خلق الله المرأة (2)
(2)
وفي نفس الملحق – وتحت عنوان: جعلوها مجرمة، تحدث الدكتور سيد صبحي أستاذ الصحة النفسية ودكتور سمير أبو المجد مساعد الطب النفسي بجامعة القاهرة، فقال الأول: ".... فالمؤسف أن نرى المرأة هانت عليها نفسها، فالبعض عاريات ولا خجل ولا حياء فلا هن تعلمن نبل الأخلاق ولا قاعدة صحيحة انطلقن منها... وتدنى سلوكهن (لا أعرف هل يقصد العاريات أم النساء عموماً في هذه الجملة) وتكونت لديهن سلوكيات نفعية تهدف للوصول إلى المال فنرى من تدفع زوجها لسرقة المال العام أو الكسب الحرام وهكذا تتحول من زوجة راضية إلى طمع بلا حدود يزج بها وبزوجها في السجن ... أو سلوكيات اجرامية حاقدة على المجتمع في صورة الاندماج في جماعات معادية لقيم المجتمع ... وبعضهن أصبن بثقافة تتسم بالصراع (لا أعرف كيف "يصاب" الانسان بثقافة؟؟) وتستخدم العنف سلوكاً وفعلاً لتحقيق أغراضهن فهناك من تقتل زوجها أو تحرض عليه وأخريات لجأن لسلوكيات انسحابية ..." ثم يكمل: "كيف توحش الحمل الوديع؟ والاحابة لا يجب أن ينتظر نبتاً صالحاً بلا بيئة أسرية تعرف حدود الله، فما يحدث من اضطرابات في سلوك الرأة هو نتاج عدم التربية منذ نعومة الأظافر ...."
وسأعلق على هذه الكلمات أولاً فتحملوني قليلاً قبل أن نعود لمسألة طرف الحكمة في أعلى صفحات الملحق لننظر لخطاب المرأة عموماً:
- - لست أدري لماذا اعتبر الدكتور، في حالة أن السبب في التربية، أن أسباب اجرام المرأة ستختلف عنها في الرجل، ولكن ربما انكشف ذلك من استكمال القراءة فقد رصد الدكتور أول ما رصد نوعان من "الاجرام": عاريات لا خجل ولا حياء – تكونت لديهن سلوكيات نفعية ... إلخ فنرى من تدفع زوجها لسرقة المال العام والكسب الحرام فتتحول من زوجة راضية إلى طمع بلا حدود ...، معبراً عن القيم الأساسية – من وجهة نظره – التي تعجز الأسرة منذ نعومة الأظافر غرسها في المرأة: تغطية جسدها (مع فوارق في المساحة المغطاة من بيئة لأخرى، وقيم "زواجية" يظن أصحابها إنها كفيلة بخلق "زوجة راضية" تتسم بالطاعة، ولا تدفع زوجها المسكين الضحية لسرقة المال العام والكسب الحرام.
وننتقل لحديث الدكتور الثاني وهو طبيب، لنسمع جزءاً أساسياً آخر من خطاب المرأة أيضاً: إذ يقول الدكتور الطبيب – الذي هو الحكيم – من الحكمة – تحت عنوان: الجرائم الشهرية: " … كما يظهر على المرأة حالات شديدة من العنف في صورة مشاجرات قبل الدورة الشهرية فتزداد التوترات والاضطرابات المزاجية والحساسية المفرطة ومعظم جرائم النساء تكون في تلك الفترة …" ثم يكمل "…. وقد تدفع بعض التغيرات البيولوجية التي تحدث للمرأة بعد الولادة إلى مرحلة اكتئاب شديدة تتوهم فيها بأن من الأفضل لها ألا تعيش هي وطفلها في هذا الدنيا فتخنقه ثم تنتحر، وهذا سلوك ينبع من مشاعر متحجرة ويخالف طبيعة الأمومة" وسأطلب منكم أن تتحملوني أيضاً في تعليقي على هذا الموضوع لأني حاولت أن أختصره باستعجال فلم أفلح.
