الأب لابنته يحتاج لمناسبة خاصة، بينما تقبيل الأم للابن أكثر شيوعاً، تقبيل الأخ للأخت جائز في حالة السفر الطويل، لا أذكر المرة الأخيرة التي شاهدت أحداً من عائلتي من الذكور يقبل أخت أو العكس
الاحتضان غير وارد بالطبع لا بين الرجال والنساء ولا أقران الجنس الواحد إلا في ظروف خاصة جداً، والاحتضان يختلف تماماً عن التقبيل، التقبيل تلامس والاحتضان اختلاط كامل: ظاهر جسدي كله ملتصق بك، للحظة نصير واحداً
قررت منذ مدة طويلة لا أذكرها أن أختلف عن عائلتي: فصرت أحتضن أصدقائي وأقبلهم متى أردت أن أقول لهم إنني أحبهم، وأقبل أخي الذي أنا متعلقة به كثيراً، لا أستطيع أن أبقيه في حضني أكثر من لحظة، ولكنني أتمنى دائماً أن أحتضنه لمدة طويلة
(12)
هل فقدنا الكثير من التواصل باللمس بسبب اللغة؟ هل لو صمتنا بعض الوقت سنمس بعضنا البعض أكثر؟ هل نخاف أن نمس بعضنا البعض؟ هل نمس بعضنا لأسباب سلبية مثل التدافع في الازدحام والتصافح الروتيني أكثر مما نرسل للآخرين رسائل حب وأمان وود من خلال لمساتنا؟ كرهت كل قواعد اللمس الغبية: في بلادنا تتلامس النساء بالنساء والرجال بالرجال والعكس مريب وفي الغرب يتلامس الرجال والنساء والعكس مريب
أود أن أقول لك شيئاً: أعطني يدك أياً كنت
(13)
حين
ذهبنا لأحمد عبدالله الشهير بأبي إسلام لم أكن أتوقع أن يصافحني، وفي الحقيقة اندهشت وسعدت بمصافحة الابن اسلام الحميمة: فهو من أصحاب أفضل أنواع المصافحة: تلك التي تمسك بيدك كلها وتضغط عليها بين الكف والابهام ولكنني – بالرغم من توقعي المسبق – حزنت لأنني لم أصافح أباه، كنت سعيدة أن أفرج عنه، سعيدة فعلاً، الاطمئنان على معتقل بدون قضاء ولا محاكمة احساس رائع، كنت أقول لنفسي: "حسناً واحد من العشرين ألف معتقل بدون أحكام قضائية في مصر"، ربما سيأتي اليوم الذي أرى فيه آخر وآخر وآخر، كنت أود أن أصافحه، رفض أبو اسلام أن يمسني، بقى شعور معلق في الهواء لم أستطع بثه بأي شكل آخر برغم محاولتي بالتعبير اللفظي
(14)
يقال أن النساء يلامسون الآخرين أكثر من الرجال، لعل هذا جزء من التفوق الاجتماعي المكتسب للمرأة بسبب تركيزها على العلاقات الانسانية، من اللطيف أن يحاول الرجال تعلم تلك العادة من النساء، وبالرغم من نفوري الشديد من ملامسة الغرباء لي فإن التلامس مع من نحب ومع أصدقائنا ومع من نريد أن نرسل لهم دعمنا ومحبتنا لا يمكن تعويضه، المس أصدقاءك اليوم: قل لهم كم تحبهم وكم هم مهمون في حياتك
(15)
من نكد الدنيا أن ممارسة الجنس تقلل التلامس في بعض الأحيان، ويسرق الاحساس المهيمن الصادر من الأعضاء التناسلية – وليس الأعضاء الجنسية، فكل أعضاء الجسم قد تكون أعضاء جنسية في الوقت المناسب – يسرق ذلك الاحساس لذة التلامس، تشير كثير من الدراسات أن معظم الأزواج لا يتلامسون بعد فترة من بدئهم في ممارسة الجنس، خسارة، لطيفة النشوة الجنسية ولكنها لا تعوض أبداً الاحتضان، والربت على الظهر، والضغطة المشجعة على الكتف
(16)
طبقاً للـ
Reflexology
فكل أعضاءنا مرسومة بخرائط على أيدينا وأقدامنا، وتدليك تلك المواضع يدعمها ويشفيها، تلك الأعضاء الداخلية التي لا يمكننا الوصول إليها نظرياً إلى بالمشارط وسيلان الدم، تصور أن يمس أحد قلبك، يربت عليه، تصور أن تربت يد على تلك المنطقة المؤلمة، تصور يد حبيبة تصل إلى أعمق نقطة فيك: لن يكف اللمس عن ادهاشك وفتح عينيك على معجزات
لا أعرف القاعدة العلمية للـ
Reflexology
ولكن من لا يعرف أثر تدليك القدمين على جسده كله؟
(17)
حاسة رائعة، لا أتخيل حياتي بدونها، أليس ذلك العضو الذي يلف أجسادنا رائعاً؟ أي عضو آخر يا ترى يحمينا ويدعم أعضاءنا الداخلية ويسمح لنا أن نرسل ونستقبل كل أنواع الرسائل التي لا تحملها الكلمات؟ أي عبقرية تلك؟ كلنا نفزع لو تخيلنا فقد البصر أو السمع، ولا نفزع كثيراً لو فكرنا في فقدان حاسة اللمس، الحاسة التي خرجت بالمصابين بالصمم والبكم بالاضافة لفقد البصر من عوالمهم المعزولة، يتعلمون باللمس وتواصلون باللمس ويتحفظ على التعليم بتلك الطريقة بعض البلهاء الذين لا ينقص عالمنا المزيد منهم.
أي شيء يدعمك في لحظات الخوف أكثر من لمسة صديق؟
أي شيء يخترق اكتئابك أفضل من صدر محبوب تبكي عليه؟
كنت في سجن مظلم أخرجتني منه: لمسة انسان