الطب – مثل الكثير من مجالات العلوم الطبيعية والاجتماعية – يسير على صرعات – موضات بلغة الشارع أو توجهات من عصر لعصر. وعصرنا هذا في الطب هو عصر "الكيمياء". واسمحوا لي أن أعطيكم فكرة سريعة عن مسألة الكيمياء تلك:
تركز الطب لمدة طويلة على كشف وظائف الأعضاء وعلاج الأمراض من خلال هذه المنطقة، ثم بدء الطب – خاصة مع تزايد الأبحاث على المخ – في كشف معجزة الجسم البشري، وهي أن هذا الجسم بالغ التعقيد يدار في الحقيقة بمجموعة من التفاعلات الكيميائية عن طريق مجموعة معجزية من المواد الكيماوية معظمها بروتينية – من انزيمات وهرمونات ونواقل عصبية – وكشف الانسان عن تكوين بعضها – وأقول مجرد تكوين بعضها ولم يكشف عن أكثرها، ومن الأشياء الطريفة التي تستطيع فعلها في وقت فراغك هو أن تحاول عد المرات التي تتكرر فيها كلمة "وظيفتها غير معروفة" أو "يظن أن هذه المادة هي كذا ..." أو "غير معروف كنهها" في منهج الغدد الصماء “endocrine” المقرر على طلبة الطب (جربي كتاب الدكتور مجدي صبري)، وهو المنهج المعني بوظائف الهرمونات وغيرها من المواد التي تفرزها الغدد، ومن المذهل أن المادة نفسها قد تقوم بعدة أدوار مختلفة تماماً باختلاف مكانها في الجسم ويختلف أدائها حسب موقعها في سلسلة التفاعلات، والكثير من المدهشات الأخرى. ومع هذه الاكتشافات بدء العلماء في اكتشاف ما يرجح – وأقول ما يرجح فقط – أن هذه المواد الكيميائية لها دور في أمراضنا العقلية والنفسية، فخلل الدوبامين في الدماغ مثلاُ قد يؤدي بك أن ترى هتلر يزورك في البيت ليخبرك إنه لم ينتحر إنما هي خطة ليهرب بها وانه جاءك مخصوص لأنهم قد زرعوا شريحة في دماغك ليتجسسوا عليك بها. وهذه قطرة من غيث الاكتشافات الجديدة بشأة الكيمياء
فما مشكلة هذه الصرعة الطبية إذن؟ خاصة وهي تتعامل مع اكتشافات علمية تعد معجزات؟ مشكلتها هي مشكلة كل اكتشافات الانسان – المغرور جداً – وخاصة في هذه الحالة الأطباء، الذين ما أن رأوا نقطة من الصورة حتى زعموا إنهم قد عرفوا كل شيء وعجزوا ورفضوا أن ينظروا للصورة بكليتها، ولأنهم يتعاملون مع الانسان، الذي هو أعقد كثيراً من مجرد تفاعلات كيميائية، فقد ارتكبت مدرسة الطب الحديث مصيبة وهي معاملة الانسان على انه أجزاء وليس كل متكامل ... معنى هذا؟ انك لو اكتأبت فلديك نقص في الناقل العصبي "سيروتونين" (بالمناسبة مادة السيروتونين لم تلفت النظر إليها مراكز الأبحاث أو الجامعات مثلاً، إنما شركات الدواء)، وإذا قلقت فلديك زيادة في حمض اللبنيك، وإذا رأيت هتلر – فمستقبلات الدوبامين لديك معتلة.
وماذا في هذا؟ في هذا فصل لأرواحنا عن أجسامنا، فماذا سيكون شعورك لو دخلت لتشرح للطبيب كيف أن نوبة اكتئاب عنيفة أصابتك بسبب رؤيتك لأمناء الشرطة وهم يضربون واحد من أطفال الشوارع بقسوة (قصة حقيقية) فقال لك إن السيروتونين لديك ناقص؟ وحتى لو لم يقل فسيعاملك على هذا الأساس، نحن نقلق لأننا عاجزون عن التأقلم مع قيم تحبس أرواحنا في قمقم مغلق بمجرد عمليات بيولوجية تنقلنا من يوم لآخر.
أطلت عليكم، ما علاقة هذا بموضوع المرأة: علاقته أن الخاسر الأول بسبب هذا الصرعة هو نفس الخاسر في كل الصرعات الأخرى: المرأة، فقد استنتج كثير من علماء الصرعة الجديدة أن كل مشاكل المرأة التي تختلف عن مشاكل الرجل لابد وأن تنبع من اختلافها "الكيميائي" عنه، وبالتالي فليتلقى الاستروجين والبروجسترون (هرمونات الأنوثة) كل اللوم:
- المرأة تصاب بالاكتئاب قبل الدورة الشهرية بسبب تقلبات الهرمونات
- المرأة تميل للعنف قبل الدورة الشهرية
فهل تستريح المرأة بعد انقطاع الدورة الشهرية؟
كلا، فانقطاعها يؤدي لتدني الهرمونات ويصيبها هذا في نظرهم بما يقترب من الجنون المطبق: فتتكتئب ويتقلب مزاجها وتشعر بالتهديد، ولا تعدم بين الحين والآخر من يقول بين السطور أو فيها أن المرأة بعد الأربعين لا تصلح للوظائف التي تحتاج لاتخاذ القرارات، وما من امرأة تذهب لطبيبها بعد سن الخمسين بأي شكوى مستترة بعد الشئ إلا ويعتبرها أيضاً من بين السطور من مشاكل انقطاع الدورة الشهرية، ومن المآسي الذي يسببها هذا الأمر أن النساء حين يذهبن بأعراض آلام في الصدر بعد سن الخمسين وتفسر على إنها قلق كثيراً ما تكون أعراض قلبية تموت بسببها أعداد كبيرة من النساء بأزمات قلبية كان من الممكن تفاديها أو علاجها، وفي كتابها “The Female Heart: The truth about women and coronary artery disease” تقول الباحثة ماريان .ج ليجاتو أن النساء حين تصبن بنوبات قلبية يرتفع احتمال وفاتهن في الأسابيع الأولى ضعفي ما هو لدى الرجال، وتتوفي 39% من النساء المصابات بالنوبة القلبية الأولى في خلال سنة مقابل 31% من الرجال ولو اجتزن السنة الأولى يبقى احتمال اصابتهن بنوبة ثانية ضعفي ما هو لدى الرجال وتلخص السبب في أن الأطباء ينحون إلى تشخيص ألم الصدر لدى المرأة على أنه نفساني أكثر مما يفعلون لدى معاينتهم الرجال، كما أنهم لا يعمدون غالباً إلى إحالة النساء اللواتي تأتي فحوصاتهن غير طبيعية على مزيد من الاجراءات الطبية – انتهى المصدر. ومع ملاحظة أن الأعراض عموماً مختلفة في الرجال عن النساء ولكن الكتب الطبية ترصد الأعراض "الرجالي" في الأساس (كل القيم في الكتب الطبية هي مستويات الذكر – متوسط العمر والطول والوزن – قوقازي)
هل تشعرون إنني أروج لنظرية المؤامرة؟ اسمحوا لي اذن أن أعود بكم لصرعة سابقة – 60 أو 70 سنة للوراء، حين كانت الفرويدية هي السائدة: الخاسر الأول: المرأة التي عزت كل أمراضها النفسية إلى شيء يسمى حسد القضيب، ويورد فرويد في مقالاته عن سيكولوجية المرأة مثلاً بديعاً حيث يقول إن هذا – حسد القضيب – هو السبب في ولع النساء بري الحدائق بخراطيم المياه. ألعل حسد القضيب هو سبب انتحار فرجينيا وولف ووفاة مي زيادة في مصحة نفسية؟ وكلام آخر كثير فارغ أصبح الآن من العبث التحدث فيه، واليوم توارى حسد القضيب ليظهر حسد الكيمياء، الذي همش المرأة ومشكلاتها في بضع مليجرامات من هذه المادة أو تلك.
مازلتم عاجزين عن التصديق؟ ابحثوا كيف استخدم العلم لاثبات أن السود أقل ذكاءاً من البيض، واستخدم نفس هذا العلم في استعبادهم، ومازال الطلاب السود حتى يومنا هذا يحرزون نتائج أقل في أمتحانات الـSAT في الولايات المتحدة من أقرانهم بسبب اعتقادهم أن السود أقل ذكاءاً على الرغم من احرازهم نفس النتائج في الامتحانات الأخرى التي لا تلحقها سمة قياس مستوى الذكاء.
عودة لكلام الدكاترة وحديثهم المكرر عن جرائم المرأة والتي يفردون نسبة لا بأس بها منها كنتائج لهرمونات موجودة بشكل طبيعي في جسمها وأسأل:
ترى أيهما أكثر دفعاً للمرض النفسي، أن تنقص بضعة هرمونات ما من جسم الانسان العبقرى الذي لا يتناقض بأي حال مع طبيعته وبالتالي فلا يعقل أن تسبب له دورته الطبيعية سوءاً، أم أن تلطمك جريدة الصباح بأنك كالحرباء؟ يا ستار! قبل أن تنزل لتركب الأتوبيس الذي ستتعرض فيه للمهانة لمجرد إنك من الجنس الثاني. أيهما مدعاة لكراهية الرجال: انقطاع الدورة الشهرية أم جريدة رسمية تخبرك بأنك لو كنت امرأة جميلة فستحتاجين لزوج – يضربك؟ فليجرب واحد من هؤلاء الأطباء الأفذاذ أن ينزع شعر عانته بالسكر – لا يوجد خطأ مطبعي – أنا أقصد تماماً ما قلت وسيعرف أن مشكلة المرأة الكبرى في الحلويات وليست في الهرمونات. وهذه ليست نكتة إنها غضبة. لماذا تفعل المرأة ذلك؟ لأن من حق زوجها عليها أن تبدو أعضائها كالمسلوخة ولأنها بشكلها الطبيعي مثيرة للاشمئزاز ولا تحلم – وأقول لا تحلم – 99% من نساء مصر أن يعشن مع أزواجهن بدون هذا الاجراء التعذيبي، والمرأة التي تمتنع عنه – إذا كانت موجودة – ستنعت بالنعوت المهينة كافة من زوجها وأهلها وأهله (نعم، فالموضوع يصل لأهلها وأهله)، فليجرب الدكتور العزيز أن يرتدي حذاء ضيق المقدمة ذو كعب ويكتم نفسه بواحد من تلك الأشياء التي تجعل النساء يبدين أنحف ثم ليستغرق ساعة ليضع المساحيق على وجهه حتى تحرقه عيناه، ثم لينزل الشارع ليتعرض لكل أنواع المضايقات من كل ذكر عابر، وبعدها ليقل لنا أي جزء من كيمياء المرأة يسبب لها الاكتئاب: ساعة واحدة يعشها هذا الدكتور من عمر المرأة وسيلقى بنظريات الكيمياء في المزبلة. ألا يمر في مستشفاه العام على باب دخول النساء فإذا بالمكتوب عليه: "دخول حريم" كأننا كلنا جواري في عصر المماليك؟ وقبل أن تنتطلق أصوات لتتهمني بأنني أتحدث في القشور، فأنا أقر بأنني أتحدث في القشور لأنني واثقة أن معظم القراء مرهفو الحس بما يتعارض مع تجربة حياة المرأة في العمق: فلا أستطيع أن أقول جربوا حضور عملية تشويه جنسي لطفلة (ختان)، جربوا الاستماع لطفلة وهو تروي قصتها وتقول (كنت عاوزة أبقى دكتورة بس دلوقتي بأكره كل الدكاترة)، وكيف نادوا على أم فلان لتمسكها (لأنها بتعرف تمسك كويس) بينما يقطعون جزءأ من لحمها ويضعونه في قطعة قماش ويلفونه على معصمها ليجف. تكفينا القشور، فاللباب يطير الألباب. وبعد كل هذا يحدثنا "الحكيم" عن عنف المرأة الناتج عن تقلب الهرمونات !!!!!!!!!! الهرمونات خلقها الله فأحسن، معجزات في أجسامنا، ولا يصح أن نلقي عليها بما اقترفته أيدينا.
ويكمل الطبيب العزيز أن المرأة تمر باكتئاب قد يدفعها لقتل نفسها ووليدها وهذا نتيجة "التغيرات البيولوجية" بعد الولادة: حدثني يا عزيزي، وإليك بعض التغيرات البيولوجية التي أدعوك لتجربتها على نفسك لو كنت تجرؤ:
1- اطلب من طبيب أسنانك أن ينزع عصب ضرسك بدون مخدر – ساعتها ستعرف لمحة من التغيرات البيولوجية المؤدية لإكتئاب ما بعد الولادة
2- اطلب من طبيب أسنانك – بينما هو ينزع العصب – أن يدفع كرسيك للوراء ويعريك أمام الداخل والخارج، ويدعو من لا تعرفهم لفحص أعضاءك التناسلية حتى دون أن ينظر إليك، ولن أقول يستأذنك، وستطل طلة بسيطة على موضوع الهرمونات
3- جرب أن تسأل طبيبك، بينما هو ينزع العصب بدون مخدر وأنت متعرى أمام الداخل والخارج وأناس لا تعرفهم يضعون أيديهم في جسمك، "هو فاضل قد إيه يا دكتور"؟ واسمعه وهو يقول لك" دي حاجات حسب التساهيل" لتعرف ما الذي يؤدي بالمرأة بالرغبة لضرب وليدها في الحائط، آه وفي النهاية لا تنسى أن تطلب من الطبيب أن يقوم بشق العجان – بدون مخدر أيضاً – ويخيطه وقل لي عن احساسك لمدة ثلاثة أسابيع كلما دخلت الحمام لتقضي حاجة. وأضف إلى هذا أنك في الأغلب بين السابعة عشر والتاسعة عشرة وعليك أن ترعى وليد حديث الولادة بعد هذا الحدث الجلل.
4- قم كل ساعتين لتطعمه ونظف حفاظاته، استمر على هذا لمدة سنة ثم تعال لنتناقش في مسألة الكيمياء.
ان نظرية الكيمياء تشبه قصة رجل دخل على طبيبه مكسور الساق والذراع وفي غاية الألم وبينما هو يتقيأ ويصرخ يسأله الطبيب: "تبدو في حالة مزرية، أهناك ما يضايقك؟ علك مصاب بخلل ما في الهرمونات؟"
كنت أذهب منذ عدة سنوات لطبيب كان يعزي معظم أعراضي لأنها أعراض ما قبل الدورة الشهرية، وكان هذا في الحقيقة يسبب لي اضطراب في الهرمونات فكنت أحس بزيادة كثيفة في هرمون الأدرينالين تدفعني لكي أتنازل عن الأدب وأخبره برأيي الحقيقي فيه.
ومن الغرابة بمكان أن جرائم العنف لدى المرأة – التي يقولون أن معظمها يحدث قبل الدورة الشهرية – لا تعدو ثلث جرائم العنف لدى الرجل، مالنا لا نرى من يتحدث عن مشكلة "هرمونات" الرجل؟ وربما كانت المرأة تعاني قبل الدورة الشهرية من زيادة في نسبة التستوسترون نسبة لباقي هرموناتها التي تنقص، فتطل طلة على دنيا الرجل - الحكيم بالرغم من أن التستوسترون يسبب زيادة العنف في حيوانات التجارب؟ كانت هذه لتكون نظرية طريفة لولا أنني لا أؤمن بنظريات الكيمياء في تفسير السلوك الانساني – بالرغم مما يبدو من صحتها رياضياً
من المؤسف جداً أن تضيق نظرة الأطباء حتى تصل لهذه الدرجة من السطحية، خاصة وقد علمنا جسم الانسان إنه أعقد وأحكم من أن يعمل ضد نفسه، بالطبع قد تسبب أي تقلبات في الجسم سواء في الهرمونات أو في النوم أو في الانزيمات أو في غيرها أمراضاً ولكن هذا لا يحدث إلا في الجسم المريض أصلاً ، فلو أثرت التقلبات الهرمونية على مزاج المرأة فهذا لن يعدو كونه ارتفاعاً أو تحوراً في مرض موجود أصلاً، وأتحدى وأتحدى أن يأتيني شخص واحد بامرأة لا تعاني من أي مشكلات نفسية تشكو من أعراض ما قبل الدورة الشهرية المدعوة، أو امرأة وصلت لسن الخمسين محققة ما كانت تصبو إليه، محاطة بالنجاح والحب، وتشكو من أعراض انقطاع الدورة الشهرية المزعومة. من الحمق أن يفسر طبيبك ألمك عند المشي بأن المشي من الطبيعي أن يسبب ألماً. فالمشي عملية طبيعية ولن تسبب لك ألماً ولا أذاً إلا إذا كانت العضلات ـ أو العظام – قد أصيبت بسوء وهذه قاعدة طبية: العمليات الطبيعية في جسم الانسان تزيد الصحة إلا في حالة المرض (الرياضة مفيدة للعظام السليمة وكارثية للعظام المصابة). لو ظلت نظرة الأطباء بهذه السطحية فما من أمل لأزمة صحية أن تحل، فالمرض ي الصين وأنت تفحص انجلترا!
المزيد: اسمع ما في أحاديث البخاري وباقي الصحاح عن المرأة التي أبوا عليها حتى أن تدخل في رحمة الله .... فالله، الذي هو الله يعايرها بنقصان دينها، ولماذا هي ناقصة الدين؟ لأنها تحيض، ولماذا تحيض، لن الله خلقها كذلك، ثم منعها من الصلاة والصوم وقراءة الكتب المقدسة: الله يا ناس يقول للمرأة: أنت نجسة لا أريد أن أسمع صوتك، لا تتصلي بي في الصلاة حتى تطهري. إنما كيف يخلق الله في المرء شيئاً ثم يعايره به؟ لا تسلني فإلهي مختلف تماماً ... لذا اسأل واحداً منهم، ومعظم الجوامع في العموم لا تحتوى أصلاً على مصلى نساء، والتي تحتوي منها غالباً ما يكون مكاناً صغيراً مكتظاً لا ترى منه الإمام ولا يرى منها شيء، وطبعاً معروف أن الإمامة ممنوعة على المرأة وقد تابعنا النقد المسموم الذي وجه لامامة امرأة لصلاة الجمعة في الولايات المتحدة وبالرغم من محاولات البعض رسم صورة الإله الحقيقي (راجع كتاب دكتور نصر حامد أبو زيد: دوائر الخوف: نقد خطاب المرأة)، فقد أبوا إلا أن يظلوا على ما هم فيه وساءهم جداً أن يحاول أحدهم الدفاع عن الله ودرء هذه التهم الشنعاء عنه.
ونظرة على المسيحية: تحرم المرأة من التناول أيضاً أثناء الحيض ويبالغ البعض بمنعها من دخول الكنيسة أصلاً، وتسمع لذلك تبريرات مضحكة مبكية، كما تحرم الرأة بعد الولادة لمدة أربعين يوماً للذكر وثمانين يوماً للأنثى (ضعف العقوبة) من دخول الكنيسة وتحرم المرأة كذلك من كافة الرتب الكنسية.
لست أدري لماذا يظنون أن الله يهتم بهذه الـ60 مللي من الدم؟ (أجل كل القصة التي تدور حولها كل هذه الملابسات هي 60 مللي من الدم)، وهناك العديد من الناس – رجالاً ونساءاً – يتبرعون بدمهم بما هو أكثر من هذا بكثير، فما هي المشكلة العظمي؟ أم إن هذا دم طاهر وذاك دم نجس؟ أم سنحرم المتبرعين بالدم في يوم تبرعهم من الصلاة؟ ماهي وحدات القياس حتى نفهم؟
العورة في الاسلام تقابلها العثرة في المسيحية، ونفس الأفكار بشأن دثر المرأة بالملابس بالرغم من الخلاف على مساحة التغطية.
أي رسالة نبعث بها لطفلة في الرابعة ونحن نغطيها من رأسها لرجليها كي يرضى الله أن ينظر إليها؟ أي رسالة نبعث بها لطفلة تتفتح للحياة في الثانية عشر ونغلقها نحن في وجهها مفتريين على الله بأنه لا يريدها أن تقربه طالما هي حائض. وبالمناسبة لا يصح أن تدخل الحائض ولا النفساء على المحتضر لأن الملائكة تهرب من المكان. أي هرمونات يتحدثون عنها؟ هل أتوا من كوكب آخر؟
إن نسبة الاكتئاب في النساء تبلغ ضعف نسبته في الرجال، أي إن حوالي 40% من النساء يصبن في فترة ما من حياتهن بالاكتئاب، ولكن المشكلة أن العلماء يسألون السؤال الخطأ، فالسؤال الصحيح هو: كيف تحت هذه الظروف لا تصاب 100% من النساء بالاكتئاب؟ كيف تنجو 60% منهن؟ يبدو أن هرمونات النساء مؤثرة فعلاً!! لولا إني لا أومن بنظرية الهرمونات!!!